رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

رحلة "فيرا" حول العالم.. "فتاة القطار": بسافر من بلد للتانية وبجمع المصريين في كل حتة بروحها

كتب: آية المليجى -

09:25 م | الأحد 16 يونيو 2019

فيرا مصطفى محمود

منذ 14 عامًا كانت حياة فيرا محمود مصطفى، هادئة لا شيء مختلفا في يومها عن الأمور المعتادة، لكن رحلة مع والدها إلى إيطاليا غيرت مجرى حياتها، لتتخذها نقطة البداية ويصبح السفر حول العالم هو هدفها في اكتشاف المزيد من ثقافات مختلفة ورؤية أماكن جديدة، فأصبح عدد البلاد الأجنبية التي زارتها "فيرا" 24 دولة أجنبية.

مجموعة من البلاد الأوروبية هي رحلتها الأولى التي انطلقت فيها مع والدها بسبب طبيعة عمله، كانت البداية من إيطاليا وانتقلت بعد ذلك إلى إسبانيا والبرتغال وبولندا، فطيلة 3 أسابيع هي مدة الجولة التي قطعتها، كانت "فيرا" هي المسؤولة عن نفسها، فانشغال والدها في عمله، كان دافعًا وراء اعتمادها على نفسها في الأمور الحياتية، يقابلها والدها بمزيد من الفرح حول نجاح صغيرته في اعتمادها على نفسها.

انتهت الرحلة الأوروبية وحان وقت العودة إلى بلدها مصر، لكن شعورا من الحزن ورغبة في الاستمرار كان يراود "فيرا"، كلمات والدها التي غرست الطمأنينة بداخلها بأن العمر ما زال أمامها للسفر حول العالم، عادت "فيرا" واستكملت حياتها، لكن حلم السفر حول العالم لم يغب عن بالها، فسرعان ما اتفقت مع صديقتها للسفر إلى أمريكا في العام 2007. 

محاولات كثيرة خاضتها "فيرا" لإقناع والدها بالسفر مع صديقتها بمفردهما، انتهت بالموافقة ليكن مقصدها أمريكا، ومن ثم انطلقت برفقة شقيقتها في جولة أوروبية أخرى، ظلت في البداية تجوب بين البلاد الأوروبية برفقة ذويها حتى اطمأن لوالدها لسافرها بمفردها.

ومع مطلع 2012 كانت بداية "فيرا" في السفر بمفردها حول العالم، اختارت أن تكرر جولتها داخل أمريكا لتزور ولايات جديدة لم ترها في زيارتها السابقة، وضعت خطتها وسارت على نهجها: "كنت بصحى بدري جدًا عشان ألحق اليوم من أوله.. كنت بأجر عربية وأسوق لوحدي.. وروحت ملاهي يونيفرسال ستوديوز.. خلصت كل الألعاب فيها.. وده عشان كنت لوحدي".

تجربة ممتعة قضتها "فيرا" في أمريكا لتستكمل جولتها في باقي البلاد الأجنبية بمفردها، فوصلت عدد البلاد التي زارتها 24 دولة، رأت الثقافات المختلفة والأديان المتعددة والوجوه التي حملت ملامح بلدها، لتشعر "فيرا" ببساطة الدنيا: "لما بسافر كتير بحس أن الدنيا بسيطة".

فالسفر بالنسبة لـ"فيرا" لم يقتصر على قضاء وقت ممتع، لكنها تسعى في اكتشاف كل ما هو جديد حتى في تكرار زيارتها للبلد: "لو زرت بلد أكتر من مرة.. بفضل ألف فيها وبشوف مدن جديدة.. بحب ألف بالقطر ومش هبطل غير لما ألف العالم كله".

تجارب متعددة وممتعة خاضتها "فيرا" بداية من الأكلات التي أحبت طعمها فمن تناول البط في التشيك إلى بلح البحر في بروكسل والتشير فوندو في سويسرا، حتى رؤيتها للعادات الغريبة، لتتذكر الحقيبة المتعلقة فوق المنازل في هولندا لتشير إلى أن هذا المنزل بداخله شاب تخرج في المدرسة أو الجامعة، لكن الابتسامة التي تراها "فيرا" هي أكثر ما تعلقت به: "ناس على طول مبتسمة من أول عامة النظافة.. في الأتوبيس الناس بتدخل تسلم على السواق".

فوائد سفر "فيرا" بمفردها لم يكسبها رؤية الثقافات وتناول الأطعمة الغريبة فقط، لكنها تعلمت المزيد من الخبرات: "اتعلمت إزاي أخد القرارات بسرعة وأنفذها.. أن محكمش على حد من لونه ودينه.. أنه مش لازم يكون في كنترول من أهلك عشان متعملش الغلط".

"أنا مش رحالة" فهي الكلمة التي لم ترتضَ "فيرا" وصف نفسها بها: "الرحالة بيكون شخص سايب كل حياته ودنيته وواخد شنطته وبيلف حول العالم.. أنا سافرت كتير وروحت أماكن كتيرة أوي لكن أنا مش رحالة".

انتقال "فيرا" بين البلاد جعلها أكثر ودًا في التعارف على من حولها، فكانت توثق تجاربها عبر حسابها على "فيس بوك" حتى أصبحت في إدارة جروب "Travel Secrets club" فسعت في تحقيق أهدافه من نشر ثقافة السفر عند الشباب، ومشاركة المسافرين تجاربها حول العالم، كما أنها ترد على أي استفسارات يلقيها أي من المشاركين بالجروب، وإعطاء المزيد من النصائح.

لم تتوقف مشاركة "فيرا" في "الجروب" عند ذلك، لكنها أصبحت تعمل على "لم شمل" المصريين في الخارج: "لما بكون في بلد غريبة.. بنزل بوست على الجروب وبطلب من المصريين الموجودين في نفس البلد ومعانا على الجروب إننا نتجمع.. وفعلًا عملنا كدا في فيينا اتجمعنا مع بعض واتعارفنا على بعض.. كنا واقفين في الميدان بنعرف شكل بعض من ملامحنا المشتركة".

"فتاة القطار" و"فتاة الترايبود" ألقاب أطلقها أعضاء الجروب على "فيرا"، فهي اعتادت على اصطحاب حامل الكاميرا معها: "أنا اللي بصور نفسي.. محدش بيصورني في سفرياتي.. فباخد معايا الترايبود بتاعي".

ما زالت جولات "فيرا" حول العالم مستمرة فهي لم تنتهِ بعد من التنقل بين البلاد المختلفة، ليقابلها من حولها بالأسئلة المعتادة عن قدرتها في السفر "حوش إجازاتك في الشغل.. ودوروا على سفريات ببادچيت قليلة.. متطلعش تبع شركات سياحة واعتمد على نفسك جدًا"، فهي النصائح التي تلقيها للراغبين في السفر.

"سافروا ولفوا العالم.. السفر حياة واللي مسافرش ما عاشش الحياة.. خد قرارك وسافر شخصيتك هتتبني وهتعرف أكتر" هي النصيحة الأهم التي اختتمت بها "فيرا" حديثها.