رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

فرخندة حسن: سافرت إلى إسرائيل بطلب من «السادات» ودهشت لانتشار أغانى «ثومة وحليم» فى الشوارع

كتب: ندى نور - هدى رشوان -

01:16 م | الأحد 10 يونيو 2018

فرخندة حسن

رغم أنها من أبرز السيدات العاملات فى مجال حقوق المرأة، لكنها بدأت حياتها بالتفرغ لتربية الأبناء، كما تقول، قبل الانحراط فى العمل العام، إنها الدكتورة فرخندة حسن، الجيولوجية المصرية، الأمين العام الأسبق للمجلس القومى للمرأة، التى قررت أن تصبح جيولوجية منذ أن كان عمرها 12 عاماً، واتخذت من «كورى» مكتشفة الراديو، و«أينشتاين»، عالم الفيزياء، مثلاً أعلى لها فى حياتها العملية، حتى أصبحت أول سيدة مصرية تتناول بالبحث صخور القمر، مشاعر فرحة وتأهب وقلق انتابتها. أسرار من صندوق الذكريات تكشف عنها «فرخندة» لأول مرة فى هذا الحوار:

كم فتاة التحقت بكلية العلوم قسم الجيولوجيا لدى انضمامك إليه؟

- كنت الطالبة الوحيدة فى قسم جيولوجيا، والدفعة التى سبقتنى ضمت طالبة واحدة فقط، هى الدكتورة إجلال، رحمها الله.

لكن علم الجيولوجيا من المجالات الصعبة على المرأة.. فلماذا فضلت الدراسة بهذا المجال؟

- عندما كنت فى الثانية عشرة من العمر، كنا فى رحلة عائلية للمقطم، ووجدت صخرة تشبه القواقع، وكان معنا بالرحلة قريب لوالدى يعمل بالبترول، فطلبت منه أن يخبرنى باسم الصخرة التى عثرت عليها، فقال لى: دى ودعة، والصخور بتكون تحت الميّه، وده اسمه علم الجيولوجيا، فقلت له أنا هطلع جيولوجية، فضحك وقال لوالدى: الحق بنتك عايزة تطلع جيولوجية وده علم الرجال، ومن هنا حبيت علم الجيولوجيا.

احكِ لنا عن تجربتك كأول امرأة فى العالم تناولت صخور القمر بالبحث؟

- ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عام 1966، لنيل درجة الدكتوراه، وكانت رسالة الماجستير عن نوع من الصخور فى الصحراء الغربية هو الزجاج الليبى، واختلفت الأقاويل حول نوع هذا الزجاج، وبعد العمل عليه أثبتنا أن تركيبه مثل تركيب الرمل. بعدها توجهت إلى أمريكا للحصول على الدكتوراه، واخترت نوع صخرة القمر للعمل عليها من خلال تعريضها للإشعاع، وقالوا لى حينها: انتِ ماسكة 10 بليون دولار فى إيدك، وبعدها كتبت لوالدتى جواب من أمريكا بقولها فيه: بنتك ماسكة القمر فى إيديها، وكانت تربة القمر تشبه الكحل البلدى، وهو مثل حجر جليلة الذى يباع فى محلات الذهب، وهو حديد أسود لامع، وبعد انتهائى من الدراسة اكتشفت كل ما تنبأت بوجوده قبل بدء العمل على الصخرة.

هل كان هناك تواصل بينك وبين الرئيس الراحل أنور السادات؟

- نعم، أثناء عملنا فى جمعية «العلم من أجل التنمية»، وهى الهيئة العلمية للمرأة، ولم يقتصر دورها على الأبحاث الأكاديمية بل ومساعدة المحتاجين أيضاً، لذلك كلفنى الرئيس الراحل السادات بإدخال الغاز الحيوى «البيوجاز»، ثم الطاقة الشمسية للقرى، ومن ضمن القرى قرية «ميت أبوالكوم»، وكانت معنا فى الجمعية جيهان السادات، وأعجبت بالأفكار المقدمة، وتواصلنا مع جيهان السادات واستأذناها فى عمل سخان شمسى فى منزل الرئيس بقرية «ميت أبوالكوم»، ووافقت، ووضعنا الخرطوم الخاص بالسخان ثم لجأنا إلى «حيلة ذكية» وتعمدت أن أجعل الخرطوم يسرب قطرات من المياه للفت نظر الرئيس إلى السخان، وشاهد المياه الساخنة وقت المغرب، ثم طلب منا تركيب سخان آخر فى استراحة القناطر، ثم تركيب عدة سخانات فى قرية «ميت أبوالكوم».. «السادات» كان دمه خفيف جداً.

