رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«إيمان» عن «الختان»: «توقف النزيف والألم لم يقف»

كتب: هدى رشوان -

11:28 ص | الأربعاء 06 فبراير 2019

«إيمان» عن «الختان»: توقف النزيف والكآبة لم تتوقف

شعرت بما تشعر به أي فتاة مراهقة من بنات جيلها، عند علمها أنها ستسافر إلى جدتها في الصعيد، حيث تقضي عطلتها الصيفية الطويلة التي طالما حلمت بها وانتظرتها ببالغ الصبر، تشعر «إيمان» ابنة الـ12 عاما بسعادة غامرة وهى تجهز حقائب سفرها.

وعقب وصولها سمعت حديثاً بين جدتها وأمها، استغربته بشدة، خاصة مع نبرة الجدة الملحة وهى تقول للأم: «طاهرتي بنتك؟»، لترد الأم: «لسه بدري على الموضوع ده».

الجدة ازدادت إلحاحاً، وقالت «البت كبرت ولازم تطاهر»، والصغيرة لم تكن تعلم معنى كلمة الطهارة والختان، ففي القاهرة لم يقل لها أي من أصدقائها أي شىء عن هذا الموضوع، فضغطت الجدة على الأم وقالت لها: «سأتحمل تكاليف الحكاية.. وسأدبر كافة اللوازم».

تقول «إيمان»: «بعدها عادت أمي لأبي الذي قال لها: اعملوا لها اللي فيه المصلحة»، وفي اليوم التالي، وأثناء جلوس «إيمان» في شرفة المنزل، جاءتها أمها قائلة: «إيمان، تعلمين أنها ستكون الليلة؟»، لم تكن الفتاة تعلم ما الذي ستفعله أمها بالضبط، وإن أدركت لاحقاً أن عملية ما سُتجرى لها تلك الليلة؛ بتر جزء من أعضائها التناسلية.

وعن تفاصيل تلك الليلة، توضح «إيمان»: «دخلت غرفة الجلوس لأجد العديد من النسوة هناك.. لقد أدركت في وقت لاحق فقط أنهن جئن بغرض الإمساك بي وتثبيتي، إذ يحضر عادة الكثير من النساء لتثبيت الفتاة في مثل تلك الحالة»، وتضيف: «لا أتذكر الصراخ، بل أتذكر حجم الألم المثير للشفقة الذي شعرت به».

«أتذكر الدم الذي سال في كل مكان، وأتذكر إحدى الخادمات عندما رأيتها حقيقة وهى تلتقط قطعة اللحم التي اقتطعوها للتو من جسدي، أتذكرها لأنها كانت تمسح الدم الذي كان في كل مكان، نزفت كمية كبيرة من الدم وأغمى علىَّ من النزيف.. وصرخت أمي بصوت عالٍ: البت ماتت.. لكن النساء قالوا لها: البنت لسه فيها الروح. وأعطتنى (الداية) حقنة أوقفت النزيف بسرعة، ولكن الألم لم يزل».

الذكرى الأليمة التى انطبعت في عقل «إيمان» كونت لديها عقدة تسببت في أن تكون ليلة دخلتها وشهر العسل كآبة ونكداً وخوفاً وألماً، تتذكر «إيمان» ليلة دخلتها، والعقدة التي ترتبت لديها بسبب الختان، التي جعلت شهر العسل لها شهراً من الكآبة والنكد، وفي كل مرة تمارس فيها العلاقة الحميمية مع زوجها، وعدم قدرتها على الاستمتاع بالعلاقة، وبالرغم من أن لديها طفلين ومتزوجة منذ 6 سنوات فإنها لا تعرف شعور المتعة الجنسية.