رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

"الوطن" تنشر نتائج مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة السمنة الـ13

كتب: هدى رشوان -

04:20 ص | الأربعاء 11 أكتوبر 2017

جراحة السمنة

كشف مؤتمر الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة بالاشتراك مع مؤتمر الرابطة العربية لجراحات السمنة الأول، عن عدة أمور بينها:

إهمال علاج الارتجاع المريئي بسبب عمليات تكميم المعدة يصيب بالسرطان 30 ألف حالة جراحة سمنة مفرطة بمصر سنويا، وإجراء تعديل على تحويل المعدة يزيد فرص نجاحها.

‫كشف مؤتمر الجمعية المصرية لجراحة السمنة الثالث عشر والذى يعقد بالاشتراك مع المؤتمر الأول للجمعية العربية لجراحات السمنة عن نتائج بحثين علميين تؤكد أن جراحات تكميم المعدة قد تؤدى إلى تغيرات ما قبل السرطان بالمريء، ما يعرف بـ"مريء باريتس" وهي حالة تحدث نتيجة التهابات وارتجاع المريء المزمن وإذا تركت بدون علاج فقد يحدث التغيير إلى سرطان المريء.‬

وأوضح الدكتور خالد جودت أستاذ الجراحة بطب عين شمس مؤسس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة والرئيس الفخرى لها ورئيس المؤتمر ورئيس الرابطة العربية لجراحات السمنة المفرطة، أن البحثين الجديدين بحثا نسبة إصابة مرضى تكميم المعدة بمريء باريتس بعد عدة سنوات من الجراحه، مشيرا إلى أن البحث الأول نشره الباحث جينكو من إيطاليا في أبريل 2017 وأثبت من خلاله أنه بعد 5 سنوات من تكميم أو قص المعدة أصيب 17.2% من المرضى بمريء باريتس، وأن 74% أصيبوا بارتجاع المريء.

أما البحث الثاني من النمسا ونشره في يوليو 2017 الدكتور براجار من فيينا وفيه أثبت أنه بعد 5 سنوات من التكميم أصيب 15% بحالة مريء باريت، وأصيب 45% بفتق بالحجاب الحاجز‬، وفي النهاية حذر البحثان من المضاعفات البعيدة المدي للتكميم أو قص المعدة.‬

على صعيد آخر أشار الدكتور خالد جودت إلى أن مؤتمر الجمعية الـ13 والمنعقد اليوم يتميز بوجود حضور مكثف من جميع البلدان العربية، حيث يشارك فيه أكثر من 25 خبيرا من السعودية، والإمارات، والبحرين، واليونان، وعمان، كما يشارك في المؤتمر الجراحون العالميون في جراحات السمنة مثل البروفوسير سيكوبيناروا من إيطاليا، والبروفوسير شيفالية من فرنسا، والبروفوسير ناروريا من الهند، والدكتور واجينج من الصين، ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 جراح من مختلف دول العالم.

ولفت جودت إلى أنه يشمل دورات تدريبية للجراحين، وسيتم نقل حي مباشر للعديد من جراحات السمنة يوم الجمعة 13 أكتوبر، كما أن جلسات المؤتمر تقدم حوالي 140 بحثا جديدا في مجال جراحات السمنة.

وفي بشرى جديدة لمرضة السمنة المنفرطة أوضح الدكتور خالد جودت أنه تم إدخال تعديلات على عملية تحويل المعدة في ابتكار جديد لمنع عودة المعدة للتمدد ومن ثم زيادة الوزن مرة أخرى بطريقة تحويل المعدة المعدل والذي جمع بين طريقه الدكتور فوبي من كاليفورنيا لتحويط معدة التحويل خارجيا، وطريقة الدكتور سابالا من ميتشيجان والذي يستعمل الجيب الصغير جدا المايكرو لتحسين النتائج، وقدم نتائج الجمع بين الطريقتين في تحويل المعدة لإعطاء أفضل نتائج لنزول الوزن على المدى القريب والبعيد لمرضى السمنة المفرطة خلال جلسات المؤتمر.

ولفت جودت إلى أن مصر تشهد إجراء 30 ألف جراحة سمنة مفرطة سنويا، وأوضح الدكتور أن تطورات كثيرة خلال الـ50 عاما الماضية شهدتها جراحات السمنة، وأصبح هناك أنواع كثيرة لها، من بينها تدبيس المعدة، وقص وتكميم المعدة، وتحويل المعدة.

