رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

فتيات هزمن سرطان الثدي في عقد "العشرينات": ولسه ياما في عمرنا

كتب: آية المليجى -

02:28 م | الثلاثاء 02 يوليو 2019

سرطان الصدي

رغم صغر عمرهن، الذي لم يتخطى العشرينات، خاضت بعض السيدات تجارب مؤلمة كان لها تأثير في شخصيتهن، فخرجن منها محاربات ذوات عزيمة وهمة تأبى الانكسار، بعدما عرفن طريق الانتصار على سرطان الثدي.

حياة هادئة كانت تعيشها منعمة بدفء أسرتها، تستيقظ فى الصباح الباكر تذهب لعمل أحبت القيام به، تقضى ما تبقى من يومها بين التسوق أو التنزه مع أصدقائها، غير عابئة بأعراض غير مألوفة ظهرت على جسدها، فلم يخطر ببالها أن مرضاً لعيناً ربما يصيبها فى مرحلة عمرية تميزت بالنشاط والحيوية، لكن بين عشية وضحاها تبدلت الأمور حينما أظهرت التحاليل الطبية حملها لأورام خبيثة بأحد ثدييها، سكن الفزع والخوف ملامح وجهها، ولم تعد حياتها كما كانت، حيث أصبح مرض سرطان الثدى رفيقها الوحيد فى مرحلة شبابها.

كانت بريزة بوقرة منشغلة بدراستها فهى ما زالت طالبة بالصف الأول بكلية الرياضيات والإعلام ببلدها الجزائر، حيث التخصص الذى أحبت دراسته، لم تلتفت تجاه التعب الذى أصاب جسدها الضعيف، والحرارة المنبعثة من ثديها الأيسر حينما تسير لمسافة طويلة، لم يكن لدى الفتاة العشرينية أى تاريخ عائلى مرتبط بالمرض الخبيث.

لكن مع تزايد آلامها ذهبت بمفردها لإجراء الفحوصات الطبية، وفى الوقت ذاته كان أفراد أسرتها ينتظرون مجيئها للاحتفال بعيد ميلادها الـ22، فأتت إليهم بوجه يحمل الحزن والوجوم، حالة من البكاء والانهيار أصابت أسرتها حينما علمت بحقيقة مرضها، فابنتهم ما زالت صغيرة على مواجهة المرض الخبيث، لم ترتض الأم فى البداية تصديق ما أصاب ابنتها، لكنهم لم يجدوا مفراً من هذه الصدمة القاسية، ليقدموا الدعم والمساندة إليها.

بدأت المريضة العشرينية رحلة علاجها، كانت أولى مراحلها عملية استئصال الأورام الخبيثة فى ثديها الأيسر مع الاحتفاظ به، وخضعت بعد ذلك للعلاج الكيماوى الذى أسقط خصلات شعرها، لكنها قررت تغطية فروة رأسها دائماً وعدم إظهارها أمام أسرتها حتى فى ساعات نومها، ما زالت المريضة العشرينية فى رحلة علاجها التى غيرت مسار حياتها، حيث أوقفت دراسة مجال أحبته، وقررت الاتجاه لدراسة الطب بعد انتهاء علاجها، غير أنها أكثرت من صلاتها لله.

«الزمالة البريطانية» هدف وضعته «ر. ص» نصب عينيها طيلة أشهر، لتواصل بها تميزها فى عملها كطبيبة أسنان، خطوات قليلة كانت تفصلها عن ذلك، قبل أن تتبدل الأمور، وتتضح أمامها حقيقة كانت أبعد عن خيالها، فالأم العشرينية أصبحت حاملة لأورام خبيثة فى ثديها الأيسر، شعور بأن العمر تقدم بها ظل مصاحباً للأم العشرينية، التى لم تدر كيف تخبر والدتها بعد، ونظرات حزينة ألقتها على أطفالها الصغار، فابنتها 3 أعوام، وولدها لم يكمل عامه الثانى «كنت حاسة إنى بودع ولادى»، لكن صغر سنهم كان دافعاً وراء استجماع قواها حينما قررت إجراء عملية استئصال الثدى الأيسر بالإضافة لـ25 غدة ليمفاوية.

رحلة مأساوية بدأتها الأم العشرينية عقب العملية، حيث جلسات العلاج الكيماوى، لكن كثيراً ما تلقت دعم ومساندة أسرتها «أختى كانت بتسيب امتحاناتها وتيجى معايا، وكانت بتحاول تضحكنى»، ورغم الآلام الحادة التى انتابتها عقب جلسات الكيماوى، لكن ذلك لم يمنعها من قضاء أوقات أكثر مع أولادها، غالباً ما كانت تنتهى بالبكاء الشديد خوفاً من موت يداهمها «كنت خايفة أسيبهم»، مشاعر متضاربة ما بين الحزن والفرح، مرت على المريضة العشرينية، التى ما زالت تتذكر موقف ابنتها الصغيرة حينما رأتها بعدما أزالت شعر رأسها «بنتى طبطبت عليّا وفضلت تقولى شكلك كده أحلى».

«كل المشاكل والأمور فى نظرى بقت صغيرة» ربما كانت تلك البصمة الإيجابية التى تركها المرض الخبيث بداخلها، بعدما أنهت جلسات الكيماوى وبدأت مرحلة جديدة من جلسات الإشعاع، لكن بحالة نفسية أفضل بعدما استقر بداخلها أن أسرتها وزوجها هم الداعم الحقيقى لها، حيث قالت لهم: «انتم كل حاجة فى حياتى.. شلتونى فى مرضى وهشيلكم طول العمر».

لم تختلف تجربة ابتسام سفيان كثيراً عما مرت به سابقتها، فهى أيضاً ما زالت فى مقتبل العمر، غير أن أوجاعها تزايدت بعدما طلقها زوجها، حيث عرف إصابتها بسرطان الثدى، فحملت أطفالها الثلاثة، وعادت إلى منزل أسرتها من جديد.

«قاومى، المرض هينتهى وهترجعى تعيشى حياتك.. الحياة حلوة»، هكذا استطاعت الأم العشرينية تحويل معركتها ضد سرطان الثدى لنقطة إيجابية غيرت مسار حياتها، بعدما كان قرارها الاستسلام للمرض الخبيث الذى يجتاح جسدها.

تذكرت ابتسام الأيام الثقيلة التى عاشتها بعدما تساقط شعرها إثر جلسات الكيماوى، فحبست نفسها داخل المنزل تقضى بين أرجائه مرحلة شبابها، لكن توسلات طفلها للذهاب معه إلى المدرسة مثل زملائه، جعلها تقرر مواجهة الحياة والخروج من جديد، ظلت تلاحقها نظرات الناس بسبب تغير ملامحها «كنت بحاول أطنشهم وأمشى مع أولادى».

«هكبر وهبقى دكتورة عشان أعالجك»، كلمات حانية التقطتها الأم العشرينية من أطفالها، حينما كانوا يرونها تتوجع من آثار جلسات الكيماوى، وهو ما زاد من عزيمتها فى مواجهة المرض الخبيث، حتى نجحت فى الانتهاء من هذه الجلسات الموجعة، وبدأت صفحة جديدة من حياتها فى عمل يمكنها من مواصلة حياتها للإنفاق على أولادها «هعيش لأولادى ماليش غيرهم».