40 عامًا من الحب كانت مدة زواج الفنان حسن كامي، الذي رحل اليوم الجمعة، ليلحق بزوجته نجوى، التي رحلت قبل عامين، لكنها ظلت ساكنة بقلبه محتفظة بمكانتها، حيث عاش على ذكراها واكتفى بالجلوس كثيرًا داخل مكتبته في منطقة وسط البلد، يقضي بها معظم أوقاته متذكرًا لحظاتهما الحلوة التي جمعت بينهما.  

فطقوس وعادات عدة أجراها الفنان حسن كامي، بعد وفاة زوجته، لعل أبرزها، الرسائل المؤثرة التي ظل يكتبها عن رحيلها عبر صفحته على "فيس بوك"، الوسيلة التي كانت تحبها زوجته، فأعز عليه غلق صفحتها بعد وفاتها. 

فاعتاد على بعث الرسائل الرومانسية إليها، ففي يوم ميلادها الذي يوافق 27 أغسطس، كتب كامي عبر صفحته على "فيس بوك": "حبيبتي نجوى، انهاردة عيد ميلادك هيفضل دائمًا من أمتع الأيام مثل ما تعودنا، استمتعي بيومك مع الملائكة في مكانك، إلى أن نتقابل مجددًا".

وطيلة عامين كاملين، اعتاد خلالهما "كامي" على زيارة قبرها أسبوعيًا، بحسب ما جاء في النعي الذي كتبه الأب بطرس دانيال، مدير المركز الكاثوليكي للسينما، عبر صفحته على "فيس بوك": "نقدم تعازينا القلبية في رحيل مغني الأوبرا العالمي حسن كامي الخلوق والمهذب والأصيل، الذي اعتاد أن يزور أسبوعيًا قبر زوجته الراحلة في مدافن اللاتين حاملاً لها الزهور، طالبين له الرحمة من الله والعزاء لذويه ومحبيه".

وتوفي الفنان حسن كامي في منزله، صباح اليوم، عن عمر ناهز 82 عامًا، وستشيع الجنازة عقب صلاة الجمعة من مسجد السيدة نفيسة.

كان الفنان الراحل بدأ حياته الفنية عام 1963 حينما عيّن في دار الأوبرا المصرية، وكانت أولى مشاركاته الفنية في بطولة العرض المسرحي "أوبرا عايدة" عام 1976، وقدم خلال تلك الفترة 720 أوبريتا بمختلف دول العالم منها إيطاليا وروسيا وأمريكا وفرنسا.

خطفته السينما بسبب وسامته، وقدم عددا تجاوز 100 فيلم أبرزها "يا مهلبية يا، وسمع هس، وكريستال، وكشف المستور، وعلاقات مشبوهة، وزكي شان"، وآخرها فيلم "قدرات غير عادية" عام 2015، وفي التليفزيون فقدم "بوابة الحلواني، وهوانم جادرن سيتي، وأميرة في عابدين، والجماعة، والعراف".