العالم كله لا يغني شخصا عن أمه، فمهما بلغ من العمر يظل طفلا حتى يفقدها "فيشيخ فجأة"، ويظل ذاك الألم قابعا في أعماقه يواريه عن الأنظار ويخبئه عن من حوله حتى يأتي يوما تحتفل الشوارع والأماكن قبل الأشخاص بعيد الأم، وبقدر الاحتفال يتألم الثكالى، الأمر الذي دفع سمر طارق، للتفكير في شيء يخفف من وطأة الألم فرغم إن الأم لا تنسى إلا أن غياب بطلة الاحتفالات يوم عيدها يذبح الأبناء.

"لما بيجي عيد الأم كنت بحسهم مدبوحين"، هكذا عبرت سمر طارق، فتاة في أوائل الثلاثينيات من عمرها عن شعورها وهي تقرر إهداء أمهات أصدقائها "رحمة" في عيد الأم، وتقول: "كنت بشوف أصحابي اللي أمهاتهم متوفاة كتابين كلام موجع جدا، خصوصا الذين لم يتاح لهم توديعها لظروف سفرهم أو لم يلحقوا بمراسم الدفن، عيد الأم بالنسبة لهم مؤلم، مكنتش عارفة أعمل إيه  مفيش كلام عزا ولا محبة كل دا مجرد كلام".

 وتتابع سمر لـ"الوطن": بدأت الفكرة قبل نحو ثلاث سنوات، ففي البداية فكرت في "صدقة شهرية على أرواحهن" عبر رسائل التبرعات فكنت أخصص رسائل تبرعات للمؤسسات وأبلغ أصدقائي بأني أرسلت رحمة على أرواح أمهاتهن، وكانوا يسعدون بها جدا، وشعرت أنها تمثل فارق بالنسبة لهم.

وهذا العام تطورت الفكرة حين وجدت مؤسسة "مرسال" تعلن عن "كارت الصدقة الجارية " بمناسبة عيد الأم، وقيمته تخرج لأعمال الخير وعلاج المرضى الفقراء والحالات الصعبة، فاشتريت على أسمائهن كروت "رحمة على أرواحهن" والنتيجة كانت أجمل مما توقعت، حيث بادلني أصدقائي الكثير من الحب وكانوا سعداء جدا بالهدية.

أما عن العبء المادي تقول سمر التي تشتري هديتان في عيد الأم الأولى لوالدتها والثانية لجدتها، إن الأمر لا يمثل أي عبء مادي عليها فالكارت قيمته 200 جنيه، وتقسمه على أكثر من أم نظرا لكثرة الأمهات التي تجمع أسمائهن قبل عيد الأم بفترة، من خلال بوست على صفحتها الشخصية عبر فيس بوك.

وتوضح: "اعتدت أن أشتري لأمي وجدتي هدايا عيد الأم منذ صغري وهما يطلبان الهدية حسب احتياجهما، وهذا العام ستي كانت عايزة جلابيتين فسكوز، أما أمي فخيرتني بين شراء هاتف محمول أو ميكروويف أو مثلما تطلق عليه فرن كهربا، شرط أن تأتي الهدية قبل الثانية عشر قبل منتصف الليل حتى تحسب هدية عيد الأم".

وتتمنى سمر تعميم الفكرة، لتطيب خواطر من فقدوا أمهاتهم بالدعاء لهن وتذكرهن، سواء بعمل عمرة لهن أو صدقة بكل أشكالها، لإدخال السعادة على قلوبهم والدعاء لأمهاتهم بالرحمة.