الطريق لتحقيق الحلم دائمًا ما تشوبه الأشواك التي تجعله أمرا يستحيل المنال، خاصة إذا اقترنت تلك المصاعب بعاداتك وتقاليدك، بل بدينك ومعتقداتك، تلك الصعاب التي تسلب منك حريتك، فتجعلك لا حول لك ولا قوة.

واليوم سلطت "BBC" البريطانية الضوء على مشكلة عانين منها ممثلات الهند، اللاتي تعرضن للتحرش والابتزاز الجنسي مقابل الوقوف أمام الكاميرات وتحقيق حلم الشهرة.

"لمس جسدي كاملًا وعندما طلبت منه التوقف أخبرني إنني لا أصلح للتمثيل" بهذه الكلمات أوضحت إحدى الفتيات اللاتي سعين للشهرة منذ 6 سنوات، الظروف التي تعرضت لها، حتى تصل لحلمها.

سوجاثا (وهو اسم مستعار) التي اقنعت والدها عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها للتوجه من قريتها الصغيرة في الهند إلى بوليوود سعيا وراء الشهرة والثروة في مومباي.

وحسبما ذكرت "سوجاثا" لـ"BBC" فلم تجد صعوبة في التعرف على بعض الأشخاص الذين لم يبخلوا عليها بالنصيحة، إلى إن أول عرض تلقته من أحد وكلاء اختيار الممثلين الذي دعاها إلى شقته، قد دعاها لمنزله، وعقب ذهابها تحرش بها جسديًا. 

فتقول سوجاثا لـ"بي بي سي": "لمس كل جزء في جسمي كما يحلو له، وأدخل يده في ثيابي، وعندما طلبت منه أن يتوقف عن ذلك، أكد لي أنني لا أصلح للعمل بالسينما".

لم يتوقف الأمر عند تلك الشابة التي لم تستطيع التمسك بحلمها بسبب التحرش، فالأمر طال حتى محترفي التمثيل.

"أوشا جادهاف"  إحدى الممثلات الشابات التي تعمل في السينما الهندية منذ حوالي عشر سنوات، حصلت على جائزة الدولة للسينما، ولكن تلك الجائزة لم تعفيها من التعرض للمضايقات والتحرش الجنسي.

"نحن نمنحك شيئا تريدينه، وعليك أن تعطينا شيئا في المقابل" تلك الجملة التي طرأت على آذن "أوشا" عندما أرادت الدخول في عالم السينما، حسبما ذكرت في روايها لـ "BBC".

وأضافت الممثلة الشابة، إنها علمت إنه لا يمكن لها النجاح إلا ووافقت على تلك الممارسات، قائلة: "الممثلات الشابات لا يرون أمامهن خيارا آخر سوى الرضوخ لهذا الواقع" أكدت أنها رفضت جميع محاولات ابتزازها جنسيا، ما أدى إلى تعرضها لتهديدات من بعض المنتجين الذين هددها أحدهم بأنه لن يسمح لها بالمشاركة في فيلمه بعد رفضها محاولاته الجنسية معه.

وتابعت: "سيبني وهددني بأنني لن أحصل على أدوار جيدة، وأنني لن أحقق أي شيء جيد، وأنني لن أصمد طويلا بهذا الشكل".

وأشارت النجمة الهندية لـ"BBC" إلى أنها تأمل أن تشجع روايتها باقي الممثلات للانضمام إليها وإعلان ما تعرضن له من تجارب مشابهة.