أجرت لجنة دراما رمضان، التي تم تشكيلها من قِبل لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة، تحت رئاسة الدكتورة مايا مرسى، رئيس المجلس القومى للمرأة، وتحت إشراف الدكتورة سوزان القليني، رئيسة لجنة الإعلام بالمجلس القومي للمرأة حصرًا شاملًا لأبرز المسلسلات التي تم عرضها مع بداية شهر رمضان، وتم تحليل مضمون 29 مسلسلًا وتتمثل هذه المسلسلات فيما يلي:

وأوضح البيان النتائج والمؤشرات العامة لتحليل دراما رمضان فيما يلي:

انتهت اللجنة في تقريرها النهائي الصادر بعد إنتهاء حلقات الأعمال الدرامية في نهاية شهر رمضان مجموعة من النتائج والمؤشرات العامة ما يلي:

·هناك 11 مسلسل بطولات نسائية مطلقة أو مشاركة متساوية مع الفنانين الذكور مثل (ضد مجهول - اختفاء – رسايل – لدينا أقوال أخرى- لعنة كارما – ممنوع الاقتراب او التصوير- مليكة – ليالي أوجيني- عزمي واشجان – سلسال الدم – السهام المارقة  ).

·ارتفع عدد القضايا التي تخص المرأة والتي تمت مناقشتها في المسلسلات المقدمة (20 قضية) متمثلة في المشاكل الأسرية ، عنف ضد المراة ، قضايا عمل ، تربية الابناء، قضايا تمكين المرأة ، التحرش ، مشاكل الصحة ، قضايا التمييز، الثأر، الإجهاض، مشاكل قانونية / قضائية، التعليم، الطلاق، المخدرات، ابتزاز المرأة، تعدد الزوجات، الزواج بالاجبار،عدم تحقيق الامان والخيانة الزوجية و أخيراً أعمال السحر والدجل والشعوذة بالإضافة إلى الجماعات الارهابية وتأثيرها على المرأة والأسرة المصرية بصفة عامة .

·جاءت العلاقات المشاكل الاسرية المرتبة الأولى بين أبرز القضايا والموضوعات التي تم تناولها في المسلسلات، تلاها العنف ضد المرأة في المرتبة الثانية ثم قضايا تربية الأبناء في المرتبة الثالثة، أما تأثير الإرهاب على المرأة المصرية فقد جاءت في المرتبة الرابعة .

·عرضت الدراما الرمضانية هذا العام قضية التمييز ضد المرأة بكافة أشكالها فظهر التمييز العرقي في مسلسل فوق السحاب مثل سائق التاكسي الذي خلع الحجاب عنوة لإحدى بطلات المسلسل في بلجيكا، كذلك التمييز الديني مثل مسلسل السهام المارقة ورفض شيري عادل تغيير ديانتها وتعرضها للاضطهاد.

·ظهرت قضية التحرش في أكثر من مسلسل  سواء اللفظي أو المادي مثل مسلسل عوالم خفية  سارة نور في شخصية الفتاة التي تمر بمرحلة المراهقة ولم تفكر في تصرفاتها وإنما تاركة المجال لقلبها يتحكم بها، مما أدى إلى السماح لمعلمها بالتعدي على ميثاق شرف وظيفته والتقرب منها تحت مسمى الحب، وهي مستسلمة لقلبها دون تفكير فيما يحدث .

·أظهرت الدراما الرمضانية هذا العام المرأة الصعيدية واستحوذت على عدد كبير من المشاهد لتلقي الضوء على المشاكل التي تتعرض لها والدور الذي تلعبه  في بناء الأسرة المصرية ، وظهر ذلك من خلال أربعة مسلسلات وهم نسر الصعيد، سك على أخواتك ، سلسال الدم .

·ساندت الدراما قضايا مكافحة الإرهاب والتي تتماشى بذلك مع سياسة الدولة وقدمت خمس مسلسلات رئيسية قدمت من خلالها العديد من الأدوار النسائية الإيجابية : فقدم مسلسل كلبش 2 صور إيجابية للمرأة التي يستشهد ابنها على يد الجماعات الإرهابية وترفض الحصول على مقابل مادي على الرغم من حاجتها وكذلك الأم التي تفقد بيتها في تفجير انتحاري وتتعرض لأضرار جسمانية وشلل ووفاة ابنتها وزوجة ابنها بالحادث، وكذلك التحدث عن الإرهاب الديني والدموي في التنظيمات الإرهابية والذي تناوله مسلسل السهام المارقة ، ومسلسل نسر الصعيد الذي تناول مكافحة الارهاب ومدى إيمان الأسر التي تفقد ابنائها بضرورة التضحية بأرواحهم فداءً للوطن وكذلك مسلسل أمر واقع للفنان كريم فهمي وكذلك مسلسل أبو عمر المصري .

