رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

"المعاناة تولد التفوق".. قصة بطلتين رياضيتين هزمتا الإعاقة بالإرادة

كتب: سمر عبد الرحمن -

03:18 ص | السبت 02 مارس 2019

إحدى البطلات مع صحفية

ظروفهما الاجتماعية والرياضية متشابهة، فكلتاهما توفي والدها وتركها بين نظرات المجتمع القاسية بعد إعاقتهما، استطاعتا التغلب على الإعاقة والخروج للمجتمع ومواجهته، كسرتا حاجز الخوف والصمت، حصدتا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية فى بطولات مختلفة، فتاتان من محافظة كفر الشيخ، ضربتا المثل فى القدوة والصبر والمثابرة، حتى حققتا جزءاً من أهدافهما، فلم تمنعهما الإعاقة من مواصلة ممارسة الرياضة، رغم معانتهما.

"فاطمة وخيرية" البالغتان من العمر 35 و40 عاماً، تجدهما متجولتين داخل استاد كفر الشيخ الرياضى، معتمدتين على نفسيهما وكرسيهما المتحركين، تمارسان الرياضة بكل نشاط وعزيمة وإصرار، تشاركان مع فريقهما في الألعاب المختلفة، سواء فى رفع الأثقال أو الطائرة أو تنس الطاولة، تتمنيان أن تتغير نظرة المجمتع لذوى الاحتياجات الخاصة، خاصة مع إيمانهما بأن الإعاقة فى الضمير والإحساس بالآخرين وليست في الحركة.

"فاطمة" هربت من نظرة المجتمع وحققت أول الجمهورية فى رفع الأثقال

 

 

 

 

تقول فاطمة محمد عبد الكريم، 35 عاماً، ومقيمة بمدينة كفر الشيخ، ولاعبة رفع الأثقال والقوى والطائرة بنادي الإرادة والتحدي: "أصبت بشلل أطفال في عمر العامين، عندما مرضت وذهبت لأحد الأطباء، وبسبب حقنة خاطئة أصبت بالشلل، لكن منذ أن وعيت لهذه الدنيا وأنا أشعر أننى مختلفة عن باقى الأطفال، بالرغم من محاولة أهلى دمجى مع الأسوياء، وتعليمى فى المدارس الحكومية معهم، إلا أن كثيراً كنت أشعر بنظرات سخرية من المحيطين، وصممت على تحدى إعاقتى بدراستى وممارستى للرياضة، وفى الإعدادية حصلت على مجموع يؤهلنى للالتحاق بالثانوى، فقررت مواصلة دراستى بعزيمة، وكان البعض ينظر إليَّ على أنني لن أحقق شيئاً، وهربت من نظرة المجتمع وتفوقت، ففى الصف الثانى الثانوى كانت المفاجأة، عندما حصدت الميدالية الذهبية كأول الجمهورية فى رفع الأثقال، فعرفني المعلمون والطلاب وأقاموا لى احتفالاً واحتفاء بي، وتردد اسمى بقوة فى مدرستى، وأنهيت مرحلة الثانوية والتحقت بقسم علم الاجتماع فى كلية الآداب، وبدأت بالاندماج فى الأنشطة الطلابية، حتى حققت المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى الطائرة وألعاب القوى، ورُفع اسمي عاليا".

تتابع: "لا أعرف المستحيل وقهرته بعزيمتي، حتى إنني وصلت لأول إفريقيا في رفع الأثقال، وخاصة أنها لعبة ليست سهلة وتستغرق وقتا إلى أن تحقق مركز، وأكرمنى الله وحققت أول إفريقيا عام 2000، وفي أحد الأيام طلبت مني طالبة في الصنايع حل مسألة رياضية لها، ولم أكن أعرفها لكن ظللت أحاول 3 أيام حتى تمكنت من حلها، بإرادة وتفكير، وأنا أؤمن أن المعاق تعوقه حركة أو البصر لكن الله يعوضه بالبصيرة، كلنا إنسان سواء معاق أو سوي، لكن ليس جميعنا لديه إرادة وتحدٍ، وعلى قدر المحنة تكون منحة ربنا، فقط نركز على عناصر النجاح ونحقق الهدف ونسعى لتحقيقه وسنصل لما نريد".

"خيرية": إعاقتي منحة من الله وحصلت على "الفضية" وأحلم بالعالمية

 

 

لم يختلف حال خيرية عقبة، 40 عاماً، مقيمة بقرية رزقة أماى بمركز كفر الشيخ، واللاعبة بنادى الإرادة والتحدى، كثيراً عن صديقتها، فهما تتمرنان سوياً وتقضيان وقتاً طويلاً مع بعضهما البعض، لكن وضع إعاقتها مختلفة، حيث عاشت طفولة طبيعية إلا أن الرياح دائما تأتي بما لا تشتهي السفن، ففى الصف الأول الثانوى، تعرضت لحادث قطار أدى لبتر الساقين والذراع اليمنى، وقتها شعرت أنها نهاية الدنيا، ولم تكن تعلم أنها "نعمة من الله اختصها بها ليكرمها"، بحسب قولها.

وأضافت خيرية لـ"الوطن": "استكملت دراستي حتى الصف الثالث الجامعي، كنت في الاستاد الرياضي أنا وصديقتي فرآني الكابتن أحمد رسلان، وعرض علي الانضمام لنادي الإرادة والتحدى، وتوقع أن أكون بطلة العالم يوما ما، جربت ألعاب كثيرة منها الجلة والرمح، لكني شعرت بأننى أميل لتنس الطاولة، وحصلت على ليسانس آداب وعملت أخصائية مكتبة، وانقطعت فترة وعدت مرة أخرى".

وتابعت قائلة: "توفي والدي عام 2006 فكان عاماً حزيناً، شعرت بأن روحى ذهبت معه وأصيبت بالإحباط وبعده بـ6 أعوام رحلت والدتي فظللت وحيدة بين أشقائي الـ9، لكن كل منا تولى مسؤولية الإنفاق على نفسه، وانقطعت فترة عن اللعب بسبب حزني لكني عدت مرة أخرى وتفوقت وحققت بطولات على مستوى الجمهورية، وكأس مصر وحصدت المركزين الثانى والثالث وحصلت 3 مرات على الميدالية الفضية والبرونزية، بفضل الإرادة والتحدي، مفيش حاجة اسمها إعاقة، الإعاقة بتكون في الإحساس والضمير والقلب، أنا بمارس حياتي بشكل طبيعى، وكل الناس بتحبنى، وحابة أقول للرئيس إحنا مقدرين ظروف البلد لكننا نحتاج اهتمام أكتر".