"عاقدا العزم على الانتقام ممن ضيّع شرفه وأهان عِرضهما".. هذه الجملة دفعت عاملين إلى ارتكاب جريمتي قتل، في محافظتين مختلفتين في نفس التوقيت، كأنهما كانا على موعد. الجريمة الأولى، كان لها طابع خاص، حيث ذبح عامل سائقا اغتصب ابنته فى محراب العدالة، قتله فى مقر نيابة كفر الدوار، شمال محافظة البحيرة، أثناء عرض الأخير، على النيابة لتحقيق معه بتهمة خطف واغتصاب ابنة القاتل.

ومن شمال البحيرة، إلى جنوب الجيزة.. وبالتحديد قرية المنيا، التابعة لمدينة الصف، كان للجريمة لها طابع غريب على مجتمعنا، حيث قتل عامل أيضا "سائقا"، لكنه لم يغتصب ابنة الأول، وإنما تحرش وهتك عرض ابنته، ما دفع الأول لقتله، وجاء في تحريات المباحث، أن المتهم خال ابنة السائق المجنى عليه المتزوج من شقيقة المتهم.

التفاصيل التى جاءت فى تلك الواقعتين، طبقا لما جاء فى تحقيقات النيابة وتحريات المباحث كالتالي:

- دماء فى محراب العدالة:

كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة، صباح أمس، حضرت مأمورية من مباحث البحيرة، تحت إشراف اللواء محمد هندي، مدير المباحث الجنائية بالمديرية، واقتادت ضباط المأمورية شابا في العقد الثاني من عمره، إلى ديوان النيابة، وعقب صعود المتهم ووقوفه أمام مكتب مدير نيابة كفر الدوار، فوجئت القوات بإخراج عامل سلاح أبيض "سكين"، من طيات ملابسه، وقام بذبح الشاب.

ضبطت قوات الأمن العامل، وجاء فى التحريات أن الشاب القتيل حضر إلى النيابة لاتهامه بخطف طفلة 16 سنة واغتصابها تحت تهديد الأسلحة البيضاء، لرفض أسرتها الارتباط بيه لسوء سلوكه.. وجاء فى محضر الشرطة أن قاتل الشاب "عامل"، وهو والد الطفلة التي تعرضت للاغتصاب على يد الشاب القتيل، وأنه حضر للنيابة وأخفى سلاحا أبيض، وقتل الشاب انتقاما لشرفه وإهانة عرضه على يد الشاب "القتيل". بسرعة كانت جرت الأحداث، وناظرت النيابة جثة القتيل، وقررت عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وناقشت النيابة والد الفتاة المغتصبة المنسوب إليه تهمة القتل، وقررت حبسه على ذمة التحقيقات.

- سائق يتحرش بابنته.. وخالها يذبحه:

بالتزامن بما حدث في محكمة كفر الدوار التي تقع شمال محافظة البحيرة، امتد المشهد لكن كان هناك اختلاف بسيط، إلى قرية المنيا التابعة لمدينة الصف التي تقع جنوب محافظة الجيزة، كانت جريمة "تحرش" بفتاة تدعى "منار".. ولكن ماذا عن المتحرش؟.. المتحرش هو "والدها"، تحرش بها منذ أن بلغت السادسة عشر من عمرها، واستمر في التحرش بها واقتحام الحمام أثناء استحمامها وملامسة أجزاء حساسة من جسدها لمدة 6 أشهر حتى انتهت الجريمة بجريمة قتل الأب المتحرش على يد خال الفتاة.

وجاء في تحريات المباحث وتحقيقات النيابة أنه تم الكشف عن تفاصيل الواقعة، كالتالي: "كانت عقارب الساعة تشير إلى الساعة الحادية عشر أمس، تلقى خال الفتاة عامل في العقد الرابع من عمره، ويقيم بمنطقة البدرشين، اتصالا من ابنة شقيقته تؤكد له اقتحام والدها الحمام أثناء استحمامها وملامسة أجزاء حساسة من جسدها، فذهب خال الفتاة إلى المنزل، وانتظر حتى عاد الأب من العمل وناقشه حول ما فعله فلم ينكر، مما دفع خال الفتاة، للإمساك بطفاية حريق والتعدي عليه بالضرب، وإحداث إصابة في رأسه ودفع الأخير إلى الدخول إلى مطبخ المنزل وحاول قتل شقيق زوجته بسكين، وحدث شد وجذب بين الاثنين، وتمكن خال الفتاة من الإمساك بالسكين وذبح الأب المتحرش بابنته، وأخذ شقيقته وأولادها للإقامة معه في منزله بمنطقة البدرشين، وتركوا الأب غارقا في دمائه وغادروا الجيمع المنزل".

وجاء فى تحريات المباحث، أنه عقب مرور ساعتين على الجريمة، تمكنت القوات، تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، من تحديد هوية المتهم، وتم إلقاء القبض عليه، واعترف بارتكابه للواقعة وقال فى محضر الشرطة إنه تخلص من المجني عليه دفاعا عن الشرف، قائلا: "الشرف غالي".

- دار رعاية:

وكان خط نجدة الطفل بالمجلس القومي للطفولة والأمومة، قد تلقى بلاغا يحمل الرقم 140749 يشرح تفاصيل واقعة اغتصاب فتاة كفر الدوار على يد سائق، وقتل الأخير على يد والد الطفلة في مقر النيابة، وبناءً على ذلك فإنه تم إيداع الطفلة إحدى دور الرعاية بالتنسيق مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، حرصا على سلامتها وخوفا من تعرضها للإيذاء من قبل أسرتها.