أدانت محكمة أمريكية الممثل الكوميدي الشهير بيل كوسبي، 80 عامًا، بثلاثة اتهامات بارتكاب اعتداء جنسي، ما يعرضه لعقوبة السجن لمدة تصل إلى 10 سنوات عن كل تهمة في حالة إدانته.

واتهمت مدربة كرة السلة بجامعة تيمبل في فيلاديلفيا أندريا كونستاند، "كوسبي" في بداية المحاكمة بتخديرها والاعتداء الجنسي عليها في منزله عام 2004، عندما كانت في الثلاثين من عمرها.

وأقرت هيئة المحلفين، التي ضمت 7 رجال و5 نساء الاتهامات، وأدانت كوسبي بارتكاب الجرائم ما يضع نهاية للمحاكمة التي بدأت في 9 أبريل الجاري، فيما قال القاضي إنه لن يتم سجن كوسبي فعليا حتى يعلن هو العقوبة رسميًا، وفقًا لـ"بي بي سي".

وبعد صدور الإدانة، انفجر كوسبي في موجة من السباب تهجمًا على حكم المحلفين. وطالب ممثلو الادعاء برفض أي طلب الإفراج عنه بكفالة لحين صدور حكم القاضي بالعقوبة، فيما وجه المدعي العام بضرورة احتجاز المتهم لأنه "شخص لديه ثروة هائلة"، ويمكنه الفرار على متن طائرة خاصة، وهو ما جعل كوسبي ينفجر غاضبًا، قائلا إنه "ليس لديه طائرة".

وقالت ليلي برنارد، إحدى السيدات التي اتهمت كوسبي بعد خروجها من قاعة المحكمة: "أشعر أنني استعدت إيماني بالإنسانية".

وعبّرت المحامية جلوريا أبرد، عن سعادتها بإدانة كوسبي، قائلة: "سعداء جدا لأننا يمكننا القول أخيرا بأن هناك ثقة في النساء، ليس فقط من خلال هاشتاج #أنا_أيضا (للكشف عن جرائم الاعتداء الجنسي ضد النساء)، ولكن يتم تصديقهن أيضًا في قاعة المحكمة".

وفي نهاية إعادة محاكمة كوسبي، جاء حكم المحلفين بعد أن كانت هيئة محلفين سابقة قد فشلت في الوصول إلى قرار في يونيو 2017.

وفي بداية إعادة المحاكمة في ولاية بنسلفانيا تم الكشف عن أن كوسبي دفع للمدعية أندريا كونستاند، ما يقرب من 3.4 مليون دولار في إطار تسوية مدنية، عام 2006.

واشتهر كوسبي بدوره في المسلسل التليفزيوني "كوسبي شو" في الثمانينيات، وفاز من قبل بجائزة إيمي، لكنه واجه اتهامات على مدار 5 عقود منذ نحو 60 امرأة بالاعتداء الجنسي وسوء السلوك، ووصفته بعض النساء علنًا بأنه "مفترس جنسي".

وحضر بعض النساء اللاتي اتهمن كوسبي إلى قاعة المحكمة، وصرخن فرحًا عندما صدر قرار الإدانة، فيما أصر محامي كوسبي توم ميسيرو، على أن "المعركة لم تنته"، مضيفًا أنه يثق في براءة كوسبي وأنه "ينوي تقديم استئناف".

وكانت محاكمة كوسبي ضمن أولى محاكمات المشاهير التي جاءت على خلفية ضجة أثارتها الكثير من النساء حول تعرضهن لتحرش واعتداء جنسي من جانب مشاهير، ودشنوا حركة "أنا أيضا" على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع النساء على الحديث عما تعرضوا له من اعتداءات وتحرش جنسي.