قالت الشيخة أم كلثوم يونس، مأذونة غرب أسوان، إنها عقدت ٥ حالات طلاق خلال فترة عملها مأذونة، ونجحت بنسبة 99% فى التوفيق بين المتخاصمين الراغبين فى الطلاق، وأضافت، خلال حوارها مع «الوطن»، أنه لا بد من حسن الاختيار لحل أزمة ارتفاع نسب الطلاق.

كيف تسير تجربة عملك مأذونة؟

- تسير الأمور بخير والحمد لله، فأنا بنت قرية النوبة، وأعمل مأذونة لغرب أسوان، ولدينا 23 نجعاً تابعاً لقريتى تعلموا منى منذ تخرجى عام 1980، فجميع النجوع المحيطة من أقاربى، وكلهم يكنون لى كل الاحترام والتقدير، والحياة لدينا فى أسوان بسيطة، يذهب الشاب ليطلب يد البنت، وغالباً ما يكونان قريبين، ويكون الرجل غالباً عمالة موسمية، ويتم تحديد المهر ويكون بسيطاً، وليس كما هو الحال فى الوجه البحرى، فلا يزيد المهر على ٤ آلاف جنيه، وأثاث الزواج لا يزيد على غرفة نوم وغرفة جلوس، فالزيجة عندنا لا تكلف 50 ألفاً، على أقصى تقدير.

كم عدد الحالات التى وقفتِ أمامها؟

- قرابة الـ10 حالات، وهناك أمور ليس محلها وسائل الإعلام، فهى أسرار بيوت، ولقد عاهدت نفسى بالعمل على تيسير الزواج والصلح بين المتزوجين، خاصة أنها فى مجتمع تربطه صلات القرابة والجيرة، ويمكن الإصلاح فيما بينهم، وطالبت النساء بخوض جميع المجالات دون تخوّف، وألا يعتقدن أن هناك مجالات لا تصلح سوى للرجال، لأن السيدات يُجدن أى عمل طالما أخلصن النية لله، وهذه عاداتنا وتقاليدنا التى تربينا عليها، لنقلل فعلياً من نسب الطلاق الذى وصل لأرقام عالية فى السنوات الأخيرة.

وما أغرب حالات الطلاق التى قمت بعقدها؟

- كان هناك رجل كبير فى السن طلق زوجته المسنة ليتزوج أبناؤهما فى الدار، لعدم قدرتهما على توفير سكن لأبنائهم، ولكون الأم التى ستطلق سيكون لها دخل جيد جداً من معاش أبيها الميت حال أصبحت مطلقة، فضحى الرجل بالزواج من أجل مصلحة الأبناء وزوجته، وأجر لنفسه غرفة وترك المنزل لأبنائه، وأرسل الزوجة مطلقة لبيت أبيها لتكون فى خدمة أمها المسنة القعيدة، وليعود إليها المعاش الكبير الذى تركه أبوها، بالإضافة لحالة قام زوجها بضربها وهى حامل وسحلها على الأرض، وكان لا بد من تطليقهما.

ما أبرز أسباب الطلاق؟

- القدرات المادية للزوج للأسف هى السبب الأبرز للطلاق، فالرجال عاطلون فى البيوت، فحينما يتوقف رزقه يتدخل والد الزوجة على الفور حتى لا تموت ابنته من الجوع، وبذلك يتحول الزوج إلى عالة على حميه، ويتحمل أبوالزوجة تكاليف الحمل والأحفاد، طالما أن الأب عاطل، وحينما يطول الأمر يكون الطلاق هو الحل، وتلك الحالات تمثل 85% من حالات الطلاق، و15% بسبب قلة التفاهم.