أصابها ضمور فى عصب العين فى الرابعة من عمرها، الأمر الذي تسبب لها فى ضياع الرؤية لتتحول من إنسانة طبيعية لذوي قدرات خاصة، حيث ظن البعض أن حياتها انتهت عند هذا الحد إلا أنها بعد 50 عامًا من هذا الموقف، استطاعت أن تحقق ما عجز عنه غيرها لتصل إلى كبير متخصصين بميناء الإسكندرية.

"جيهان مصطفى شعبان" 54 سنة، استطاعت إثبات أن المرأة قادرة على فعل المستحيل حتى فى حالة فقدان بصرها، فالسيدة التي عانت في دراستها خلال سنواتها الأولى من عدم الرؤية التي تسبب فى عدم تحصيل جيد للمعلومات، تم نقلها لمدرسة المكفوفين بعد ضياع عدة سنوات من عمرها لحين افتتاح فصلا يحتضنها بالمدرسة الجديدة.

استطاعت أن تحصل على ليسانس الآداب بعد دراستها لقسم الانثروبولوجيا واستكمال دراستها من خلال دبلومة ودراسات عليا، قصة كفاح جعلت تعيينها أمرا طبيعيا بميناء الإسكندرية ضمن 5٪ ذوى احتياجات خاصة.

"عانيت أنا وزملائي المكفوفين في عملنا بالميناء من صعوبة الحركة في الساحات الخارجية التي تكتظ بالسيارات ورافعات الحمولة التي تسببت في حالات تصادم وإصابات للمكفوفين، بالإضافة إلى تنمر البعض عليهم والتقليل من شأنهم وقول كلام جارح لهم" هكذا عبرت "جيهان" لـ"الوطن" عن معاناتها أثناء عملها.

وأكدت أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت طوق نجاة لذوي الاحتياجات الخاصة إلا أنها لم تنفذ بشكل جيد، مطالبة بتطبيق للائحة التنفيذية لذوي الإعاقة ووضعهم في عمل يناسب امكانياتهم وقدراتهم.

وأشارت إلى أن العائق الحقيقي الذي يواجه ذوي الإعاقة هو تعامل الناس معهم وليست الإعاقة الجسدية.

وطالبت أن تقابل الرئيس  عبدالفتاح السيسي لطرح مشاكل ذوي الاحتياجات له بشكل أوسع.

وعن الجانب الأسري فهى استطاعت تربية نجلها "مختار" ومساندة زوجها على متطلبات الحياة حتى وفاته، إلا أنها تأمل أن يصدر قانون يتيح أفضلية لعمالة أبناء ذوي الإعاقة، موضحة "ولاد ذوي الإعاقة بيعانوا ان أهلهم مش قادرين يساعدوهم فى حياتهم وفي زواجهم وفي إيجاد فرصة عمل، فياريت البلد تبص لهم بعين الرحمة ويساعدوهم".