خلال السنوات الاخيرة، شهدت مصر اهتمامًا كبيرًا بذوي الحالات الخاصة من متحدي الإعاقة من خلال العديد من التشريعات والقوانين وإطلاق عام 2018 ليكون عام متحدى الاعاقة.

ولكن كان هناك دائما فئة من الأطفال التى كان يصعب تشخيص حالتهم فى الماضى، وهم الأطفال من ذوى الإعاقات الذهنية، مما أدى إلى أهمية إعادة دمج هؤلاء الأطفال فى المجتمع وخاصة من يعانون صعوبات التعلم والتعامل الاجتماعى، كما أصبح من الهام والضرورى توعية اولياء الأمور بكيفية معاملة الأطفال لتحقيق نتائج أفضل.

وانتشرت مراكز إعادة التأهيل في العديد من المحافظات بتكلفة عالية جدا لا يستطيع المواطن العادى تحملها بالإضافة إلى محددوية انتشار تلك المراكز فى صعيد مصر والذى يعتبر أكثر المناطق إستحقاقاً.

وهنا برز دور مؤسسة "مصر الخير" التنموي القائم على تنمية الإنسان حيث تعمل المؤسسة على تنمية وتدريب وتأهيل ذوى الإعاقات الذهنية والعمل على دمجهم في النسيج المجتمعي دون التسبب فى إحداث أى حرج لهم، فقامت مصر الخير بإنشاء مراكز إعادة التأهيل بالتعاون مع جمعية "كيان" لمساعدة وتدريب وتأهيل ذوي الإعاقات الذهنية.

وكان توجهها المباشر إلى قلب الصعيد الذي يعيش به وفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية أكثر من مليون وسبعمائة ألف شخص من ذوي الإعاقة، فمن خلال مراكز إعادة التأهيل يتم دمج الأطفال من سن مبكرة للوصول إلى النتائج المرجوة.

كما عملت المؤسسة على الاهتمام بثلاث نواحى هامة حيث قامت بتنظيم خدمات مختلفة من تخاطب وتنمية المهارات والإرشاد النفسي والتقييمات النفسية وغيرها من الخدمات، بالاضافة إلى تنظيم ندوات توعية لأولياء الأمور فى كيفية التعامل مع الأطفال ذوى الاعاقات الذهنية .فضلاً عن تدريب وتأهيل مئات المدربين والمتخصصين للعمل فى هذه المراكز بالإضافة إلى تكوين شبكة تعاون تنموية مع الجمعيات الصغيرة بالصعيد لتيسير عملية التواصل و الوصول إلى ذوى الإعاقات الذهنية ومساعدتهم في الإنخراط في المجتمع وهو ما نتج عنه تخرج أكثر من 4000 طفل من هذه المراكز وتم تأهيليهم للاندماج فى الحياة منذ صغرهم وكذلك تخرج الآلاف من مراكز إعادة التأهيل التى أعدت لتأهيل وتدريب الكبار من ذوى الاعاقات ليصبحون الآن من ذوى المهن بالاضافة إلي تنفيذ قوافل طبية لذوي الاعاقة ودمج الأطفال بالمدارس والحضانات.

فمنذ نشأتها عام 2007، عملت مؤسسة مصر الخير على التعاون مع جميع المؤسسات الحكومية والعامة لمد يد العون للأسر الأكثر استحقاقا من خلال قطاعاتها المختلفة المعنية بالصحة، والتعليم، والتكافل الاجتماعى، والبحث العلمى والابتكار، ومناحى الحياه لتنمية الإنسان ومساعدته على الحصول على حياه معيشية كريمة.