على غير عادة خريجي كليات القمة، لم يستهوها العمل في مجال تخصصها، لتقرر أن تتجه إلى ما تحبه وترى نفسها فيه، وتترك وظيفة حصلت عليها بإحدى الشركات الكبرى نظرًا لتفوقها، رغم اعتراض الأسرة.

"الكل عارضني أول ما تركت وظيفتي لكن دلوقتي بيشجعوني، ومش مصدقين اللي وصلتله".. هكذا روت الفنانة تقى كامل، خريجة كلية الهندسة خلال حديثها لـ"الوطن" بدايتها في احتراف فن الديكوباج، التي جاءت بالصدفة أثناء جلوسها بالمنزل وتفكيرها لتغيير شكل كرسي غرفتها باستخدامها بعض الألوان لينال إعجاب والدتها، ما دفعها للبحث والقراءة ومشاهدة الكثير من الفيديوهات عن هذا الفن، لتنتج أشياءً أخرى بمنزلها.

من منزلها إلى أقاربها وهدايا أصدقائها يصبح الأمر أكثر اتساعا؛ لتقرر "تقى" فيما بعد أن تعمل بفن الديكوباج، الفن الفرنساوي الأصيل والذي هدفه التزيين بأبسط الأشياء على الخشب والزجاج والبورسلين والمستخدم كمكملات ديكور، باحثة عن كل ما هو جديد يخدم عملها الجديد وساعدها في ذلك طبيعة دراستها بالإضافة لحب عائلتها للفن الذي نشأت عليه وظهر خلال بعض الحصص الدراسية الخاصة بالاقتصاد المنزلي.

"فكرة إني أفتح جاليري خاص بيا مكلف، فقررت إني أبدأ أنزل معارض" تتحدث تقى عن بداية احترافها في عملها الجديد، مشيرة إلى اشتراكها في العديد من المعارض التي تهتم بالأدوات "الهاند ميد" مثل معرض "تراثنا".

تحرص تقى على تسويقها منتجاتها على صفحتها بموقع "فيس بوك"، بعد حصولها على دورة تدريبية في مجال التسويق لتتعلم كيفية ترويج منتجاتها، لتصل في نهاية المطاف إلى بداية التصدير لبعض الدول في جنوب أفريقيا وأوروبا محققة عائد مادي مربح.

وفي خطوة أخرى بالمجال نفسه، بدأت تقى تدريب الأطفال بالمركز الثقافي بمصر الجديدة على "الديكوباج" بالعديد من الورش ليتطور الأمر لبداية تدريب أولياء الأمور بعد طلب منهم، معتبرة تلك الخطوة من أهم خطواتها قائلة "إحساس مبهر وأنا شايفة سعادة الأطفال لما بينجزوا شيء بأديهم".

وتستعد مدربة الديكوباج حاليًا، لانطلاق فعاليات ورشة لتعليم الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة "الصم والبكم" على ذلك الفن، متواصلة باستمرار مع المترجمة الخاصة بهم بالإضافة لمحاولتها إعداد بعض الفيديوهات التي تساعد الطلاب في الفهم بشكل أسرع.

أحلام كثيرة ما زالت تسعى إليها تقى كامل من بينها أن تنشئ معرض خاص بها تعرض خلاله جميع منتجاتها، بالإضافة لامتلاكها مركز تدريبي للفن الذي تهواه وتعشقها، فمن أكثر اللحظات السعيدة بالنسبة لها على حد تعبيرها عندما يشكرها الجميع على عمل جديد قدمته.