قرر أحد طُلاب جامعة المنصورة مفاجأة زميلته من خلال تقديم باقة ورد واحتضانها أمام الجميع ليعبر لها عن حبه، ولم يتوقع الثنائي أن ينتشر الفيديو على نطاق واسع، ويتسبب في تحويل أبطال الواقعة لمجلس التأديب، ومن ثم قررت جامعة الأزهر فصل الطالبة نهائيًا، إلا أن الرواية لم تنته بعد، خاصة عقب تدخل الدكتور أحمد الطيب.

الواقعة بدأت بتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطع فيديو يرصد لحظة احتضان طالب لطالبة، داخل الحرم الجامعي لجامعة المنصورة، وأظهر المقطع تشجيع زملاء الأخيرة لها، وهما يسيرون معها وهي "تُغمض" عيناها نحو الشاب، لتتفاجأ به وهو يجلس على إحدى ركبتيه، وفي يده "بوكيه ورد" وما أن تقترب منه حتى يحتضنها ويدور بها في المكان وسط تصفيق الطلاب.

وكشفت التحقيقات أن الطالب يدعى "محمود.ر.أ"، طالب بالفرقة الأولى بكلية الحقوق، وأن الطالبة تدعى "إسراء.م.ا"، وتدرس في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.

إحالة الطالب لمجلس تأديب:

عقب تداول المقطع بشكل كبير، أكد الدكتور أشرف عبدالباسط رئيس جامعة المنصورة، إحالة الطالب إلى مجلس التأديب في كلية الحقوق، وأرسل مذكرة إلى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بشأن الطالبة كونها تدرس في كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر.

وأكدت إدارة الجامعة، في بيان لها، أن إدارة الأمن تعرفت على شخصية الطالب والطالبة وواجهتهما بتفاصيل الواقعة.

فصل الطالبة

على الجانب الآخر أكد محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، إن مجلس تم تحويل الطالبة صاحبة الواقعة، لمجلس التأديب، للتحقيق معها بشأن  ما حدث.

وقال الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، لـ "الوطن" إن مجلس التأديب قرر فصل الطالبة نهائيًا، عقب انتهاء التحقيق معها، الأمر الذي أحدث جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مؤيدي العقوبة ووصفها بالمُبالغ فيها، خاصة أن الطالب لم يتم فصله، وأنه شريك بالواقعة.

وعلى الجانب الآخر، أكد الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "حضرة المواطن"، على قناة "الحدث اليوم"، مع الإعلامي سيد علي، أن الشاب الذي ظهر مع الطالبة ليس من جامعة الأزهر، ولو كان من جامعة الأزهر كان سيوقع عليه نفس العقوبة، مشيرا إلى أن للطالبة الحق في الاستئناف في المجلس التأديبي الأعلى.

"كنت ناوي أخطبها"

وقال "محمود" بطل الواقعة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" المذاع عبر فضائية "MBC مصر،" أنه كان ينوي خطبة الفتاة وأن أسرتها تعلم بوجود علاقة بينهما" متابعًا: "المفروض أن انا أخطبها لكن بعد اللي حصل ده حصلت مشاكل كبيرة بيني وبين أهلها وأهلها رافضين الموضوع تمامًا"، موضحًا أن أسرة الفتاة رفضت التحاور معه.

ووجه رسالة للمجتمع المصري قائلًا: "بالأمانة إحنا بنحب جدًا الفضايح ومش للدرجة دي وليه وصلتوها إننا نتفصل ونروح مجلس تأديب".

شيخ الأزهر يتدخل

في تطور جديد قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التدخل في محاولات منه لإنقاذ مستقبل الطالبة، وذلك بعدما طلب من مجلس التأديب الأعلى للطلاب بجامعة الأزهر إعادة النظر في العقوبة التي تم توقيعها من قبل مجلس تأديب الطلاب بالجامعة بحق الطالبة.

ودعا مجلس التأديب الأعلى بالجامعة إلى أن يضع في اعتباره حداثة سن الطالبة، والحرص على مستقبلها التعليمي، وأن يقوم بواجب النصح والإرشاد قبل اللجوء لفرض العقوبات.

تخفيف الحكم

وفي ذات السياق عقد مجلس التأديب الأعلى للطلاب في جامعة الأزهر، جلسة طارئة اليوم؛ لإعادة النظر في عقوبة الفصل النهائي التي صدرت عن مجلس التأديب بحق الطالبة، وقرر إلغاء قرار مجلس التأديب الصادر بالفصل النهائي لطالبة المنصورة، وتخفيف عقوبتها بالاكتفاء بحرمانها من دخول امتحانات الفصل الدراسي الأول لهذا العام فقط؛ وذلك حرصًا على مستقبلها التعليمي، خاصة أنها أبدت أسفها الشديد عما بدر منها، وتعهدت بالالتزام بأخلاقيات طلاَّب العلم وقيم المجتمع.