·قدمت بعض المسلسلات المرأة بشكل إيجابي حيث ظهرت في شكل المرأة التي تساند  زوجها أو ابنها وتقف بجانبه وقت الشدائد ، والأزمات، وأيضًا إخفاء معالم الحزن والخوف عمن حولها حتى لا تحملهم هموم وأعباء مثل مسلسل سلسال الدم وكلبش 2 وأبو عمر المصري .

·ركزت الدراما الرمضانية على "الخيانة الزوجية" وتبريرها درامياً في كثير من الأحيان تحت مسمى الحب مما يجعل المشاهد يتعاطف مع هذه الشخصيات وهذا يمثل تهديداً واضحاً لقيم وأخلاقيات المجتمع المصري .

·التزمت المسلسلات هذا العام إلي حد كبير بالكود الإعلامي للمرأة الذي صدر عن المجلس القومي للمرأة في عام المرأة 2017 وأقره المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام مقارنة بالأعوام السابقة خاصة في الأدوار الرئيسية لأبطالها دون النظر إلى الأدوار الثانوية ومن هذه المسلسلات (اختفاء – لدينا أقوال أخرى – قانون عمر – رسايل – كلبش 2- الرحلة –سلسال الدم – نسر الصعيد –رحيم- ربع رومي – أبو عمر المصري ).

·تم الاستعانة هذا العام بأكثر من شخصية نسائية عربية وأجنبية وذلك نظراً لتصوير أكثر من خمس مسلسلات لكثير من المشاهد خارج مصر وكانت معظم أدوارهن إيجابية مثل مسلسل أبو عمر المصري حيث كانت صديقة أحمد عز والتي كانت تقوم بتبسيط الكثير من المشاكل التي يتعرض لها أثناء سفره  ومسلسل ليالي أوجيني وفوق السحاب.

· قدمت الدراما الرمضانية نماذج عديدة لفتيات محجبات في سبع مسلسلات زيادة عن العام الماضي ومنها (رسائل – أيوب – أرض النفاق – نسر الصعيد – فوق السحاب – سلسال الدم – السهام المارقة).

·اهتمت المسلسلات بالمرأة وقضاياها بشكل أكبر من اهتمامهم بالمرحلة العمرية لها في سن المراهقة أو الطفولة حيث تكرر ظهور المرأة الناضجة بعدد (2742مشهداً)، الفتيات بعدد (483 مرة) وكان أكثرها ظهوراً في مسلسل عوالم خفية، الاطفال الإناث بعدد(37 مرة) حيث جاء مسلسل الرحلة أكثر استخداماً للفئة العمرية من الأطفال الإناث لإبراز قضية المشاكل الأسرية والنفسية وآثارها على الاطفال، قد تم أستخدام الأطفال في إدوار لاتتناسب سن الطفل  مثل مسلسل الرحلة بالاضافة ان المسلسل يحمل التعريف السني (+16) اي ممنوع للاطفال.

· استخدام الإيحاءات الجنسية بشكل كبير في مسلسل أيوب ولعنة كارما وسك على أخواتك وربع رومي وعزمي وأشجان وممنوع الاقتراب أو التصوير حتى وصل الأمر إلى وجود جمل حوارية كاملة لا يصح استخدامها لأنها تكاد تكون جمل مباشرة وليست إيحاءات فقط.

· الترويج لفكرة أن القانون لا يأخذ حق المظلوم من خلال مسلسل ضد مجهول حيث جاء على لسان البطلة " هعرف أجيب حق ابنتي بعيد عن القانون" ، ولم تنتظر أن تسجل القضية ضد مجهول و لكنها سوف تسترد حق ابنتها بطرق أخرى حتي وإن كانت غير قانونية وكذلك تدعيم صديقتها للفكرة " محدش هيجيبلك حقك هنا " على لسان حنان مطاوع وكذلك مسلسل لدينا أقوال أخرى حيث ظهرت يسرا وهي تسرق ملفات من مكتب صاحبة القناة  شيرين رضا لكي تثبت براءتها .

