بعد مرور 5 أيام على مذبحة شارع الملكة بمنطقة بولاق الدكرور في الجيزة، كشفت أجهزة الأمن تفاصيل الواقعة.

وتوصلت إلى أن مرتكبي الحادث الأب "صلاح المرسي" نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، موظف "إتش آر"، ويمارس نشاطا تجاريا "بيع وشراء السيارات" وراء الجريمة، وأنه قتل الزوجة "هبة" 37 عاما خنقا بإيشارب، وابنتيه الأولى "جنة الله" 14 سنة خنقا بسلك التليفون، و"حبيبة" 10 سنوات كتم نفسها بـ"مخدة"، لمروره بحالة نفسية سيئة وتراكم الديون عليه.

- كذب رواية الأب

جاء في محضر الشرطة، أن الأب المنسوب إليه تهمة القتل للضحايا الثلاثة، كان يعاني من مرض نفسي منذ فترة زمنية، وتراكم الديون عليه، جعلته يرتكب الواقعة، واستغل هدوء المنطقة وانشغال السكان ورواد المنطقة، الثلاثاء الماضي، بمشاهدة مباراة مصر وروسيا في بطولة كأس العالم، ونفذ الواقعة، وترك الضحايا، وغادر الشقة وذهب إلى المقهى لمشاهدة المباراة، وعقب انتهاء المباراة توجه إلى الشقة وفتح الباب وانطلقت منه الصرخات واستغاث بالجيران وقال إن زوجته وأولاده ماتوا، وأن مجهول دخل الشقة قتلهم وسرق 340 ألف جنيه.

- تضارب الأقوال

بحسب ما جاء في تحريات الشرطة، تأكد تضارب أقوال الأب في أثناء مناقشه، ففي بداية الأمر ادعى سرقة 340 ألف جنيه من الداخل الشقة، وكان هذا قيمة شقة سكنية ميراث باعها قبل الواقعة بأسبوع، إلا أن المعاينة أكدت عدم سرقة أي مشغولات ذهبية أو متعلقات شخصية، ما يؤكد أن دافع الجريمة ليس السرقة، لأن الجاني الذي دخل الشقة لكي يسرق يقوم بسرقة جميع المتعلقات ليس المبلغ المالي فقط، ما يؤكد كذب رواية الزوج.

وتوصلت التحريات التي جرت تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى وجود أدلة تؤكد أن الأب هو الذي ارتكب الواقعة، لبيان سلامة منافذ الشقة، ما يؤكد أن الجاني على علاقة قوية بالضحايا، وأيضا وجود جروح بسيطة في يد الأب، وأثبت المعاينة وجود خدوش وجروح في رقبة الأم قبل وفاتها.

- الاعتراف بالجريمة

جاء في التحريات، أن سكان العقار المملوك لشقيق الوزير السابق كمال أبو عيطة الذي ترأس وزارة القوي العاملة في حكومة حازم الببلاوي عام 2013، أكدوا أن الزوجة حسنة السمعة وليس لها أي علاقة بأحد من الجيران، ولم يشاهدها أحد تفتح باب الشقة لأي شخص غريب، وعندما تخرج أو تعود إلى الشقة تكون دائمًا بصحبة زوجها، ما يؤكد أن الأب هو مرتكب الواقعة.

وبحسب ما جاء في محضر الشرطة، أنه تم مواجهة الأب بجميع الأدلة التي جاء على مدار 72 ساعة من الفحص والتحري ومناقشة قاطني العقار لرجال المباحث، واعترف بأنه وراء ارتكاب الواقعة.

- الضحايا قتلوا خنقا

كانت نيابة حوادث جنوب الجيزة، تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، انتقلت إلى مكان مسرح الجريمة وهو عبارة عن شقة مكونة من 3 غرف وصالة ومطبخ وحمام، تقع في الطابق الثالث بعقار مكون من 10 طوابق، وعاينت النيابة المكان وتبين من خلال المعاينة التي أجراها المستشار محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة، ومحمد عمر وكيل أول نيابة الحوادث، ومناظرة الجثث أن الجريمة وقعت في توقيت مباراة مصر وروسيا، الجاني قتل الأم هبه، عثر عليها مقتولة بإيشارب، وابنتها جنة الله 14 سنة، عثر عليها مقتولة بسلك تليفون، والطفلة الصغيرة حبيبة، 10 سنوات، مقتولة بوسادة.

وأكدت المعاينة، أن جثة الأم عثر عليها في غرفة نومها وعثر عليها بين السرير والدولاب ويوجد كدمة بالعين وخدوش بالصدر، ويشير إلى وجود مقاومة من الأم أثناء ارتكاب الواقعة، وسلامة منافذ الشقة، وجود بعثرة في محتويات الشقة، ما يؤكد أن الجاني على علاقة بالضحايا ودخل بطريقة مشروعة.

- تراكم الديون دافع القتل

كانت مديرية أمن الجيزة، تلقت بلاغا من موظف بالعثور على زوجته وأبنائه مقتولين داخل شقته بمنطقة بولاق الدكرور، وعقب الانتقال والفحص والتحري، توصلت القوات إلى أن الزوج وراء الواقعة، وأنه قتلهم لمروره بحالة نفسية سيئة وتراكم الديون عليه.