رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

أخبار من الوطن نيوز

"رعاية أيتام ومساعدة مسنين ومرضى".. حكايات الخدمة العامة لبنات الجامعة

كتب: نهال سليمان -

12:13 ص | الأحد 05 أغسطس 2018

إسراء ورنا

اتجاه جديد ربما تسعى إليه وزارة التضامن الاجتماعي خلال الفترة المقبلة، بشأن تفعيل الخدمة العامة التي يؤديها الشباب بعد التخرج من الجامعة، بعد أن أعلن علاء عبدالهادي، معاون وزير التضامن الاجتماعي خلال برنامج تليفزيوني، عن نية الوزارة توجيه طاقة من يكون لهم حق أداء الخدمة العامة واستغلالها في حل مشكلة نقص الجهازالوظيفي في المكاتب ودور الأيتام والمسنين وحل مشكلة الأطفال المشردين في إطار مبادرة "شبابنا بيخدم بلدنا".

وقررت الوزارة تخصيص مكافأة للعاملين في هذه المبادرة بخلاف الأجر الرمزي الشهري، كما تُخطط الوزارة من خلال هذه المبادرة لإمكانية تعيين المتميزين في أماكن خدمتهم. وتستعرض "الوطن" قصص نجاح بعض المكرمين لآخر دفعات الخدمة العامة في مجالات مختلفة:

إسراء جمال، البالغة 23 عامًا، تخرجت في كلية الآداب بجامعة الفيوم بقسم علم النفس عام 2016، وتقدمت لمكتب الشئون الإجتماعية ثم تم توزيعها لتكون خدمتها في قسم النفس بالمستشفى العام بالفيوم، ما كان له أثر إيجابي أن يكون ذلك تطبيق عملي لما درسته.

تحكي إسراء أن المستشفى لم يكن بها سوى أخصائية نفسية واحدة، ما جعلها من أول يوم تشعر بمسئوليتها تجاه المرضى الذين كانوا يضطرون للذهاب لعيادات خاصة بمبالغ عالية لإجراء اختبارات الذكاء والاختبارات السلوكية والمعرفية المختلفة نظرا لوجود قائمة انتظار طويلة بالمستشفيات الحكومية.

سعادة بالغة شعرت بها الفتاة العشرينية وزميلتها في الخدمة العامة، حينما تمكن من علاج ما يزيد عن 75 حالة بين العلاج المعرفي للكبار والسلوكي للأطفال واختبارات شخصية واختبارات الذكاء والاكتئاب والقلق، وذلك من خلال عمل كروت متابعة لكل حالة ومساعدة الأطباء حتى يمكن تقديم خدمة متكاملة للحالات.

تجربتة "إسراء" في مجال خدمات الصحة النفسية عمل على زيادة خبراتها العملية وخصوصا أنها تقدمت للالتحاق ببرنامج ماجستير الاضطراب السلوكي والفكري بما يؤهلها للتعامل مع الحالات العملية خلال البرنامج.

تحكي كريستينا ميشيل، 25 عامًا، عن تجربتها في الخدمة العامة والتي بدأت من المساعدة في تنفيذ حسابات الموظفين في إدارة الشئون الاجتماعية ومرتبات الدفع الآلي ثم انتقلت إلى الخدمة في النيابة الإدارية لعمل المحاضر.

تخرجت الفتاة العشرينية بتقدير جيد جدًا في كلية التجارة بجامعة السويس عام 2016، ثم التحقت بالخدمة العامة، لتلقنها المسئولة عن المتابعة معها درسا بات مرسخا في ذهنها، مفاده "أن البنت ماينفعش بعد كل اللي درسته إن المطاف ينتهي بيها للقعدة في المنزل من غير شغل".

رحلة الفتاة السويسية مع الخدمة العامة بدأت مع تدريبها لمدة أسبوعين في قسم الحسابات بإدارة الشؤون الاجتماعية بمحافظة السويس، ثم بدأت تقوم بالعمل بنفسها خصوصا أن مجال الخدمة العامة لها كان إداريا ما يجعله تطبيقًا عمليًا للدراسة الأكاديمية.

لم تتخيل كريستينا أن يتم تكريمها في مقر الوزارة وترى أن ذلك كان أفضل تقدير لاجتهادها طوال العام، الذي أحبت فيه العمل وإثبات الذات، وتنتظر أن تُكلل كل ذلك بوظيفة تستوعب دراستها وفترة أدائها للخدمة العامة.

أما رنا حسين، حاصلة على بكالوريوس تجارة جامعة الفيوم دفعة 2016، لم تكن قد سمعت من قبل عن تكليف الخدمة العامة، وبمجرد معرفتها بالأمر تقدمت كي تؤدي التكليف واختارت أن تكون خدمتها في أحد دور الأيتام، فهي قد توفى والدها منذ كان عمرها 11 عامًا ولذلك كان ذاك هو اختيارها.

لم تكن التجربة سهلة، بالنسبة لـ"رنا" في البداية، ولكنها تواصلت مع الأطباء النفسيين والأخصائين الاجتماعين حتى تزيد من خبرتها في التعامل مع مثل هذه المواقف.

الأطفال في الدار تتراوح أعمارهم بين أوائل المرحلة الابتدائية وحتى ما بعد الثانوية، وهم بطبيعة الحال يكرهون التعامل مع كل شخص جديد يأتي لزيارتهم أو حتى لمساعدتهم، ولكن الفتاة العشرينية لم تكن ترى في ذلك غير تحدٍ جديد عليها أن تكسبه.

تحكي رنا عن طفلة انضمت للدار بظروف عائلية صعبة، ما أثر عليها نفسيًا، وبعد فترة بدأت تلك الطفلة مناداتها بـ"ماما"، فقامت الفتاة الجامعية بالاتصال بأطباء وأخصائيين، كي تتعلم كيف تعالج الأمر خصوصا أن ذلك قد يُسبِب لها انتكاسة عندما ينتهي عام الخدمة العامة: "كانت تعاني من مشاكل تحصيل دراسي بسبب ظروفها النفسية وقمتُ بالتواصل مع الأطباء وتحويلها لمدرسة مهنية والمتابعة باستمرار حتى تمكنت من التخرج بنجاح".

عندما تلقت رنا حسين اتصال الإدارة بها لتحضر تكريم في وزارة التضامن الاجتماعي، شعرت أنها أنجزت عملها على أكمل وجه وأن تعبها لم يذهب هباءً.