تصيب الهلاوس السمعية عددا من المرضى النفسيين، خاصة مرضى الانفصام أو بعض المصابين بالأمراض العضوية كورم في المخ، ويمكن أن تؤثر الهلاوس على أصحابها بالسلب وتعرضهم للأذى، حيث يتخيل البعض أنها عبارة عن أوامر من العالم الخارجي أو من أشخاص ليس لهم وجود يتحدوث معهم، والبعض يظنها رسائل إلهية.

حدث ذلك مع سارة، امرأة أربعينية، توجهت إلى عيادة نفسية في برن بسويسرا وعلى صدرها أثر لطعنات غائرة، وعندما سألها الأطباء عن ذلك قالت إنها "لتنفيذ أوامر من الله".

وقال الدكتور سيباستيان وولتر، لـ"بي بي سي فيوتشر"، إن سارة كانت تسمع أصواتا كل دقيقة تقريبا وتستمر تلك الأصوات في الحديث إليها ربما لساعات، وكانت ترى أن تلك الأصوات "إلهية" وتبعث فيها "بهجة مستمرة"، رغم أن تلك الأصوات كانت تأمرها بأمورخطيرة .

وأظهرت الفحوصات الطبية أن "سارة مصابة بورم حميد بمنطقة حاسسة للغاية، ما أثر سلبا على الشبكات العصبية المتعلقة بتحليل الصوت، وسماعها أصواتا تتوهم بأنها أوامر إلهية يعود إلى ماضيها، لأنها منذ أن كانت في الثالث عشر من عمرها وهي مولعة بالأصولية الدينية"، ورجح الدكتور وولتر بأن يكون المرض موجود منذ فنرة المراهقة أي منذ بداية ولعها بالأصولية الدينية.

وتعتبر حالة سارة غير مألوفة، لأن الورم ينمو ببطء، ما يؤدي إلى ظهور الأعراض عليها من حين لآخر مع تغير حجم الورم يضغط على "المهاد"، ويؤدي إلى سمعها الأصوات مرة أخرى.

وتتعايش سارة مع المرض وأدركت أن تلك الأصوات ناتجة عن الورم، وكيف تتعامل معها عند عودتها.