رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

سيدة تمارس الدعارة مع 14 رجلا في الليلة

كتب: إسراء صبحي -

04:14 م | السبت 23 يونيو 2018

يوليا

تستقبل يوليا، كما يطلق عليها الزبائن، في الليلة الواحدة 10 أو 12 رجلا في غرفتها وقد يصل العدد إلى 14 رجلا في الليلة الواحدة، وتعمل حتى الساعة الثالثة صباحا، كما تقول المرأة، أما النساء الأخريات فيستعن بشرب الكحول وتعاطي المخدرات وأحيانا كثيرا من الكوكايين والماريجوانا، لتحمل رغبات الزبائن الإضافية طوال الليل. 

مارست الشابة الرومانية التي تبلغ من العمر 30 عامًا مهنة الدعارة لـ10 سنوات، وتنوعت الأماكن التي عرضت فيها الشابة جسدها للبيع بين رصيف الشارع، داخل شقق خاصة، وفي بيوت الدعارة والحانات في سويسرا، وفرنسا، واليونان ومؤخرا في ألمانيا، ولا تزال يوليا تتذكر تاريخ الـ10 من مارس قائلةً: "لقد دفع لي الزبون 100 يورو للساعة، الأمر بدا لي طبيعيا تمامًا، ومن ثم بدأ كل شيء".

بعد ذلك تركت يوليا عالم الدعارة، والقلق الذي لا ينتهي من عدم العثور على ما يكفي من الزبائن من أجل دفع إيجار الغرفة في بيت الدعارة، إذ كان عليها دفع 130 يورو كل ليلة للغرفة، كما على النساء الأخريات أيضا دفع 130 يورو، أي ما يقارب 4000 يورو في الشهر، ومع تركها الدعارة تركت يوليا وراءها أيضا الليالي الطويلة والأيام القصيرة وتصنع الابتسامة والمزاج الجيد طوال الوقت. 

وتُعاود يوليا إلقاء نظرة على صور قديمة وضبابية بعض الشيء على هاتفها المحمول، حيث تظهر امرأة بشعر أشقر فاتح تمشي عبر ممر مضيء وترتدي حذاء بكعب عالي ولباس قريب من لباس البحر، وتقوم بحركات إغراء أمام  الكاميرا، وتقول وكأنها تعتذر عن ذلك: "كنت لا أزال صغيرة في ذلك الوقت".

اخترت الدعارة "لأني كنت أريد منح أطفالي حياة أفضل"، إذ أنجبت ابنها الأول وهي في سن الرابعة عشرة ربيعا، وتركت المدرسة في وقت مبكر.

زارت يوليا نهاية شهر مايو مركزا استشاريا خاصا بالعاملات في الدعارة في مدينة شتوتغارت، وجلست على أريكة وهي تضع ساقا على ساق وترتدي بلوزة منقوشة ذات رقبة عالية وماكياج خفيف.

وبنبرة صوت هادئة ومليئة بالحكمة، تحدثت يوليا عن عملها كمومس وقرارها ترك الوسط، وتقول أنها كانت تفكر بالأمر منذ فترة طويلة، ومنزعجة لعدم قدرتها على اتخاذ قرار، وتقول إن الأمر الذي حسم حيرتها هو إدراكها أنه على الرغم من بيعها جسدها ليلة بعد أخرى، إلا أنها لم تستطع توفير المال لنفسها أو حتى لابنيها، وتحدثت يوليا عن نوبات الهلع التي كانت تصيبها كل يوم تقريبا ولأشهر، ولهذا تحتاج في بعض الأحيان إلى تناول أدوية مضادة للقلق من أجل التمكن من النوم.

تقول يوليا، التي كانت عاملة نظافة قبل مزاولتها مهنة الدعارة، إنها تستطيع من خلال عملها في ألمانيا إرسال المال إلى بلدها أكثر مما لو كانت تعمل في رومانيا، كما تقول إنها عاشت لحظات من السعادة أيضًا بعد تمكنها خلال الأشهر القليلة الأولى من جمع ما يكفي من المال للسفر إلى البحر مع عائلتها للمرة الأولى في حياتها.

وتضيف يوليا أنه لم يكن لديها قواد، ومن شأن هذا أن يجعلها الاستثناء الأكبر بين النساء الأجنبيات الأخريات، ويقول فولفغانغ فينك من مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية بادن فورتمبيرج: "القدوم إلى هنا عن طواعية وبشكل اختياري، فهذا غير ممكن في الواقع"، ولكن مع الطلب المتكرر عليها بقيت يوليا في الوسط.

تستمتع يوليا الآن بكونها شخصًا طبيعيًا، الجملة التي ظلت تستخدمها في حديثها وهي تحكي عن كيف تخلصت من ملابس العمل واشترت بلوزة ذات رقبة عالية وتنورة طويلة وأحذية بدون كعب، "أشياء طبيعية"، كما أطلقت عليها، وشعرت حينها بشعور جيد، وقريبا تأمل يوليا ربما في الحصول من خلال وظيفتها الصغيرة كعاملة نظافة، على وظيفة براتب أكبر يمكنها من دفع إيجار الشقة وإحضار أطفالها إلى ألمانيا، كما أن لدى يوليا خططا كثيرة منها حضور دورة في اللغة الألمانية وإنهاء تعليمها، وربما قد يكون لديها بعض الحظ وتجد رجلا يحبها كما هي.

الكلمات الدالة