بوجه شديد البياض وعيون خضراء وشعر كثيف يتفرد به عن أقرانه، يقف الأسد ذو الأصل الباكستاني في عرينة متباهيا بوسامته المفرطة، التي تميزه عن أقرانه، حتى أن زوار حديقة حيوان الجيزة والعاملون بها أطلقوا عليه حسين فهمي، تيمنا بالفنان السينمائي الشهير.

وكان قد قدم "حسين فهمي" من دولة باكستان ليستقر في عرينه بحديقة حيوانات الجيزة برفقة زوجته "سعدية" ذات الأصول الإفريقية، إلا أنه بالرغم من اختلاف الأصول والأشكال فقد جمعتهم حياة زوجية هادئة، فـ"حسين فهمي" البالغ من العمر 12 عاماً، لا يكف عن مداعبة زوجته وتدليلها على عكس باقي الأسود بالحديقة دائمة الخمول والنوم والكسل، كما تقوم سعدية بمبادلته الحب والتودد له بشكل دائم.

ويقول حارسه أن الأنثى في حياة الأسد تعطيه إحساس بالنشاط وبالرغم من شدته وجبروته وهيبته يصبح طفل صغير معها ويعاملها برفق وحنيه، لافتا إلى أن حسين فهمي، يتميز عن غيره من حيوانات الحديقة بالقدرة على الرؤية ليلاً ستة أضعاف رؤية الإنسان، ويستطيع سحب فريسة ثلاثة أضعاف وزنه ويرفعة على شجرة ارتفاعها 6 أمتار حيث يبلغ طول العمود الفقري لديه 6 أمتار.

لم يكن وجود الأسود البيضاء مؤكدًا حتى أواخر القرن العشرين، فلمئات السنين السابقة، كان يُعتقد أن قصة وجودها وكل ما وصل عنها من أخبار ومعلومات ليس سوى أساطير تدور في جنوب أفريقيا، ووردت أولى التقارير التي تفيد برؤية هذه الحيوانات في أوائل القرن العشرين في عام 1928، وذكر بعض الأشخاص أنهم شاهدوا أُسُوداً بيضاء عام 1940 و 1959، إلى أن عُثر على أشبال بيضاء في محمية بجنوب افريقيا عام 1975.عدد الأسود البيض غير معروف ولكن عددها في حدائق الحيوانات بلغ عام 2004 كان 30 أسداً فقط.

تعيش معظم الأسود البرية المتبقية اليوم في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وكان موطن الأسود شاسعا جدا في السابق، حيث كانت تتواجد في شمال إفريقيا، الشرق الأوسط، وآسيا الغربية، حيث انقرضت منذ بضعة قرون فقط، وحتى بداية العصر الحديث، كانت الأسود تُعتبر أكثر ثدييات اليابسة الكبرى انتشارا بعد الإنسان، حيث كانت توجد في معظم أنحاء إفريقيا، والكثير من أنحاء أوراسيا من أوروبا الغربية وصولا إلى الهند، وفي الأمريكيتين، من يوكون حتى البيرو.