في الوقت الذي يظن فيه الكثير من الرجال أن الخدمات المنزلية حكرا على المرأة، يؤمن الكثيرون بأن ذلك غير صحيح أو واقعي وإنما يقوم الأمر على فكرة المشاركة، ولكن "زوزو وديع أرادت أن تعلم زوجها ذلك الأمر بطريقة خاصة، حيث حددت له قائمة بأسعار تلك الخدمات.

"كوباية نسكافيه 5 جنيه، عصير من إيدي 5 جنيه، شاي بلبن 3 جنيه، تنظيف غرفة النوم 7 جنيه، غسل الأطباق 10 جنيه، مسح الزجاج 5 جنيه".. بتلقائية شديدة كتبت الزوجة العشرينية قائمة  بسيطة تضم عدد من الطلبات المنزلية التي تنفذها يوميا، بجانب مهمتها كأم لطفل عمره أشهر لم تتجاوز اليد الواحدة وحامل في طفلا آخرا.

رغم أن زواجهم لم يمضي على عامه الأول سوى أيام قليلة، إلا أن "زوزو" ملت من كثرة الأعمال المنزلية، ومع زيادة تلك الضغوط والطلبات من زوجها، قررت أول أمس كتابة تلك الورقة وتعليقها على باب المنزل بمنطقة حلوان، على سبيل المزاح في بادئ الأمر، لتفاجأ بموافقته عليها ومساعدتها في تلك الأعمال ونشره لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لتحفيز الآخرين على مراعاة زوجاتهم.

"أول لما شافها ضحك وكدة، وبعدين نفذناها ساعة أخدت منه فيها حوالي 50 جنيه، لأنه بيشرب ماية كتير جدا، وبعدين قالي لأ ده كدة أنتي هتاخدي مصروف البيت كله، أنا هعمل حاجتي بنفسي".. بهذه الكلمات لخصت الزوجة العشرينية رد فعل زوجها بعد رؤية تلك القائمة، التي فضلت أن تذيلها بتوقيع "اسم الدلع" الذي يفضله زوجها "زوزو الحبوبة" الذي انتشر بشدة عبر "فيس بوك"، رغم إيمانها أن ما فعله لن يستمر طويلا.

وأكدت زوزو، لـ"الوطن"، أن أقاربها وحماتها أعجبوا للغاية بتلك الفكرة، حيث قرر البعض اتباعها، موضحة أن هدفها منها لم يكن الحصول على المال، وإنما تقدير مجهودها وإرهاقها طوال اليوم بين متطلبات المنزل وزوجها وطفلها فضلا عن تعبها الجسدي نتيجة حملها.

"الست مش بتكون عايزة غير الكلمة الحلوة والتقدير من جوزها ولما بتسمع كدة ممكن تشيله في عينيها".. هكذا أوضحت ربة المنزل هدفها الثاني من تلك القائمة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي كتبتها من تلقاء نفسها ولم تشاهد مثيلا لها مسبقا، مضيفة أنه على الرجل أن يصون زوجته ويعمل على راحتها، قائلة: "لازم الزوج يراضي مراته علشان هي مش ماضية عقد عمل، ده عقد زواج".

ورغم عرض "زوزو" قائمة الأسعار للأعمال المنزلية على سبيل المزاح في بادئ الأمر، إلا أن زوجها مغربي محمد، 29 عاما، قرر التعامل مع الأمر كقانون للمنزل، بعد حسبة صغيرة أجراها في ذهنه، حيث وجد أنه سيدفع لها 480 جنيه مقابل خدماتها في اليوم الواحد، وهو ما اعتبره "خراب بيوت مستعجل"، لذلك قرر تنفيذ طلباته بنفسه.

وبعد مضي وقت قليل، شعر مغربي، الذي يعمل محاسب، بهدف زوجته غير المباشر من ذلك، ورغبتها في تقدير جهودها بتلك الأعمال بجانب ظروف حملها واهتمامها بطفلهم الرضيع، قائلا: "حسيت إن فعلا الناس دي بتتعب من تربية وطلبات وتجهيز، الناس دي بتتعب بجد رضيهم لو بحتي كلمه طيبة"، مبديا استنكاره لبعض التعليقات التي رفض أصحابها مساعدة الرجل في تلك الواجبات المنزلية.