رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

موسم الأفراح.. المغالاة في المهور فساد في الأرض ومخالف للدين

كتب: سحر المكاوى -

04:38 ص | الأربعاء 10 أبريل 2019

صورة أرشيفية

رغم انخفاض معدلات الإقبال على الزواج بين الشباب، إلا أن تكاليفه في ارتفاع مستمر بدءًا من الشبكة والمهر وانتهاء بقائمة المنقولات الخاصة بشقة الزوجية.

وتتجدد الدعوات من علماء الدين  بضرورة خفض تكاليف الزواج، إلا أنه لاحياة لمن تنادب وتزداد تكاليف الزواج ارتفاعا وخاصة الشبكة  لما يتراوح بين 50 و100 ألف جنيه في الوقت الحالي لأسباب بعضها معروف والآخر غير معروف، وإن كانت المظاهر الاجتماعية والتباهي عوامل رئيسية لارتفاع أسعار الشبكة وتكاليف الزواج.

ومع اقتراب موسم الصيف والذي يتزامن معه موسم الأفراح سواء خطوبة أو زواج ترتفع تكاليف الزواج بناء على  القانون الاقتصادى المعروف العرض والطلب مع يترتب عليه عزوف بعض الشباب عن الزواج والذي يؤدي بدوره لتأثيرات اقتصادية واجتماعية سلبية ينتج عنها فساد المجتمع.

وأثارت الإعلامية إيمان الحصري،  القضية من جديد خلال تقديمها برنامج "مساء DMC"، أمس مؤكدة أن هناك  خطر يجتاح المجتمع المصري، بسبب ارتفاع قيمة "الشبكة".

 

  

 

"الحصري" قالت إن الشبكة وصلت بين بعض الفئات المتوسطة لـ150 ألف جنيه، بسبب "بنت خالتها وبنت عمتها وجارتها اللي جالها شبكة بكذا...".

وأجرى فريق عمل البرنامج جولة بـ 5 محافظات "الشرقية والغربية والجيزة والفيوم والبحيرة" للاستفسار عن الشبكة ومقدارها، وتوصل إلى أن متوسطها  في هذه المحافظات يتراوح من 50 لـ100 ألف جنيه في الوقت الذي قال فيه بعض المواطنين لكاميرا البرنامج أن الشبكة وصلت لـ150 ألفا في بعض المناطق.

من جانبها أوضحت دار الإفتاء المصرية، فى فتوى الدكتور نصر فريد واصل مفتى الجمهورية الأسبق  أن الإسلام أوجب المهر لمصلحة المرأة نفسها وصونًا لكرامتها وعزة نفسها، والمغالاة في المهر عائق للزواج ومنافٍ للغرض الأصلي من الزواج وهو عفة الفتى والفتاة.

وأضاف واصل فى الفتوى"يحثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الرفق بالزوج في تكاليف الزواج فيقول: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا» أخرجه الحاكم، موضحا أنه  ينبغي أن يكون الاختيار في الزواج مبنيًّا على الأخلاق وحسن الصلة بالله؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ» رواه الترمذي.

وأضاف واصل فى الفتوى قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه البخاري، والباءة: تكاليف الزوجة من مأكل وملبس ومسكن... إلخ.

وتابع " لم يشترط الإسلام في الراغب في الزواج إلا القدرة على تكاليف الأسرة الجديدة حتى تعيش في كرامة وعزة، أي إنه لم يشترط الغنى أو الثراء العريض، وقد أوجب الإسلام المهر لمصلحة المرأة نفسها وصونًا لكرامتها وعزة نفسها، فلا يصح أن يكون عائقًا عن الزواج أو مرهقًا للزوج، وقد قال عليه الصلاة والسلام عن المهر لشخص أراد الزواج: «الْتَمِسْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيد» رواه البخاري.

وأضاف "فإذا كان خاتم الحديد يصلح مهرًا للزوجة فالمغالاة في المهر ليست من سنة الإسلام؛ لأن المهر الفادح عائق للزواج ومنافٍ للغرض الأصلي من الزواج وهو عفة الفتى والفتاة؛ محافظة على الطهر للفرد والمجتمع؛ ويقول عليه الصلاة والسلام: «أَعْظَمُ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ صَدَاقًا» رواه الحاكم في "المستدرك".

ونوه إلى أن الإسلام وإن لم يضع حدًّا أعلى للمهر فإن السنَّة المطهرة دعت إلى تيسير الزواج والحض عليه عند الاستطاعة بكل وسيلة ممكنة، وكان الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتزوجون ومهر الزوجة أن يعلمها آيات من القرآن الكريم؛ يقول عليه الصلاة والسلام لرجل أراد الزواج: «زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ» رواه النسائي، فتعليم بعض آيات كان هو المهر؛ فمن الواجب عدم المغالاة في المهر، وأن ييسر الأب لبناته الزواج بكل السبل إذا وجد الزوج الصالح؛ حتى نحافظ على شبابنا وفتياتنا من الانحراف، وقد قدم لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم النصيحة الشريفة بقوله: «إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ في الأَرْضِ وَفَسَادٌ» رواه الترمذي، قائلا "إن هذه النصيحة من جوامع كلمه صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الواجب أن تكون شعار كل أب في موضوع الزواج، ويجب العمل والتمسك بها للتغلب على هذه المشكلة الاجتماعية وغلاء المهور.