هل كانت تربطك علاقة صداقة مع جيهان السادات؟

- طبعاً وما زالت حتى الآن، فقد كانت دائماً تسعى لعمل شىء مختلف وجديد.

ولماذا سافرت إلى إسرائيل؟ وماذا شعرت هناك؟

- سافرت بناء على طلب من الرئيس السادات لرؤية كيفية استخدامهم للسخانات الشمسية، وشعرت بالدهشة الشديدة فلم يكن هناك شارع فى إسرائيل لا توجد به أغانٍ لأم كلثوم وعبدالحليم ونجاح سلام، والناس هناك بيسافروا لرؤية المصريين والتعلم من ثقافتهم، وبعد عودتى من الرحلة تأثرت بشكل كبير.

وإذا عاد الزمن للوراء هل توافقين على السفر مجدداً لإسرائيل؟

- بالطبع لا.

من الجيولوجيا للسياسة للمرأة.. كيف بدأت عملك بالسياسة؟

- بدأت عضوة فى البرلمان وكان مبدئى هو «العلم فى خدمة التنمية»، وقدمت حينها العديد من مشروعات القوانين منها المحميات الطبيعية، وقانون حماية نهر النيل من التلوث، وجهاز شئون البيئة، فالجزء العلمى فى السياسة من وجهة نظرى من الأشياء المهمة.

كيف بدأت علاقتك بالسيدة سوزان مبارك؟

- كانت تلميذة بالجامعة الأمريكية، وكنت أنا أستاذ جيولوجيا بالجامعة، ومنذ كانت سوزان مبارك تلميذة قدمت كثيراً للمرأة والطفولة، وفيما بعد قمنا بالعمل معاً، لكنى لم أدرّس لها بل درست لنجليها علاء وجمال.

كيف تم إنشاء المجلس القومى للمرأة عام 2000؟

- عند عملى مع السيدة سوزان مبارك فى متحف الطفل، ذكرت لى أنها شاهدت مركزاً للمرأة فى الخارج، وحينها فكرنا فى إنشاء مجلس فى مصر، وبعد مرور عام كامل تم تدشين المجلس القومى للمرأة، وبعد انتهائه شكلنا لجنة لرئاسته، وكانت أول من تولى رئاسة المجلس الدكتورة ميرفت التلاوى.

كيف كانت علاقتك بالملكة رانيا، ملكة الأردن؟

- كانت ابنتى، علشان كانت تلميذتى، درست لها الجيولوجيا، وكانت من أكثر الشخصيات المقربة لقلبى.

متى بدأت العمل العام؟

- بعد انتهاء الجامعة وحصولى على بكالوريوس العلوم من جامعة القاهرة تزوجت واشتغلت لفترة، ثم أنجبت ولداً وبنتاً، وتفرغت لتربيتهما، واقتصر عملى كمدرسة فى مدرسة قريبة من البيت بدوام جزئى، واستمر الحال هكذا 7 سنوات، حتى دخول ابنتى المدرسة، وبعدها بدأت تحضير الماجستير مجدداً.

مَن مثلك الأعلى فى الحياة؟

- هناك الكثيرون لكن أبرزهم مدام كورى، مكتشفة الراديو، و«أينشتاين».

ما الوقت الذى شعرت فيه بالتألق، مع سوزان مبارك أم جيهان السادات؟

- عند دخولى مجلس الشعب مع جيهان السادات كان التألق له شكل مختلف، لخوض غمار الحديث عن سياسات الدولة، ومع سوزان مبارك اتجهت لمجال خدمة المرأة، لكن التى أدين لها بخروجى للعمل العام كانت جيهان السادات.

ما أكثر ظلم تعرضت له «فرخندة حسن» فى حياتها؟

- أكثر وقت شعرت فيه بالظلم، بعد ثورة 25 يناير من ناس أكرمتهم، قاموا بتحرير محضر ضدى، بعد شكوى تقدموا بها يتهموننى فيها بتهم ظالمة وغير حقيقية، وخضعت للتحقيق من قبَل النيابة العامة، وشعرت حينها بالظلم الشديد.