رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"مذبحة العقار رقم 10".. الأب قتل زوجته وطفلتيه طمعا في الجنة وينتظر الإعدام

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

08:53 م | الثلاثاء 08 يناير 2019

التفاصيل الكاملة ل

بعد مرور نحو 6 أشهر على "مذبحة العقار رقم 10"، في منطقة بولاق الدكرور، التي ارتكبها كما جاء في تحريات أجهزة الأمن بالجيزة، وتحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، "صلاح المرسي أبوالعباس"، نجل الفنان المرسي أبوالعباس، أسدلت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار محمد علاء عباس، الستار على القضية، وأحالت المتهم للمفتي، وحددت جلسة 3 أبريل للنطق بالحكم، في اتهام المذكور بقتل زوجته على سجادة الصلاة، وابنتيه يوم مباراة مصر وروسيا في بطولة كأس العالم 2018، فيما عرف في وسائل الإعلام بـ"مذبحة الماتش".

المعاينة التي جرت في وقت معاصر للواقعة، أكدت أن الضحايا قتلوا خنقا، بإيشارب وسلك تليفون، وأن الأب المنسوب إليه تهمة القتل العمد اعترف أثناء التحقيق معه بارتكاب الواقعة قائلا، "قتلتهم لمروري بحالة نفسية سيئة، بسبب تراكم الديون"، وأضاف: "قتلتهم علشان يسبقوني للجنة، وكنت خايف عليهم من البهدلة، بعد ما أموت، قلت اقتلهم وانتحر.. وتراجعت".. وجاءت تفاصيل الواقعة في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة العامة واعترافات المتهم كالتالي:

- حكاية حب في جامعة القاهرة:

قبل نحو 15 عاما، كانت البداية للواقعة، كان هناك لقاء في كلية الآثار بين الطالب "صلاح المرسي أبو العباس"، نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس الذي شارك في العديد من الأفلام السينمائية من بينها المشاركة في فيلم "ضد الحكومة"، مع الفنان الراحل أحمد زكي.

كان آنذاك صلاح طالبا في الفرقة الثالثة أعجب بالطالبة في الفرقة الأولى تدعى "هبة"، نظرات الإعجاب واللقاءات في الحياة الجامعية، زادت ترابط العلاقة، التي انتهت بالزواج بعد رفض الزوج من قبل أسرة الطالبة 3 مرات لكن إصرار الأخيرة على الزواج من نجل الفنان أجبر الأسرة على الموافقة، بحسب أقوال "أسرة هبة" في تحريات المباحث.

- العقار رقم 10:

عقب إتمام الزواج بين "صلاح"، و"هبة"، أقيم الإثنين في العقار رقم "10" المتفرع من شارع الملكة متفرع من شارع العشرين، بحي بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة، العقار كان حديث الإنشاء وهو مملوك لشقيق الوزير السابق كمال أبو عيطة الذي شغل منصب وزير القوى العاملة في حكومة حازم الببلاوي عام 2013. وبسرعة توالت الأحداث وكانت الخلافات بسيطة وعادية مثل أي زوجين، وأنجبا خلال الـ14 سنة ابنتين هما "جنة الله" 14 عاما، و"حبيبة"، 10 أعوام، جنة الله تم تكريمها من قبل مدرسة الشروق الخاصة ضمن العشرة الأوائل في الشهادة الإعدادية، وحصلت جنة الله على المركز السادس، طبقا لما جاء في تحريات المباحث، وأقوال المدرسين والعاملين بالمدرسة.

- الزوجة الثانية.. والطلاق:

قبل 3 سنوات، وقعت خلافات بين الزوج "صلاح"، وزوجته "هبة"، بسبب طلب الأول الانفصال عنها والزواج من إحدى صديقاته منذ أيام الجامعة، ولكن الزوجة اعترضت على الانفصال عنه وقالت له: "لو عايز تتجوز اتجوز مفيش عندي مشكلة.. بس بلاش طلاق علشان أعرف أربي الأولاد"، وبعد مرور فترة زمنية تعرض الزوج للخسارة المالية في البورصة، حيث خسر 350 ألف جنيه، وتراكمت عليه الديون وتراجع عن فكرة الزواج، وسببت الخسارة للمتهم اكتئابا وبدأ في أخذ أدوية له، طبقًا لما ورد على لسان الزوج "صلاح" في تحريات المباحث.

- الانتحار:

قبل عدة أشهر، فكر الزوج في الانتحار للهرب من الديون المتراكمة عليه، ولكنه نظر إلى مستقبل زوجته وأطفاله وشاهد أنهم سيتعرضون للضرر المادي والمعنوي، فقرر تأجيل الانتحار، الإثنين الماضي، وضع خطة أخرى، وقرر قتل أفراد أسرته واختلق واقعة سرقة مبلغ مالي من شقته للهرب من الديون وإبعاد الشك عنه، وبعد مرور فترة زمنية ينتحر لكي يتضح أن الانتحار بسبب حزنه على أسرته، لكن الأحداث التي دارت عقب الواقعة لم تكن في صالحه، تلك أجزاء من اعترافات "الزوج صلاح في محضر الشرطة".

