صفحات إلكترونية عدة، تحمل جدرانها المشكلات الزوجية، التي تستفز رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للتعليق عليها، بالمهاجمة أو بتقديم النصائح أو السخرية، ما أدى لرواج ذلك النمط من المشكلات على "سوشيال ميديا".  

أنماط مختلفة من الشخصيات تظهر للتعليق على المشكلات الزوجية، أهمها "حمامة سلام" الساعية لإيجاد حلول مسالمة، و"خراب البيوت" الهجومي الساعي لإنهاء الأزمات بالانفصال.

"هن" استطلعت رأي ناشطات "فيسبوك" حول ما إذا كانت "سوشيال ميديا" تُساعد في حل هذا النوع من المشكلات، وتحكي سلمى محمد: "أنا من الستات اللي بيوتها اتخربت بسبب النت"، فبعد أن كتبت إحدى المشكلات التي واجهتها مع زوجها، تفاجئت بإرسال إحدى السيدات "اسكرين شوت" لزوجها، ليقرر طلاقها، معتبرا أن ما فعلته "فضح لأسرار المنزل". 

وتقول لمياء حمدي إنه لا يمكن معرفة أفضل السبل لحل تلك المشكلات من خلال قراءة وجهة نظر طرف واحد على "فيسبوك"، و"الآراء اللي اتتقال هتبوظ الدنيا أكتر"، لأنه مبنى على معلومات مجتزئة، لا تسمح بتكوين تصور كامل عن المشكلة.

تؤكد إحدى المسؤولات عن إدارة صفحة مختصة بشؤون المرأة "فيسبوك"، رفضت ذكر اسمها، أنها حولت اهتمام منصتها على "فيسبوك" من "حل المشكلات الزوجية" إلى الموضة وصحة المرأة ووصفات الأطعمة، بعد فشلها في تحقيق هدف الصفحة في إيجاد بيئة آمنة للسيدات في "الفضفضة" وحل مشكلات السيدات، خاصة صحابات الخبرات المحدودة بالحياة، والآتي لا تمتلك أصدقاء أو أقارب تشاركهم مشكلاتها، ولكن الأمر تحول إلى ساحة لـ"الخناقات والشتايم ونقل الكلام"، ما دفعني للخوف من "إني أشيل ذنب كل ده" .

وتوضح مروة مصطفى، استشاري الصحة النفسية للطفل والأسرة، أن صفحات التواصل الاجتماعي تضم كل الأشخاص باختلافاتهم الفكرية والثقافية والتعليمية بالإدلاء بآرائهم، وهذا لا يتناسب مع طبيعة المشكلات الأسرية، التي يجب فيها الرجوع لأهل العلم المتخصصين، وهو الأمر الذي تفتقده نصائح رواد "سوشيال ميديا"، حيث يتسم أغلبه بعدم تأهله أكاديميا أو امتلاكه خبرات حقيقة تؤهله لإفادة أصحاب المشكلات الزوجية.