على الرقعة الزرقاء، وقفت أريج سعيد، مرتدية بذلتها البيضاء مزينة بحزامها الأحمر، لا شيء يشغل بالها سوى تحقيق إنجاز طال الحلم به منذ فوزها بالميدالية الفضية في الدورة السابقة لألعاب البحر المتوسط، وما إن بدأت المسابقة حتى تبدلت الأجواء السائدة من خوف وقلق إلى حالة من التحدي، والمثابرة حتى توجت بالميدالية البرونزية لمنافسات وزن 50 كيلوجرام، لتحرز بذلك أولى الميداليات لمصر في بطولة البحر المتوسط.

في صباح يوم 23 يونيه الجاري، كانت اللاعبة العشرينية تجري استعداداتها للمنافسة القوية، التي أقيمت على أرض مدينة تاراجونا بإسبانيا، حيث بدأت بوزن نفسها وتلقي كلمات التشجيع من مدربها الذي استبشرت بها خيرًا.

للاعبة خريجة الاقتصاد والعلوم السياسية، تحدثت لـ"هن"، عن البطولات التي استعدت بها للخوض في دورة البحر المتوسط لهذا العام، حيث فازت في ثلاث بطولات للكاراتيه في المنتخب القومي، التي أهلتها للالتحاق ببطولة المغرب العربي محققة المركز الخامس بعد خسارتها من اللاعبة اليونانية في إحدى جولات المنافسة.

المشهد ذاته، تكرر أمام اللاعبة العشرينية حينما وقفت مرة ثانية أمام منافستها اليونانية في الجولة الأخيرة من بطولة البحر المتوسط لهذا العام، الأمر الذي زاد من تحديها للفوز حتى تبدلت النتيجة وأنهت المنافسة لصالحها متوجة بالميدالية البرونزية "مكنش ينفع أخسر".

"أنا بطلة اليوم"، الجملة التحفيزية التي رددتها اللاعبة العشرينية لنفسها كثيرًا قبل خوض الجولة الأخيرة التي فازت بها محققة العبارة المفضلة لديها "أكون أو لا أكون".

ومع إنهاء الجولة الأخيرة، سيطرت فرحة كبيرة على الأجواء فيما حولها، حيث كانت أريج أول لاعبة تحقق ميدالية لمصر في بطولة البحر المتوسط، لتفتح الباب أمام فوز كبير حققه المشاركين في ألعاب رياضية أخرى.

بصحبة منتخبها الوطني وفريق المصارعة والشيش والسباحة عادت اللاعبة العشرينية إلى موطنها، لتجد وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، واقفًا في انتظارها موجهًا إليها التهنئة، قائلا "مبروك إنتي فاتحة خير علينا لأنك جبتي أول ميدالية لمصر".

وختمت أريج سعيد حديثها بأن بطولة البحر المتوسط لم تكن أخر المشوار الرياضي لكنها أولى الدورات الهامة حيث تستعد اللاعبة العشرينية للالتحاق ببطولة أفريقيا خلال شهر أغسطس المقبل، ومن ورائها بطولة العالم التي تقام في شهر نوفمبر المقبل.