تمتلئ محاكم الأسرة بالآلاف من النزاعات العائلية التي تنظر يوميا للفصل فيها، وقد تطول مدتها بسبب الثغرات القانونية الموجودة ببعض مواد التشريع، التي تجعل من محاكم الأسرة متاهة قانونية، ضحيتها الأولى الأطفال، الذين يواجهون مشكلات نفسية واجتماعية تنعكس بالسلب عليهم طوال رحلة حياتهم.

"جوزي خدني بذنب أختي، وطردني من البيت، وخد مني بنتي اللي لسه عمرها سنة، وقال لي، يعني أختك هتطلع لمين، شكلكوا عيلة مش تمام".. بتلك الكلمات بدأت "راجية. ع" تروي تفاصيل طلبها الخلع من زوجها، أمام محكمة الأسرة في مدينة سمنود بمحافظة الغربية، في الدعوى التي حملت الرقم 709 لسنة 2019.

تقول راجية لـ "الوطن" إنها تزوجت منذ عامين، ولديها طفلة تبلغ من العمر عاما واحد، وحدث مشكلة مع شقيقتها الصغيرة، ومن شدة صدمتها (الزوجة طالبة الخلع)، أخبرت بها زوجها، ليفكر معها في حلها، إلا أنه ثار غضبه، وقرر طردها من المنزل وأخذ منها مولودتها.

وتضيف: "أول ما حكيت له التفاصيل عشان يساعدني ويقف جنبي في مشكلتي، متقبلش كلامي، وطردني، عمرى ما تخيلت منه رد الفعل ده، المفروض الزوج يدعم زوجته، ويقف جنبها على الحلوة والمرة، ويساندها في مشاكلها زي ما هي بتعمل معاه".

تواصل صاحبة الـ29 عاما، حديثها، بأنها حاولت أن تمتص غضب زوجها، ولكنها لم تستطع، بل قام بسبها بأقذر الألفاظ، واتهمها في شرفها، بسبب ما فعلته شقيقتها، وذهبت راجية إلى والدته أكثر من مرة، في محاولة منها أن ترى ابنتها الرضيعة، ولكنها رفضت وقالت لها: "إحنا عايزين بنتنا تطلع محترمة، ومتجيش هنا تاني، معندناش بنات ليكي".

واستطردت: "لما طلبت منها أطلع شقتي آخد اللبس بتاعي، زعَّقِت فيا، وقالت لي خديه بالمحكمة، ما أنتي ياما خدتي شقى وتعب ابني وصرفتيه على الفاضي".

قررت "راجية" إقامة دعوى خلع، ضد زوجها، بعد أن فقدت الأمل في رؤية ابنتها، رغم حصولها على حكم بضم حضانتها، إلا أنها لم تتمكن من تنفيذه، ورفض زوجها تطليقها، مما دفعها إلى طلب الخلع، للتخلص منه.