·ترسيخ فكرة التحرر وحرية المرأة على أنها الخروج عن العادات والتقاليد من خلال تقديم مجموعة من المشاهد التي تتنافى مع عادات وتقاليد المجتمع كتناول المرأة للمخدرات ولعب القمار وشرب الخمر والملابس الفاضحة، وكذلك العلاقات المنفتحة مع الرجال وربطها بالمستوى الاجتماعي على أنها نوع من أنواع التحضر مثل مسلسل نسر الصعيد ومليكة وممنوع الاقتراب او التصوير .

· الترويج لبعض الخرافات مثل مسلسل الوصية كقراءة الفنجان واستخدام البخور والدجل من أجل الحفاظ على الزوج ومسلسل رسايل استخدمها للدجل من أجل الإنجاب، وكذلك الدور الذي قامت به عفاف شعيب في مسلسل فوق السحاب.

· استخدام الفنانات المكياج بطريقة زائدة داخل جميع المشاهد و المسلسلات بطريقة لاتتناسب مع طبيعة العمل الفني .

· ظهور المخدرات والتدخين لبطلات العمل الدرامي وذلك في أكثر من مسلسل والترويج له على أنه وسيلة للهروب من المشكلات والأعباء اليومية  مثل ضد مجهول لغادة عبد الرازق ، وندى بسيوني في مسلسل مليكة ، ونيللي كريم في مسلسل اختفاء وتعاطيها للحشيش ، هنا الزاهد في مسلسل سك على أخواتك ، ريهام عبد الغفور وحنان مطاوع في مسلسل الرحلة ، وزينة في ممنوع الاقتراب أو التصوير، هند عبد الحليم في عوالم خفية، وكذلك نسرين أمين ظهرت في مسلسل عزمي وأشجان وهى ترقص على أغاني هابطة وفي يدها الخمر وذلك يظهر المرأة بشكل مهين ، بالاضافة إلي ظهور الظباط بالاجهزة الامنية المختلفة يدخنون بصفة مستمرة وذلك إهانة للجهاز الامني .

· تدني لغة الحوار بين بطلات العمل الدرامي و كثرة الشتائم والألفاظ غير اللائقة التي استخدمت في وصف المرأة مثل مسلسل ممنوع الاقتراب أو التصوير على لسان زينة لنسرين أمين "خاينة، جزمة، زبالة، متخلفة، زفتة) وكذلك مسلسل ضد مجهول جاء على لسان القاتل المأجور أنا قايل لـ "للمرة" دي إن قبل طلوع الشمس هتكون العصفورة طارت " ، مسلسل أرض النفاق " روح اتعشى هناك ياروح أمك " وكذلك في مسلسل خفة يد وايتن عامر يقوم زملائها بالتعدي عليها لفظيا و السخرية منها وحاول أحدهم ان يمسك يديها غصبا عنها ومن ناحية أخرى قام أحدهم بالتمييز ضدها وقال " مش هنقعد مع حرمة " ، مسلسل  الوصية " خد البتاعة دي من هنا وامشي"

· عرضت بعض المسلسلات نماذج للمرأة على أنها مصدر للشر والإيقاع بين الناس بصورة أكبر من الرجل، كما أنها تخطط لإيذاء الآخرين وتستخدم ذكائها في أشياء سلبية مثل مسلسل فوق السحاب وضد مجهول وممنوع الاقتراب أو التصوير وقانون عمر ولعنة كارما وليالي أوجيني وبالحجم العائلي .

· تعرضت المرأة في المسلسلات للعديد من مظاهر العنف بمعدل (859 مشهداً للعنف) سواء العنف المعنوي أو المادي أو كلاهما وتمثلت مؤشرات العنف فيما يلي :

1- جاء العنف المعنوي الذي تعرضت له المرأة في الأعمال الرمضانية المقدمة في المرتبة الأولى بواقع (554 مشهداً للعنف) ليتمثل في السب والاحتقار والإضطهاد والسخرية أو كلاهما والتعامل بأسلوب غير لائق كما في مسلسلات  سك على اخواتك،عزمي وأشجان،  خفة يد، اختفاء و طايع .

2- جاء الدمج بين العنف المادي مع العنف المعنوي في المرتبة الثانية بواقع (160 مشهدًا للعنف) مثل الإهانة و الشتائم مع الضرب من الزوج أو من الأم أو الأخ خاصة في مسلسل رحيم وسلسال الدم وفوق السحاب .

