رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

تفاصيل 8 أيام كشفت لغز العثور على "رأس تاجرة الذهب السودانية"

كتب: محمود الجارحى وجيهان عبد العزيز -

04:06 م | السبت 14 أبريل 2018

التاجر المتهم بقتل وتقطيع التاجرة السودانية

على مدار الـ8 أيام الماضية، كانت قضية العثور على "رأس بشرية لسيدة"، داخل صندوق قمامة في منطقة أول في التابعة لحي بولاق الدكرور، غرب محافظة الجيزة، والتي عرفت بعد ذلك بقضية قتل "تاجرة ذهب" تحمل الجنسية السودانية محل اهتمام ضباط إدارة البحث الجنائي بالمديرية.

ونظرا للشهرة التي أصابت القضية، التي تناولتها وسائل الإعلام بشكل مثير بعد العثور على أجزاء من جسد الضحية يوم السبت الماضي، كلف اللواء مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث من إدارة المباحث الجنائية بقطاع غرب الجيزة، لكشف ملابسات الواقعة، وبدأت رحلة البحث عن القاتلة، وتمكنت القوات من ضبطهم وكشف ملابسات الواقعة بعد 6 أيام من العثور على الأشلاء، فضلا عن ضبط الجواهرجي وابنه وابن شقيقته، المتهمين بقتل الضحية وتقطيع جسدها إلى أجزاء صغيرة، وإلقاءها في 8 مناطق متفرقة بالقاهرة والجيزة، بدافع سرقة مشغولات ذهبية بـ16 ألف جنيه، حسب ما جاء بأوراق القضية.

وضمت أورق القضية: "تحقيقات النيابة التي استغرقت 48 ساعة متواصلة، شملت اعترافات الثلاث متهمين ودور كل منهم، تمثيل للجريمة في 8 أماكن، وتحريات المباحث، وأقوال أحد أفراد الجالية السودانية في مصر، العاملين بفندق أبو سمبل بمنطقة العتبة"، تفاصيل كثيرة كشفت عنها كاميرات محلات الصاغة، حتى انتهت بإنهاء تلك القضية الكبرى.. جاءت التفاصيل كالتالي:

- 3 طعنات بعد 3 زيارة:

حسب ما جاء في تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، أن المتهم الرئيسي "هشام" جواهرجي (47 سنة)، اعترف في التحقيقات في الاتهامات المنسوبة إليه بالقتل العمد المرتبط بالسرقة، لـ"المجني عليها" عواطف حسن (48 سنة)، تحمل الجنسية السودانية، وقال تاجر الذهب في التحقيقات التي باشرها المستشار محمد خالد رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة: "أنا اللي قتلتها.. اللي حصل، الضحية كانت 3 مرة تجي ليا المحل، كانت بتجي على فترات، أول مرة من عدة شهور جت ليا وسألت على سعر الدولار، وبعدها بشهر جت تاني وباعت ليا غويشة وبعدين جت ليا يوم الجمعة اللي فاتت.. ودي كانت أخر زيارة ليا وليها في مصر.

يواصل الجوهرجي حديثه عن الجريمة في أثناء مثوله للتحقيق أمام محمد عمر، وكيل أول نيابة حوادث جنوب الجيزة، قائلا: "يوم السبت اللي فات، وبالتحديد الساعة كانت 9 بالليل، لقيت المجني عليها دخله المحل عندي، وسألتني على أسعار الذهب، وأنا رديت، عليها لأني كنت أعرفها كانت تالت مرة تجي ليا المحل،  وبعدين طلبت ليها مشروب عصير، وعرضت عليا اشتري منه كمية من المشغولات الذهبية عبارة عن 2 غويشة وـسورة وخاتم، وقلت ليها سعر معجبهاش، شتمتني، وقالت ليا أنت حرامي ونصاب كمان، والصوت كان عالي بينا، روحت قفلت باب المحل الزجاج، وبعدين خرجت سكين من درج المكتب وضربتها 3 طعنات في الصدر والرقبة، وقعت من على الكرسي جثة هامدة على سجادة المحل، طبعا محدش عرف بالخناقة، علشان كان معظم المحلات إجازة بمناسبة عيد الأقباط واحتفالات الربيع.

- قطعت جسدها في سرداب المحل:

يستكمل التاجر اعترافه بالجريمة في التحقيقات التي جرت تحت إشراف المستشار حاتم فاضل المحامي العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، قائلا: "وبعدين شربت سيجارة، وقلت اتصرف أزاي، مش هعرف أخرج بالجثة من المحل، المحل صغير، ناديت على ابني محمد 22 سنة طالب بكلية الحقوق، أصلا عندي 3 أولاد وبنتين ومحمد بيجي يوقف معايا في المحل، وناديت كمان على ابن أختي أحمد 15 سنة، بيجي المحل ينظف ويساعدني، أصل إحنا بنتاجر في الذهب من زمان، المحل ده بتاعنا أنا ورثته عن والدي الله يرحمه، وقلت خلاص لازم اتخلص من الجثة، طلبت من ابني يروح يشتري أكياس بلاستيك سوداء كبيرة، وطلبت من ابن اختي يراقب ليا الطريق، وأي حد يسأل عليا يقول مش موجود، وبعدين شيلت الخزينة بتاعت المحل وخلعت 3 بلطات، وشيلت الجثة ونزلت بيها السرداب، أصل زمان حصل هبوط أرضي في المنطقة، وبعدين الخزينة بتاعت المحل وقعت تحت الأرض، واتفقنا أن ده يكون مكان سري، وعملنا ترميم، ومحدش كان يعرف أن هنا سرداب غيري أنا وابني بس، وبعدين مسكت السكين وقطعت رقبتها في الأول وفصلتها عن جسمها، وقطعت الذرعين، وبعدين القدمين، وقطعت الظهر لجزئين، التقطيع استمر حوالي 3 ساعات، وكان محمد ابني جاب الأكياس، حطيت الأشلاء في 8 أكياس، وبدأت أول يوم رميت 4 أكياس فى منطقة المدابغ والمقابر بصلاح سالم، والجيارة بمحافظة القاهرة".

