"وجعل بينكم مودة ورحمة".. هكذا تقوم العلاقة الزوجية، التي قدسها الله سبحانه وتعالى، على أسس المودة بين الشريكين والرحمة ببعضهما البعض، فضلا عن التعبير عن الحب ومشاركة مشاعرهما سويًا. 

ولكن ماذا إذا انصرف الزوج عن زوجته، ولم يعبر عن مشاعره لها، بل تبلدت أحاسيسه تجاهها؟ 

أرسلت إحدى الزوجات سؤالًا لدار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي الإليكتروني، تضمن الآتي: "هل يحق لي الطلاق إذا كان زوجي نهارًا نائمًا وطوال الليل خارج المنزل بحجة العمل؟، أو إنني من أتحمل تكاليف المنزل، وأحل المشكلات، فضلًا عن تبلد مشاعره تجاهي، وتركي حزينة".

من جانبه أوضح الشيخ حسونة النواوي، خلال الموقع الرسمي، أن ما ذكرته الزوجة من تبلد أحاسيس زوجها نحوها ونحو أولادها وعدم الإنفاق عليهم لا يقره الدين الإسلامي، وحينئذ يجوز لها شرعا أن تطلب طلاقها منه وديًّا، فإذا امتنع كان لها طلب التطليق منه أمام القاضي، وعليها أن تثبت الضرر الواقع بكل طرق الإثبات الشرعية والقانونية.

وتابع، "إذا استطاعتِ أن تسقطيه من اعتبارك وتنتبهي إلى بيتك وأولادك وأن تأخذي قيادة الأسرة بين يديكِ حفاظا على الأولاد؛ فهذا أفضل وأكثر ثوابًا عند الله تعالى، ولا حرج عليك شرعًا في ذلك، ولا حرج عليكِ أن تحسني إليه بالقدر الذي تطيقينه ولا يشق على مشاعرك، ولا يؤاخذك الله على هذه المشاعر".

واختتم النواوي قوله، "خير لكِ أن تحافظي على بنيان هذا المنزل، وأن تصبري على متاعبه وآلامه، وأنتِ لا تعلمين؛ فربما كان هذا الوضع أفضل وأهون من الوضع الذي تواجهينه بعد الانفصال، وبخاصةً بعد هذه العشرة الطويلة".