تجدهن محجبات في الشوارع والعمل ووسائل المواصلات، لكن هذا الالتزام الديني الذي اتبعته بعض الفتيات يتخلين عنه أحيانا، سواء في "ليلة العمر" أو الشواطئ أو صفحات السوشيال ميديا، فهدفهن هو شعور بالسعادة أو ربما هدف آخر ومن ثم العودة إلى الحجاب مرة أخرى.

آية خلعت الحجاب في ليلة العمر: كنت خايفة شكلي يبقى وحش

شعور بالخوف كان مسيطرًا على آية عبد العزيز، من ظهورها بشكل غير محبب لها، إذا ارتدت الحجاب يوم زفافها، فكان قرارها التخلي عن الحجاب يوم فرحها "كنت خايفة شكلي يبقى وحش في الطرحة.. وكمان لو لفتها سبانش مثلًا".

حاولت "آية"، صاحبة الـ25 عامًا، إقناع عريسها بالتخلي عن الحجاب، فكان شرطه أن يكون الفستان غير مكشوف "اختارت الفستان وقفلته ومكنش في حاجة منه باينة"، أما عن شعورها بالذنب تجاه تخليها عن الحجاب: "عارفة إنه مش صح وهيكون حرام.. بس يعني دي ليلة العمر والفرح مليان رقص جت يعني على الطرحة".

سارة على سوشيال ميديا خلعت الطرحة: واحدة استفزتني إني مقدرش أقلعه فنزلت صورتي

وضعت سارة سعيد، صاحبة الـ27 عامًا، قبل ذلك صورها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دون حجاب، بعدما دخلت في نقاش حاد مع إحدى صديقاتها بأنها لم تستطع خلع الحجاب ووضع صورها على "السوشيال ميديا"، فكان قرارها هو تحديها في ذلك وإعلانها ذلك: "هي استفزتني وقالتلي مش هقدر أقلعه.. ففي نفس اليوم صورت نفسي من غير حجاب ونزلت الصورة".

في المصيف.. نيجار ومنار من غير حجاب: شوية فرفشة وانبساط

ارتدت منار حسين الحجاب أسوة ببنات العائلة، لم ترتده عن اقتناع فمع ذهابها إلى المصيف كان قرارها هو التخلي عن الحجاب، فهي تراه غير مناسب مع المايوه الذي ترتديه للنزول به إلى البحر: "لبس البحر مش هيبقى مناسب مع الحجاب.. فكنت بقلعه في المصيف وبرجع البسه تاني". 

"عاوزين ننبسط وشوية فرفشة" هكذا عبرت "منار" عن خطوتها التي تفعلها كلما ذهبت إلى المصيف سواء بصحبة أسرتها أو صديقتها: "هناك بلبس نص كم وبرموده.. ومش هينفع طبعًا ألبس الطرحة كدا فبقلعها".

"البلد اللي محدش يعرفك فيها" المبدأ الذي تتبعه نيجار موسى عند ذهابها للمصايف، فهناك تخلع عنها الحجاب "مش هيحصل حاجة من كام يوم قلعته فيها ورجعت لسته تاني.. كمان الطرحة هتخنقني"، شعور بالحرية والانطلاق أكثر هكذا وصفت "نيجار" تواجدها في المصيف دون حجاب.

يسري عزام: حرام والحجاب ليس مؤقتا

ومن جانبه، ذكر الشيخ يسري عزام، إمام وخطيب مسجد صلاح الدين، أن إقدام الفتيات على خلع الحجاب لفترة محدودة، فهو فعل حرام، فالحجاب ليس مؤقتا بل فريضة على المسلمات البالغات، ففي قوله تعالى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ".

وأوضح "عزام" في حديثه لـ"هن"، أنه يجب على المسلمة ستر نفسها ما عدا الوجه والكفين، لذلك خلع الفتيات للحجاب حتى لو في ليلة العمر، أمر محرم، ويجب عليها أن تلتزم بالثياب الفضفاضة وعدم ارتداء البناطيل الضيقة.

أما الفتيات اللاتي يخلعن الحجاب في المصايف، فأيضًا ليس لها أن تفعل ذلك، فيمكن لها أن تقضي فترة المصيف وأن تشعر بالسعادة دون أن تتخلى عن حجابها، موضحًا أن المرأة إذا كانت في مكان مخصص للسيدات فقط فيمكن لها أن تخلع عنها الحجاب، ما دام تتواجد في مكان ليس بها رجال.