يضيف التاجر في اعترافاته: "تاني يوم بعد الساعة 11 بالليل، وكان يوم الأحد اللي فات الدنيا كانت هادية في المنطقة والمحلات مغلقة، روحت بعربيتي فتحت المحل ونزلت السرداب اخدت 4 شنط كمان، وحطتهم في شنطة العربية بتاعتي، الكلام للمتهم".

يتابع المتهم قائلا: "أنا عندي عربية ملاكي ماركة سكودا، وتحركت بالشنطة إلى منطقة المنشية واسفل الطريق الدائري وشارع فيصل، ورجعت على المحل وخليت ابن اختي نظف المحل بالكامل، وروحت بيعت الذهب بتاع الضحية ب16 ألف جنيه، لحد ما فوجئت بوصول قوات الشرطة في المحل وكأنه ثكنة عسكرية، والضباط بدأت تقول إن الكاميرات أكدت أن عواطف يقصد الضحية، جت عندك ومخرجتش يوم الجمعة اللي فاتت، بصراحة أنا عرفت أن الموضوع اكشف، وأنا لسه هتكلم، لقيت ضابط كبير حضر وكل الضباط وقفت انتباه، بيقول له هو ده يا باشا هشام اللي قتل عواطف وقطعها يا فندم، وعرفت من الضابط اللي كان واقف جنبي أن ده اللواء إبراهيم الديب مدير مباحث الجيزة، واعترفت بكل حاجة، مكنش فيه مفر، القضية كانت اتكشفت.

- تمثيل الجريمة في 8 أماكن بالقاهرة والجيزة:

وحسبما جاء في التحقيقات، أنه عقب الانتهاء من مناقشة المتهم بقتل وتقطيع جسد تاجرة سودانية بدافع السرقة، ناقشت النيابة ابن المتهم وابن شقيقته، وتم اقتياد الثلاثة فجر أمس، إلى مسرح الجريمة، وسجلت النيابة اعترافات للمتهم وابنه وابن شقيقته عن كيفية ارتكاب الجريمة، انتقلت النيابة بحصبة المتهمين تحت حراسة أمنية مشددة، تحت قيادة المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت معاون المباحث، والرائد أيمن السكوري، معاون المباحث، إلى 8 مناطق في القاهرة والجيزة لتمثيل الجريمة وهي جزء خاص بالتخلص من الجثة، وعثرت القوات على بقايا لحوم لجسد الضحية في السرداب وفوطة عليها آثار دماء، وعظام في منطقة المقابر بصلاح سالم".

أرملة تمارس نشاط التجارة في الذهب واللحوم: جاء في تحريات المباحث التي جرت بمعرفة فريق من ضباط البحث الجنائي بالجيزة، تحت قيادة اللواء محمد عبدالتواب مدير المباحث الجنائية، والعقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت وكيل فرقة الغرب، والمقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور، والرائد طارق مدحت معاون المباحث، والرائد أيمن السكوري، معاون المباحث: "المجني عليها تحمل الجنسية السودانية، أرملة، لديها ابنه واحدة، ومقيمة في السودان، وكانت تزور مصر كل فترة منذ 15 عامًا، لممارسة نشاط بيع الذهب واللحوم، وأن الضحية "تقيم في فندق بمنطقة العتبة، وتحجز سريرًا بـ35 جنيها في الليلة، وأن رحلة إقامتها في القاهرة قبل مقتلها 5 أيام"، وأنها على علاقة بتاجر ذهب في منطقة الصاغة منذ عدة سنوات وتحضر له كل فترة لبيع الذهب، ولحوم، وشراء بالمبالغ المالية التي تتحصل عليها من البيع شراء أجهزة كهربائية، ومدة رحلتها لا تتجاوز الـ5 أيام في كل مرة".

- أمين الصاغة:

انتقلت "الوطن" إلى مسرح الجريمة "محل لبيع المشغولات الذهبية"، المحل الذي شهد الجريمة، يحمل لفتة "أمين الصاغة"، مغلق وعليه حراسة أمنية مشددة  من قبل قوات الشرطة، بقرار من النيابة العامة التي تباشر التحقيق في الواقعة، أصحاب المحلات الموجودين في منطقة الصاغة المجاورين للمحل الذي شهد الحادث، لم يتحدثوا سوى بكلمات "إحنا منعرفش حاجة عن صاحب المحل، هو راجل في حاله، وفوجئنا بالشرطة، وجريمة القتل اللي حصلت، والقضية بتحقق في النيابة".

ولم تتمكن الوطن من الحديث مع محامي المتهمين نظرا لانشغاله بحضور جلسة تجديد حبسهم.

- حبس 15 يوما:

جددت نيابة حوادث جنوب الجيزة، حبس المتهمين الثلاثة المتورطين بقتل تاجرة الذهب واللحوم التي تحمل الجنسية السودانية لمدة 15 يوما، ووجهت النيابة تهمة القتل العمد المرتبطة بالسرقة للمتهم الأول، والثاني والثالث، تهمة التستر وإخفاء جريمة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، واستعجلت تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليها، تمهيدا لإحالة المتهمين للمحاكمة الجنائية العاجلة أمام الجنايات.  

وحاولت "الوطن" التواصل مع أحد من أفراد الجالية السودانية في مصر، أو أحد من أسرتها، لكن لم تتمكن.