رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

هو

الشيخ محمود.. جمع بين العزف وقراءة القرآن: "طبقت الموسيقى في الأداء"

كتب: نرمين عصام الدين -

10:43 ص | السبت 16 سبتمبر 2017

الشيخ محمود

يرشده أحد أبناءه بالطريق إلى المكان الذي ارتبط به، بعد أن يهندم جلبابه، الأبيض، مرتديًا نظارة سوداء عريضة، ممسكًا بـسبحة، ذاكرًا الخالق ذهابًا وإيابًا، حتى يجلس الشيخ محمود حافظ، على كرسي بقهوة المشايخ، بحي بحري، بالإسكندرية.

فقد بصره في عمر 3 سنوات، بعد إصابته في عينيه، لكن الأسرة لم تتعرف على السبب، ولم تعالج فقدان نظر الطفل الأصغر بين أخواته: "سافرنا الريف ولما رجعت إسكندرية كان نظري راح".

التحق بمدرسة المكفوفين: "اتعلمت القرآن، والعزف على العود، وطريقة برايل، وكنت بتردد على الكُتّاب، حتى التحقت بالمعهد الأزهري، والمهنة خدتنا، وعملت كمقيم شعائر لوزارة الأوقاف".

تفرغ للقراءة منذ التحاقه بالمعهد، حتى قبل 5 سنوات: "سيبت القراءة لأن الناس اللي دخلوا المهنة بعدنا من الشباب، بيشتغل بطريقة متبعجبناش، ومش بطريقتنا".

لا يحفظوا القرآن بالطريقة، كمان نحن كنا عليها، سبباً جعله يترك المهنة: "زي منوال الأغاني اللي موجودة الأول، وما يذاع دلوقتي"، حسبما يوضح لـ"الوطن".

وظف ما تعلمه من دروس الموسيقى في أداء القراءات القرآنية، حتى كان لو نصيبا من بين الموسيقيين: "كل الموسيقيين في إسكندرية كانوا يعرفوني، أشهرهم الموسيقار جلال حرب، وكان عضو لجنة الاستماع بإذاعة إسكندرية، وعرفته من خلالها".

قراءة القرآن بها فن من نوع آخر، وهو فن الأداء من أحكام القراءة والموسيقى، على أن يغلب الجزء العلمي به، أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، محمد رفعت، البهتيمي: "قليل من يجيد من المشايخ إدخال الفنون الموسيقية في الأداء".

يشير حافظ إلى الشيخ حمزة الحلواني الذي نشأ بالمنطقة، وشهرته بأداء الموشحات، وتسجيلاته الموسيقية الشهيرة: "كل شخص بين الأهالي يعتقد به وأنه الأحسن".

يتردد على القهوة منذ الصغر، ليلتقي بأصحابه من المشايخ: "كانت القهوة توفر مكان مخصص للمشايخ والمقرئين، مقسم على صفين، ودلوقتي الشيخ قليل أوي ما يفكر يقعد أو يتسامر، وبنتقابل بها مصادفة".

"اللي بيموت مش بييجي زيه، ومحدش بيحفظ قرآن دلوقتي"، أسباب وصف بها اختفاء تردد الشيوخ أو الشباب، من القهوة، متابعا أن أهالي الحي كانوا من مرتاديها لأخذ النفع، والنصيحة من أصحاب القرآن في أمور حياتهم، ومساءلهم الجدلية.

التسلية، وتبادل التحيات، والمناقشات، أشكال كثيرة، ذكرها الشيخ بكيفية قضاء المقرئين أوقاتهم بالقهوة، منبها أنهم ليس يجتمعوا لقراءة القرآن أو ترتيل الآيات بها.

فنانو المنطقة كانوا يستدعوا المقرئين في مناسبات مختلفة، واستطاعوا التمييز بينهم في من يحافظ على الأداء النغمي أثناء القراءة: "حمامة العطار مؤسس قهوة الفنانين كان يعرفني وبيسلم علي، وكانوا بينظروا لينا إننا فنانين زيهم".

سبب ساعد على ظهور القارئات من منطقة بحري، وانتشارهن كان في خمسينات القرن الماضي، أمثال الشيخة أم السعد، فاطمة النقلي، فتحية، زبيدة، وهو قيام العزاء في أثناء النهار، وغروب الشمس، متابعا: "العزاء باليل كان للرجال، والصبح كان للستات، وكل ده مش موجود دلوقتي".

ويذكر الشيخ حافظ، السيدة حكمت شحاته القارئة، التي ذاع صيتها في المنطقة، في طفولته: "كنت بسمعها بشغف، وصوتها يسحر، ووعيت لجمال الصوت".

يتذكرها حافظ بافتتاح إحدى المقاهي، بجوار بيته، وانتشار صوتها في أرجاء المكان: "كانت بتقرأ، وتحيي الليالي مع الرجال بالقرآن، وبيستدعوها الناس في كل المناسبات وافتتاح المحال التجارية".

الشيخ السبعيني، جد لـ7 أحفاد، لابن وابنة: "أنا بحفظ أحفادي القرآن زي ما حفظتها، وبلاقي تعديل من مُدرسّة الدين على الطريقة اللي بتشوفها قديمة".

"دلوقتي إذا كان مفيش مقرئين، هيبقى فيه مقرئات، وعليه العوض من سنين"، جملة اختتم بها، مشيراً إلى شعوره بالرضا بتأدية رسالته، وعمله بالقراءة لأكثر من60عاما.

الكلمات الدالة