رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بالصور| "زياد" يستخدم زجاجات عوضا عن أطرافه المفقودة.. ويحتاج ربع مليون جنيه مساعدات

كتب: إسراء جودة -

10:39 م | الثلاثاء 04 ديسمبر 2018

زياد محمد

قلم ملون يتخلل غطاء دائري لزجاجة بلاستيكية صغيرة، قُطع جانبها السفلي، ليتم تثبيتها بما تبقى من ذراع طفل لم يتخطَ عامه الـ13، تصاحبه طوال اليوم في مدرسته، وبعد عودته للمنزل يستغرق في التركيز لحل واجباته المدرسية اليومية، مستعينًا بوسيلته التعويضية عن أطرافه المفقودة منذ ولادته.

معاناة مستمرة يعيشها الطفل زياد محمد أحمد، منذ ولادته دون الأطراف الأربعة، إذ تحمله والدته في السادسة من صباح كل يوم إلى مدرسة الدمج المقيد بها في قريته التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، يواجه نظرات حسرة وتساؤلات دائمة من زملائه عن أسباب فقدان أطرافه، ليجيبهم: "الدنيا خلتني كده"، يظل ملتزمًا بمقعده الخشبي حتى انتهاء اليوم الدراسي وقدوم والدته لحمله إلى المنزل مجددًا.

وسائل بسيطة لجأت أسرة "زياد" لتنفيذها لتعويضه عن أطرافه المفقودة، وتيسير أدائه في الكتابة ولمس الأشياء باستخدام الذراع البلاستيكية، التي ابتكرها له والده بخطوات بدائية، مستعينًا ببعض الأدوات المتوافرة بالمنزل نظرًا لعدم توافر أطراف صناعية تصلح لحالته داخل مصر.

"نفسي أمشي وأكتب وألعب مع إخواتي قدام البيت".. كلمات عبّر بها "زياد" في حديثه لـ"الوطن"، عن أحلامه الصغيرة في حياة طبيعية كزملائه وشقيقيه، دون التقيد بإعاقته، التي تجبره على المكوث بالمنزل لأشهر عدة لا يتجه خلالها سوى لمدرسته فقط.

رحلة بحث شاقة عن أطراف صناعية مناسبة، خاضها والدا "زياد" بمختلف المستشفيات والمراكز الطبية بمحافظات الجمهورية، ليجدا ضالتهما في إحدى شركات الأطراف الصناعية بمنطقة المهندسين، التي أخبرهما العاملون بها بإمكانية توافر الأطراف المطلوبة، لكن عليهما إجراء الفحوصات اللازمة وتركيبها بألمانيا، وهو ما لم تستطع الأسرة تحقيقه نظرًا للإمكانات المادية المحدودة، ويوضح والد زياد لـ"الوطن": "قالوا لنا إن الفحوصات لازم تتعمل في ألمانيا وتكلفتها والإقامة لمدة شهرين هناك بـ250 ألف جنيه، وهناك ممكن يتبرعوا لزياد بالأطراف الأربعة، بس إحنا مش هنقدر على التكلفة دي ومفيش حاجة بإيدينا".

استغاثة وجهها والد "زياد" للمسؤولين بوزارة التعليم لتعيينه أو زوجته بمدرسة الدمج المقيد بها الطفل، لمراعاته ومساعدته في تلبية احتياجاته الأساسية دون حرج، قائلا: "محتاجين نكون جنبه ونراعيه، وحتى لو ركب أطراف صناعية كمان عشان لازم نخلعها في دورات المياه كمان".