- الجريمة:

كيف تمت المذبحة؟ طبقا لما ورد في محضر الشرطة الذي جاء فيه اعترافات الزوج جاءت كالتالي: "أن في يوم ثلاثاء، استغل نوم ابنتيه لسهرهما للساعات الأولى من صباح اليوم بالتزامن مع نهاية الترم الثاني الدراسي وبداية الإجازة، وشاهد زوجته تؤدي صلاة العصر، فلم يتردد كثيرا، وأخذ القرار بسرعة وخنقها بإيشارب في أثناء سجودها على سجادة الصلاة، وحدث بينهما شد وجذب حتى سقطت الزوجة جثة هامدة بين الدولاب وسرير غرفة النوم".

وجاء في اعترافات المتهم، كما ورد في محضر الشرطة: "أنه عقب التخلص من زوجته توجه إلى غرفة ابنته حبيبة وكتم نفسها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة في أثناء نومها على السرير، وعقب ذلك دخل غرفة ابنته جنة الله وخنقها بسلك تليفون، وعقب الانتهاء من الجريمة، جلس بهدوء في الشقة، وأخذ حماما وبدأ يفكر في اختلاق واقعة للهرب من الشرطة والديون المتراكمة عليه، وبعدما وضع خطة في ذهنه أنه يغادر الشقة ويشاهد مباراة مصر وروسيا وعقب انتهاء المباراة يصعد إلى الشقة وتنطلق صراخاته، ويخبر الجيران أن مجهولا داخل شقته وقتل أفراد أسرته واستولى على 340 ألف جنيه؛ ليبعد الشك عنه، حتى كشف القوات الجريمة وتوصلت إلى أنه وراء تلك المذبحة.

- أدلة إدانة الأب:

جاء اعتراف "الأب"، بعد 5 أيام من العمل من خلال جهات التحقيقات الأمنية والقضائية، بعد الإبلاغ عن تلك المذبحة، في وقت معاصر للجريمة.. وانتقل فريق من المباحث تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وأجرت القوات معاينة، وأظهرت المعاينة التي أجراها فريق من ضباط مباحث غرب الجيزة: "سلامة منافذ الشقة التي تقع في الطابق الثالث بالعقار، ومكون من 3 غرف وصالة وحمام ومطبخ، (مسرح الجريمة)، ووجود مشغولات ذهبية والهواتف المحمولة الخاصة بالضحايا، ما يؤكد أن الجاني دخل بطريقة شرعية، وتلقى الضحايا اتصالات كثير في توقيت زمني قبل مغادرة الأب الشقة" بحسب ما قال في محضر الشرطة في المناقشة الأولى، وهذا يكذب روايته.

التحريات التي قادها المقدم محمد الجوهري رئيس المباحث، والمقدم طارق مدحت رئيس مباحث مركز إمبابة، وكان يشغل معاونا لمباحث القسم آنذاك، أكدت أن الزوجة حسنة السمعة وليس لها اختلاط بأحد، وتتمتع بسيرة طيبة بين الجيران وسكان المنطقة، وأن الكاميرات لم تلتقط أحدًا يدخل أو يخرج من العقار في وقت معاصر للجريمة.

وجاء في التحريات، أن المبلغ المالي الذي أبلغ الأب بسرقته في أثناء ارتكاب الواقعة، أكدت التحريات أن ذلك المبلغ الذي تحصل عليه الأب قيمة بيع شقة "ميراث"، ووضعه في حسابه وبدأ في تفعيله بالبورصة.

تلك الأدلة إضافة إلى أقوال أسرة الضحية، وأيضا الجيران، وأصدقاء الأب، وضعها فريق البحث أمام مكتب مدير الإدارة العامة للمباحث، وعقب ذلك جرى استئذان النيابة العامة لضبط الأب مشتبه فيه بارتكاب الواقعة، وضبط الأب مرة أخرى وجرى اقتياده إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، ومثل أمام اللواء محمد عبدالتواب نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وبدأ في مناقشته ومواجهته نحو 7 ساعات متواصلة بالأدلة والتحريات التي أكدت تورطه في ارتكاب الواقعة، وبعد تضيق الخناق عليه، اعترف الأب بارتكاب الواقعة، وقال للواء محمد عبد التواب: "قتلتهم عشان يسبقوني للجنة".

ما جاء في محضر الشرطة من اعترافات المتهم والأدلة جرى تقديمها إلى النيابة العامة، وأجرت نيابة حوادث جنوب الجيزة، تحقيقات مع الأب المتهم، وأصدرت النيابة قرارًا بحبسه على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد، وعقب ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليهم.. وتحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة، أصدرت النيابة قرارًا بإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية، أمام محكمة الجنايات، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات أصدرت المحكمة حكمها السابق.