رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

ادّعوا إصابتها بالإيدز.. "منار" هربت من نظرات جيرانها وقهر زوجها للانتحار

كتب: إسراء جودة -

09:05 م | الأربعاء 13 ديسمبر 2017

المنزل الذي تسكن فيه المنتحرة

كفوف من دماء الأضاحي على حوائط عقار قديم مكون من خمسة طوابق في شارع ضيق بحي بولاق الدكرور، ميزته عن بقية المنازل المجاورة، تجدد مشهد الدماء المتناثرة بالعقار ذاته مع السيدة العشرينية، التي لم تجد مفرًا من التغلب على أزماتها العائلية والنفسية والصحية سوى "الانتحار".

سقوط سريع من الطابق الخامس جعل جسد "منار" مستقرًا على الأرض الملطخة بدمائها، في منتصف ليل الأحد الماضي، أذهل الكثير من قاطني المنازل المجاورة بشارع ناصر، ليظل جثمانها كما هو بين المارة حتى الخامسة فجرًا.

 

وروى عدد من ساكني العقار، لـ"هن"، تفاصيل ما حدث قبل دقائق من انتحار "منار"، حيث تعالت الأصوات في شقتها السكنية، معلنة عن خلاف نشب بينها وزوجها وحماتها الذين جاءوا لأخذ ابنها الأكبر "إبراهيم"، ذو الـ3 أعوام، معهم عقب أخذهم طفلتها الرضيعة فور ولادتها منذ 6 أشهر، لتطالب الأم المتوفية بالاحتفاظ بابنها وسط رفض زوجها وحماتها، اللذين تركاها وحدها لتواجه مصيرها المحتوم.

ضغوط اجتماعية وأسرية وصحية أخرى واجهتها "منار"، صاحبة الـ24 عامًا، حيث تسبب إدمان زوجها "وليد" للمواد المخدرة في إصابته بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، وانتقاله لها عن طريقه، وهو ما علمه مالك العقار وطالبهم بالرحيل، حسبما أفادت جارتها في الشقة المجاورة "أم مصطفى"، وما نفاه شقيقها "أحمد".

حالة مادية متعثرة عانت منها السيدة المتوفية، حيث اعتادت التأخر على دفع الإيجار الشهري للشقة، وداومت على شراء مستلزماتها الأساسية من البقالة الملحقة بالعقار بالسلف، حسبما أوضحت صاحبة المحل، التي رفضت ذكر اسمها.

وأوضحت جارتها "أم جنة"، أن منار وزوجها استأجرا شقتهما بالعقار منذ 6 أشهر، وسرعان ما اكتشف السكان الخلافات الدائرة بينهما، مضيفة أنها كانت تعمل خادمة في المنازل للإنفاق على نفسها ونجلها، خاصة مع إدمان الزوج للمواد المخدرة وتعدّيه الدائم عليها.

سرادق عزاء بشارع أحمد يوسف، حيث تقطن عائلة "منار"، تقدمه شقيقها الأكبر "أحمد" وزوج والدتها "ناصر"، اللذان رفضا الحديث مع والدتها، قائلين إنها لم تستطع تحمل الصدمة بعد اكتشافها انتحار ابنتها الذي أخفوه عنها في البداية.

مكالمة هاتفية من أحد أفراد أسرة "منار" بشقيقها الأكبر في عمله بمدينة العين السخنة، أخفى فيها حقيقة انتحارها، ولكن أخبره بحجزها بأحد المستشفيات لسوء حالتها الصحية، ليجد شقيقته قد فارقت الحياة عند وصوله.

بملامح انطبعت عليها مشاعر الأسى والفقدان، كشف "أحمد" عن حجم الضغوط التي تعرضت لها شقيقته رغم صغر سنها، قائلًا: "تعبت في حياتها وكانت بتصرف على جوزها وفي وقت علاجه في مصحة علاج الإدمان عاشت مع أهله 6 شهور، اتعاملوا معاها فيهم كأنها خدامة.. شافت قهر وغلب كتير".

الكلمات الدالة