وتتفاوت تلك الجراحات في نسب النجاح والفشل، ونظرا لأنه بعد عدة سنوات من الجراحة ينتهي العديد من المرضى بالعودة لزيادة الوزن مرة أخرى، حيث سجلت إحصاءات الولايات المتحدة زيادة عدد حالات إعادة الجراحة بسبب الجراحات الفاشلة بنسبة 300% ، ما يضطر المريض للجوء إلى الجراحة مرة أخرى، لذا يركز المؤتمر هذا العام على الجديد لتجنب فشل جراحات زيادة الوزن سواء بسبب نوع الجراحة، أو بسبب عدم مهارة الطبيب القائم عليها.

وكذلك طرق إعادة الجراحة لعلاج فشل الجراحة الأولى، وأضاف أن جراحات تحويل مسار المعدة أحتلت المركز الأول لعلاج السكر عام 2017، نظرا لقدرتها شفاء الأمراض المصاحبة للسمنة المفرطة وعلى رأسها مرض السكر بنسبة 80% شفاء تام، ما يجنب المرضى المضاعفات الخطيرة المحتملة للمرض ومن بينها الفشل الكلوي، وغرغرينا القدم السكرية والسكتات الدماغية وجلطات المخ والقلب.

وأضاف أن عدد المصابين بمرض السكر بلغ قرابة 422 مليونا حول العالم، حسبما أظهرته دراسة صحية وعلمية، كما أن عدد البالغين المصابين بالمرض في العالم زاد 4 أضعاف ما كان عليه قبل 40 عاما، بينما تتوقع منظمة الصحة العالمية بأن يصبح داء السكر سابع عامل مسبب للوفاة في عام 2030.

ولهذه الأهمية فقد أفرد المؤتمر أحد أهم جلساته لأبحاث العلاج الجراحي للسكر ورأس هذه الجلسة الأستاذ دكتور محيي البنا أستاذ جراحات السمنة بطب عين شمس وكشف جودت عن عدم فهم الجراحين لطريقه عمل الجراحة التي أجروها وراء عودة المريض لزيادة الوزن بعد عدة سنوات، وزادت شعبية جراحة تكميم المعدة عند عدد كبير من الجراحين نظرا لسهولة إجرائها وليس لحسن نتائجها.

وأكد أن هناك تصورا خاطئا عند بعض المرضى أن تحويل المعدة تكون مصحوبة بالقيئ وهذا غير صحيح مشيرا إلى أن تناول الطعام بعدها مريح وبدون قىء.

كذلك يظن الناس أن تحويل المعدة تكون مصحوبة بالإسهال وعدم الامتصاص وهذا أيضا غير صحيح حيث إن المريض يمتص كل الغذاء والسعرات التي يأخذها عدا بعض الفيتامينات والتي يقل امتصاصها ولذلك نأخذ الفيتامينات بالفم بعد الجراحة، أيضا يظن الناس أن تحويل المعدة لا يمكن إلغاؤها مثل تكميم المعدة.

إلا أن هذا أيضا غير صحيح حيث إن تحويل المعدة يمكن إلغاؤها بالكامل حيث لا يوجد قص او استئصال للمعدة فيها.

وقدم المؤتمر محاضرة عن طرق إلغاء جراحات المعدة المختلفة بالمنظار حتى لو كانت الجراحة الأولى تمت بالجراحة والجدير بالذكر أن تكميم أو قص المعدة هي الجراحة الوحيدة للسمنة التي لا يمكن إلغاؤها حيث يتم خلالها استئصال أو قص 90% من المعدة.

أضاف أن هناك إضافات عديدة لجراحة تحويل المعدة لجعلها أكثر فاعلية وبدون العودة لزيادة الوزن مرة أخرى، ومن ذلك إجراء التحويل على معدة صغيرة جدا ومنها تحويط هذه المعدة لمنع تمددها وزيادة الوزن بعد ذلك، وترتب على ذلك رفع نسب النجاح في النزول بالوزن في أكثر من 90% من الحالات.

وعن الترهلات التي تصيب الجسم أثناء انخفاض الوزن أعلن الدكتور جودت عن تكنيك جديد يتم اتباعه من خلال إجراء شد الجسم كله في جلسة واحدة بدلا من إجرائها على مراحل وجراحات متعددة.

وأوضح الدكتور علاء عباس أستاذ جراحة الجهاز الهضمي والمناظير بطب عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لجراحات السمنة المفرطة، أن هناك طرقا عديدة لعلاج فشل تكميم أو قص المعدة وشرح خبرة طب عين شمس في تعديل جراحة التكميم إلى جراحة سادي لتقليل امتصاص الغذاء.

