لم يتجاوز عمرها الـ 15 عامًا، خبرتها قد تكون قليلة بالحياة، إلا أنها تعلم جيدًا أن "الشرف غالي" لا يمكن أن يمسه مخلوق، حتى وإن وصل الأمر إلى قتله. 

الطفلة "أميرة" تمكنت من التصدي لمحاولة اغتصابها على يد سائق استدرجها إلى منطقة جبلية بصحراء العياط، وروادها عن نفسها وهددها بسكين، ففي غضون ثوان معدودة، وضعت الخطة ونفذتها في الحال، بعدما تظاهرت بموافقته على الأمر، وعندما وضع الشاب السكين وبدأ في ملامسة جسدها، أمسكت الطفلة السكين وسددت له عدة طعنات أودت بحياته في الحال، لتتوجه بنفسها إلى مركز شرطة العياط، تخبرهم بتفاصيل الواقعة. 

الأمر تفاعل معه العديد فور نشره، بين المشيد بتصرف الطفلة، وبين المتساءل عن موقفها بعد تلك الواقعة المريرة، فكيف لها أن تمر، وكيف يتم تأهيلها، بعد أن تحولت أمام النيابة من طفلة إلى قاتلة؟ 

أسئلة عدة تداولها البعض عبر منصات التواصل الاجتماعي، عقب انتشار تفاصيل القضية. 

ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة حماد، الاستشاري النفسي، إن الفتاة تصرفت تصرف قد يكون له العديد من المدلولات النفسية، أبرزها خوفها من أن يفيق الجاني، ويتعدى عليها، وربما تكون تعرضت للعنف من قبل، الأمر الذي خلق لديها تلك الطاقة الكبيرة في التخلص منه بهذه الطريقة. 

وأضافت: "ممكن تكون اتعرضت لعنف من راجل قبل كدة، سواء بدني أو لفظي، وده اللي خلاها تكمل تسديد كل الطعنات دي، لأن عندها خوف ورعب إنه يقوم ويغتصبها بالفعل"، متابعة: "ويمكن تصرفها من تأثير بعض أفلام الرعب".  

كيفية تأهيلها نفسيًا

وتابعت "حماد" خلال حديثها لـ "هُن": "مع الأسف التجربة القاسية دي ممكن تخلق للبنت اضطراب ما بعد الصدمة، لأنه في المجتمعات الشرقية حتى لو أُغتصبت بيبقى حواليها الاتهامات، الأمر اللي هيوصل بيها للاكتئاب والعزلة عن المجتمع، لكن الحاجة اللي هتساعدها على النهوض هو مدافعتها عن الشرف، لأننا بندافع عن الشرف حتى الموت".  

وعن تأهيلها عقب الصدمة، نصحت الاستشاري النفسي، بعدة نقاط، جاءت على النحو التالي: 

- العرض على طبيب نفسي على الفور للتأهيل. 

- الاندماج مع "جلسات الحكي"، للتعبير عما تشعر به، والاندماج مع النماذج الأخرى. 

- العلاج الدوائي، خاصة علاجات الاكتئاب.