رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

مصنع أطفيح لـ«الكليم».. «باب رزق» للغارمين

كتب: آية المليجى -

12:17 م | الثلاثاء 24 يوليو 2018

مصنع أطفيح باب رزق للغارمين

«باب رزق» لفك كرب الغارمين هو الهدف الرئيسى لمصنع الكليم بمركز أطفيح الواقع على أطراف جنوب محافظة الجيزة، والذى تعاونت مؤسسة «مصر الخير» مع مجمع الخليل الخيرى لتأسيسه، وتحول إلى مصدر مهم لتمكين الأهالى اقتصادياً، يساعدهم فى فكّ كربهم من الديون التى تثاقلت عليهم تحت وطأة ظروف الحياة الصعبة.

فى السادسة صباحاً تستيقظ أسماء سعد، ابنة أطفيح، لتؤدى بعض المهام المنزلية البسيطة قبل أن ترتدى ملابسها الفضفاضة وتسير على قدميها لتصل إلى المصنع فى السابعة صباحاً، فالمصنع بالنسبة لها هو مصدر رزقها الذى باتت تعتمد عليه لمساعدة أهلها فى مواجهة ظروف المعيشة الصعبة وتجهيز نفسها.

الفتاة العشرينية ليست الوحيدة، لكن هناك العشرات ممن تراكمت عليهم الديون وأصبح السجن مصيرهم إذا لم يستطيعوا السداد، لذا الجميع أمسك بالفرصة ويواظب على العمل بجد، لعله يتخلص من همّ الديون ويعيش حياة طبيعية مثل باقى البشر من أهل المركز الصغير.

أمل مجدى، مديرة المصنع، قالت لـ«الوطن» إن الهدف الأساسى من تأسيسه هو توفير فرص عمل ثابتة للأسر الفقيرة، كمساعدة من «مصر الخير» فى تسديد ديون الغارمات، موضحة أن المصنع يفتح أبوابه لكل من تعدى الـ18 عاماً، لكن الشرط الأساسى للالتحاق بالعمل هو التمتع بصحة جيدة تمكّنه من القدرة على العمل فى صناعة الكليم، للحصول على أجر شهرى ثابت يصل إلى 1000 جنيه.

عفاف فتحى، أنهت حياتها الزوجية منذ ما يزيد على العامين، وخرجت منها بولد يبلغ من العمر 7 أعوام وفتاة تصغره بعام، وبسبب عدم توفير طليقها مسكناً تعيش فيه مع أطفالها وقعت فى فخ الاستدانة حتى وصلت ديونها إلى 75 ألف جنيه لشراء منزل تحتمى به مع أطفالها، عدم وجود مصدر دخل ثابت تنفق منه على أطفالها جعل الديون تتراكم عليها، وكان السجن هو المصير الذى ينتظر المرأة الثلاثينية، قبل أن تذهب إلى مجمع الخليل الذى أرشدها للعمل فى مصنع الكليم.

انضمت عفاف إلى صفوف العاملين بالمصنع، وتلقت فترة تدريبها، وبعد مرور أشهر قليلة تمكنت من صناعة الكليم، وأصبحت مهمتها اليومية صناعة نحو 40 سم من الكليم، وساعدها الأجر الشهرى الذى تحصل عليه من عملها بالمصنع فى الإنفاق على منزلها وإلحاق طفليها بالتعليم، بعد أن تركهما والدهما بلا نفقة، حيث قالت: «مابيصرفش على ولاده ولا بيشوفهم، ورفعت عليه قضية نفقة».

الحال لم يختلف بالنسبة لأمين عبدالحميد، 52 عاماً، فأولاده الستة فى مراحل تعليمية مختلفة، لذلك فكر فى شراء قاموس إلكترونى يساعدهم فى الاستذكار ويصبح بديلاً أقل تكلفة من الدروس الخصوصية، لكن ثمن القاموس 2000 جنيه، ونظراً لضيق ذات اليد حصل عليه بالتقسيط، لكنه لم يتمكن من سداد الأقساط، وتدخّل القدر ليضع بصمته على حياته البائسة، فأثناء عمله كسائق «توك توك» تعرّض لحادث أفقده القدرة على الحركة، وأصبح أسير الكرسى المتحرك، وفقد مصدر رزقه الوحيد، وأصبح تسديد الأقساط هماً ثقيلاً يطارده بالليل ويشعر معه بالمذلة فى النهار، فاضطرت زوجته للعمل فى السوق لبيع الخضار، لكنها لم تكن تملك شيئاً، فتواصل مع جمعية مصر الخير، لمساعدته فى تسديد ديونه وتوفير فرصة عمل تساعده فى الإنفاق على أسرته من خلال جمعية.

أنور حسن، أحد المسئولين فى مجمع الخليل الخيرى، قال لـ«الوطن» إن التعاون المشترك بين المجمع وجمعية مصر الخير، أثمر العديد من المشروعات الخيرية، منها مشروع «الجاموسة العشار»، حيث تعطى «مصر الخير» عدداً من الجاموس العشار، وصل عددها إلى 60 جاموسة، لبعض الأسر الفقيرة للاستفادة من منتجاتها، وتكون بمثابة مصدر دخل.

وتابع: من ضمن المشروعات أيضاً مصنع الكليم الذى افتتحته «مصر الخير» منذ عامين لتمكين بعض الأسر الفقيرة اقتصادياً ومساعدة الغارمين فى تسديد ديونهم.