وأشار إلى أن أسباب الانتشار الواسع لجراحات تحويل مسار المعدة تعود إلى تمتعها بـ4 مميزات رئيسية وهي الفعالية العالية في إنقاص الوزن ونجاحها المتميز في مرحلة تثبيت الوزن ودرجة الأمان العالية وقدرتها على الشفاء من الأمراض المصاحبة للسمنة كارتفاع مستوى السكر بالدم وارتفاع ضغط الدم ومشاكل العمود الفقري والمفاصل وتوقف التنفس المفاجئ أثناء النوم.

كذلك تحدث عن استعمال جراحة سادي الإسبانية لعلاج مرض السكر. وأضاف ان جراحة تحويل المعدة تجرى عادة للمرضى المصابين بالسمنة المفرطة وهي تحقق نتائج جيدة في هذا المجال وقد لوحظ أن المرضى الذين أجريت لهم هذه الجراحة من المصابين بالسكر تحسن لديهم مستوى السكر بالدم بشكل ملحوظ وكان الاعتقاد السائد أن تحسن مستوى السكر بالدم مرجعه أساسا انخفاض الوزن.

حيث إنه من المعروف طبيا أن مستوى السكر بالدم في مرضى النوع الثاني من السكر (وهم يشكلون أكثر من 95% من مرضى السكر) له علاقة مباشرة طردية بوزن المريض ولكن اللافت للنظر أن الأبحاث الحديثة أثبتت أن هذا التحسن يسبق انخفاض الوزن إذ يبدأ التحسن في مستوى السكر بعد مرور أقل من أسبوع على الجراحة.

وأشار إلى أن جراحة تحويل المعدة سلطت الضوء على دور الأمعاء في الإصابة بمرض السكر حيث تفرز الأمعاء مجموعة كبيرة من الهرمونات التي تؤثر في مستوى الإنسولين بالدم وبالتالي مستوى السكر بالدم وتقوم جراحة تحويل المعدة على نقل الطعام من المعدة إلى النصف الثاني من الأمعاء مباشرة وتجنب مروره بالجزيء الأول من الأمعاء ويؤدي هذا إلى الرفع من مستويات الهرمونات المحفزة للإنسولين والتي تفرز من النصف الثاني من الأمعاء، وفي ذات الوقت يقلل الهرمونات المضادة للإنسولين التي تفرز من بداية الأمعاء الدقيقة، وتحتاج لمرور الطعام عليها لكي تفرز.

من جانبه قال الدكتور محيي البنا أستاذ جراحة السمنة بطب عين شمس، سكرتير عام الجمعية المصرية لجراحة السمنة، إنه عقد ورشة عمل تدريبية على جراحات السمنة للأطباء الشبان كمقدمة لصياغة برنامج تدريبي متكامل لجراحات السمنة للأطباء الشبان.

وقال الدكتور عصام عبدالجليل استشاري الجراحة بمستشفى أحمد ماهر، إن جراحات السمنة تطورت جدا في مصر في العشرين عاما الأخيرة، وأشار إلى أن التدريب الجراحي الكافي مهم جدا لتوفير عوامل الأمان في هذه الجراحات.

ومن فرنسا، علق الدكتور جان مارك شيفالير على نتائج تحويل مسار المعدة المصغر وقال صحيح إنها طريقة أسهل في إجرائها عن تحويل المعدة العادي إلا أنها ما زالت في طور التجارب والتعديل لتحسين نتائجها وإقلال مضاعفاتها.

ومن السعودية تحدث الدكتور وليد بخاري رائد جراحات السمنة الفرطة منذ أكثر من عشرين عاما عن خبرته بجراحات السمنة على مدى 20 عاما، أوضح خلالها مضاعفات تكميم المعدة وأسلوبه الخاص لإجرائها حيث إنه ابتكر أسلوبا جراحيا لإجرائها في وقت أقل مع مضاعفات أقل مع تثبيت المعدة حتى لا يحدث لها دوران بعد الجراحة.

وتحدثت محاضراته عن طرق علاج المضاعفات في جراحات السمنة بالمنظار. وتحدث الدكتور هاني شهاب من جامعه القاهرة عن دور المناظير في علاج التسريب بعد هذه الجراحات وأوضح أن مناظير الجهاز الهضمي تلعب دورا كبيرا حيث يمكن رتق التسريب باستعمال دبابيس خاصة ويمكن تركيب دعامات تساعد على التئام التسريب بدون تأثير على الجسم، كذلك أعطى محاضرة عن الأساليب الجديدة في علاج السمنة المفرطة بمنظار الجهاز الهضمي.