3- على الرغم من وجود العنف المادي في المرتبة الثالثة بين أشكال العنف المستخدمة بواقع (145 مشهداً للعنف) إلا أن مظاهره كانت الأعنف وهي الضرب حتى الموت او الإجهاض مثل مسلسل الرحلة أو ضد مجهول وظهر الضرب بشكل مستساغ بالنسبة للسيدة التي تضرب.

· يعد الرجل مصدر العنف الأبرز ضد المرأة بواقع ( 639 مشهداً للعنف) ومن أبرز المسلسلات التي ظهر فيها ذلك (سلسال الدم، رحيم ، اختفاء ، فوق السحاب، نسر الصعيد، سك على اخواتك) ويعتبر الزوج  والخطيب في مقدمة ممارسي العنف ضد المرأة يليه المدير في العمل .

· تعددت مظاهر العنف من المرأة للمرأة بمعدل (166 مشهداً للعنف) مثل مسلسلات (أيوب، هارون الرشيد ، طايع ، ممنوع الاقتراب أو التصوير ، لدينا أقوال أخرى ، ليالي أوجيني) خاصة من جانب الصديقة وكذلك الأم والأخت .

·ظهرت مظاهر عنف من المرأة تجاه الرجل في مشهد غادة عبد الرازق في مسلسل ضد مجهول، ويعد من أسوء المشاهد التي قدمت العنف المرأة ضد الرجل مشهد قتل الزوج في البانيو بمسلسل أيوب.

· تصدرت الصورة الايجابية للمرأة المشهد الدرامي بعدد تكرارات (2496 مشهداً إيجابي ) وبنسبة 55%، مقابل الصورة السلبية بعدد تكرارات ( 2045 مشهداً سلبي ) وبنسبة  45% ، عرض للصفات الإيجابية التي ظهرت فيها المرأة وهي : مساندة المحيطين بها ، التضحية ، الحفاظ علي الأسرة والزوج ، المرأة القوية المتحدية للظروف ، المرأة الأصيلة التي تحافظ علي العادات والتقاليد وقيم المجتمع.

· وتمثلت الصفات السلبية فيما يلي : جاسوسة ومتلصصة ، همجية وتتفوه بالألفاظ البذيئة ، متسلطة علي الزوج ، قوادة ، متخلية عن زوجها وقت المرض ، أنانية ، متآمرة  وانتقامية.

وبشكل عام يمكن القول أن التجاوزات في حق صورة المرأة في مسلسلات رمضان هذا العام راعت إلي حد ما التوصيات الواردة بالكود الاعلامي الصادر عن لجنة الاعلام بالمجلس

 ثانيًا: أعمال درامية من إنتاج المجلس القومي للمرأة:

في إطار سعى المجلس القومى للمرأة والاهتمام بالمشكلات التى تواجه المرأة المصرية تم إنتاج مسلسل درامي إذاعى بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام بعنوان " أشواك حرير " يذاع على شبكة إذاعة البرنامج العام ويعاد إذاعته على القنوات الاقليمية يتناول المسلسل خلال 30 حلقة منفصلة المشكلات الاجتماعية التى تواجه المرأة فى الحياة اليومية ، تم إذاعته يوميا فى شهر رمضان قبل الافطار والمسلسل من إخراج تامر شحاته  ، وتأليف مجدى سالم ، وبطولة الفنانة ندى بسيونى، الفنان كريم كوجاك، الفنانة سلوى عثمان ، والفنانة عواطف حلمى .

قدم العمل الدرامي جانباً كبيراً من قضايا المرأة المصرية والأسرة المصرية مثل ( المرأة ومشكلات بعض الاحكام في قوانين الاحوال الشخصية- المرأة المعيلة - المرأة والعمل- طبيعة العلاقات الأسرية داخل الاسرة المصرية - بعض المشكلات المعاصرة الناتجة عن تطور التكنولوجيا و اثر شبكات التواصل الاجتماعي على الأسرة المصرية) ، وذلك في تجربة تؤكد أهمية تفعيل الدراما لخدمة قضايا المجتمع ونأمل أن نقوم في العام القادم بإنتاج دراما تليفزيونية تحظى بنسب مشاهدة كبيرة و نجد لها الداعمين و الرعاة لإنتاج عمل يليق بالاسرة المصرية و يعكس صورة ايجابية تجاه قضايا المرأة والمجتمع.