كما ناشد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية الحالى  الشباب المقبلين على الزواج وذويهم عدم المغالاة أو المبالغة في تجهيزات بيت الزوجية حتى لا يحدث إرهاق لهما، ولا لأسرتيهما، وعليهما الاهتمام بالمطلوب وخاصة في بداية حياتهما الزوجية حتى تكون الحياة أيسر وأسعد.

وأضاف علام خلال الحوار الأسبوعي من حلقة برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" الذي يُقدِّمه الإعلامي شريف فؤاد"أنصح الزوج الشاب بأن يعي المسئولية التي ستلقى على عاتقه،وليكن في حرص شديد على نجاح وسعادة هذه الأسرة، كما أنصح الزوجة الشابة بأن تكون صابرة على زوجها، وأن ترعاه وترعى أسرتها رعاية صالحة، لتكون هذه الأسرة نواة قوية لمجتمع مزدهر".

وقال الشيخ إسلام عامر نقيب المأذونين، إن معدل الزواج بين الشباب قل بسبب زيادة أسعار الشبكة، مشيرًا إلى أن بعض القرى تطلب 100 و200 جرام ذهب كشبكة.

وأضاف "عامر"، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم  ـ زوج ابنته فاطمة الزهراء، للإمام علي بن أبي طالب، بدرع كمهر، قائلا إن أيسرهن مهرًا أكثرهن بركة مطالبًا بتيسير الزواج وعدم تعسيره.

ولفت نقيب المأذونين إلى أن بعض القرى تطلب 200 جرام ذهب، يصل سعرهم لـ160 ألف جنيه، مضيفًا: "هو الشاب معاه كام 160 ألف جنيه والشقة والعفش هيعمل فيهم إيه؟!" متابعًا: "احنا بنتصرف تصرفات خاطئة بأمانة".

ولفت نقيب المأذونين إلى أن قائمة المنقولات منفصلة  كليا عن عقد الزواج، وبمثابة إيصال أمانة للزوج بأنه استلم مفروشات الزوجه" موجهًا رسالة لأبو العروسة: "خليك يسير مش عسير ويسر في أمور الزواج وقدم السبت عشان ييجي الأحد ومتقولوش عاوز 150 ألف شبكة والنهاردة العريس بيجهز 5 أوض".

وعن التداعيات الاجتماعية لارتفاع تكاليف الزواج والذي يترتب عليه انخفاض معدلات الإقبال على الزواج قالت الدكتورة سامية قدري أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس، إن أهمية تكوين أسرة واستدامة العنصر البشري من أهم أهداف الزواج، موضحة أنه على الرغم من أن  مصر تعاني من الزيادة السكانية وإن كان عدم الزواج سيؤثر بالإيجاب على تلك الأزمة  إلا أنه سيكون تأثير مؤقت مع التداعيات السلبية على المستوى طويل الأجل. 

وأضافت  "قدري" لـ "الوطن" أن ارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى انخفاض سقف تطلعات الشباب نحو الزواج  ما يكون له تأثيرات على القيم الأخلاقية في المجتمع  مع العولمة والانفتاح الإعلامي غير المسبوق ما أدى إلى تطلع الشباب لممارسة العلاقات التي يرونها  خارج إطار الزواج.   

وأوضحت أن ارتفاع ظاهرة التحرش من أهم أسباب انخفاض معدلات الزواج وإن كانت ظاهرة تمارس من قبل المتزوجين إلا أنها أكثر انتشارا بين الشباب، مبينة هروب الكثير من الفتيات من وصمة العنوسة إلى الزواج بأي طريقه ما يترتب عليه انتشار زواج القاصرات وزواج المصريين من الأجانب والذي يفتقد معه الاستدامه ويعد زواج  غير مستقر فضلا عن الزواج العرفي ومشاكل النسب الناتجه عنه.

ونوهت "قدري" إلى أن مشكلة الزواج معقدة ومتداخلة ولابد من العودة لأهداف إقامة الأسرة  وتقديس الحياة الزوجية حتى لا نخرج إلى أزمة الطلاق وما لها من تداعيات سلبية على حقوق الأطفال، مؤكدة أن الحل يمكن في المقولة القديمة "خدوهم فقرا يغنيكم الله".

أما التأثيرات الاقتصادية لعدم الزواج فأوضح الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، أن عدم الزواج يؤثر بالسلب على نفسية الفرد وبالتالي المستوى الإنتاجي الخاص به والذي يتأثر بالسلب نتيجة عدم الاستقرار.

وأضاف "عبده" لـ"الوطن"، أن انخفاض مستوى إنتاجية الأفراد غير المتزوجين سيؤثر بالسلب على الناتج المحلي الإجمالي مما يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد.