رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

"فتيات تشيبوك" المحررات يعدن إلى جماعة بوكو حرام "طواعية"

كتب: وكالات -

10:45 ص | الخميس 27 يوليو 2017

صورة أرشيفية

ضمن سلسلة من التقارير الواردة من عدد من الصحفيين في أفريقيا، تبحث الكاتبة دوبي تريسيا نوباني في الأسباب التي دفعت بعض النيجيريات إلى العودة إلى الإسلاميين المتشددين الذين اختطفوهن في وقت سابق.

وحسبما ذكرت "بي بي سي"، عندما ذكرت تقارير إعلامية أن بعضا من طالبات تشيبوك، اللواتي اختطفتهن جماعة بوكو حرام عام 2014، قد رفضن العودة إلى منازلهن ضمن دفعة من 82 طالبة محررة في مايو، شعر كثيرون أنه من الصعب تصديق الأمر.

ولم يكن حتى نشر فيديو "بوكو حرام"، الذي أظهر بعض الفتيات وهم يرتدين الحجاب ويمسكن بأسلحة كلاشينكوف، والذي يقول إنهن كن سعداء في حياتهن الجديدة، كافيا لإقناع الناس، إذ قال بعضهم: "لابد وأنهن أُجبرن على ذلك."

وقال آخرون: "ربما يعانين من متلازمة ستوكهولم (ظاهرة نفسية تدفع الفرد للتعاطف مع عدوه). فما هي الأسباب التي يمكنها تفسير اختيار أي فتاة أو امراة البقاء مع رجال مروعين كهؤلاء؟

ومع ذلك، ترغب بعض السيدات اللواتي حررهن الجيش النيجيري من الأسر في العودة إلى بوكو حرام، في غابة سامبيسا شمال شرقي البلاد، للعيش مع هؤلاء الرجال المتطرفين.

"حياة حالمة"

وفي يناير، قابلتُ عائشة يريما، 25 عاما. كانت بوكو حرام قد اختطفتها منذ أكثر من أربعة أعوام. وبينما هي في الأسر، تزوجت يريما بأحد قادة الجماعة، الذي أغرقها بمشاعر الحب، والهدايا الثمينة، وأغاني الحب باللغة العربية.

وقُطعت هذه الحياة الحالمة، كما وصفتها المرأة النيجيرية، عندما ظهر الجيش النيجيري في بداية عام 2016، في وقت انخرط فيه زوجها وقادة آخرون في المعارك.

وعندما قابلتُ عائشة أول مرة، كانت محتجزة لدى الحكومة لنحو ثمانية أشهر، وأنهت برنامجا للتأهيل ضد التطرف، الذي تديره خبيرة الطب النفسي فاطمة أكيلو، المديرة التنفيذية لـ "مؤسسة نيم" ومصممة برنامج الحكومة النيجرية للتأهيل ضد التطرف.

وقالت عائشة: "الآن، علمت أن كل الأمور التي كانت تخبرنا بها بوكو حرام أكاذيب... وعندما أستمع إليهم حاليا في الراديو، أبدأ في الضحك."

عنصر القوة؟وفي شهر مايو، أي بعد أقل من خمسة أشهر من إطلاق سراحها لرعاية أسرتها في مدينة مايدوجوري شمال شرقي البلاد، عادت عائشة إلى مخبأ بوكو حرام في الغابة.

وعلى مدار خمسة أعوام مضت، عملت أكيلو مع أعضاء سابقين في بوكو حرام، من بينهم بعض القادة وزوجاتهم وأطفالهم، ومع مئات النساء اللواتي حُررْن من الأسر.

وقال أكيلو: "طريقة التعامل التي تتعرض لها النساء لدى بوكو حرام تعتمد على طبيعة المعسكر الذي يتواجدن فيه، والقائد الذي يدير هذا المعسكر."

وأضافت: "أولئك النساء اللواتي وجدن معاملة جيدة، هن اللواتي تزوجن طواعية من أعضاء الجماعة، أو اللواتي انضممن إليها طواعية، ولسن غالبية النساء. فمعظمهن لم يجدن نفس المعاملة."

كانت عائشة تتباهى أمامي بعدد "العبيد" الذين كانوا يخدمونها في غابة سامبيسا، والاحترام الذي كانت تجده من قادة بوكو حرام، والتأثير القوي الذي كانت تمتلكه على زوجها، حتى إنها رافقته ذات مرة في إحدى المعارك.

وقالت فاطمة أكيلو: "كانت هناك نساء ممن لم يعملن قط في أغلب الأحيان، ولم يتمتعن بأي نفوذ، ولم يكن لهن صوت في مجتمعاتهن. فجأة أصبحن مسؤولات عن نحو 30 إلى 100 مرأة ممن كانوا تحت سيطرتهن ورهن إشارتهن."

وأضافت: "من الصعب معرفة التعويض المناسب للنساء المحررات عند العودة إلى المجتمع، لأن غالبيتهن لا يتمتعن في مجتمعاتهن بهذا النوع من النفوذ."

صدمةوبخلاف فقدان السلطة، تعتقد أكيلو بأن هناك أسبابا أخرى قد تدفع النساء إلى العودة بكامل رغبتهن إلى بوكو حرام، من بينها السمعة السيئة التي يجدنها في مجتمع يعاملهن كمنبوذات بسبب ارتباطهن بالمسلحين، والأوضاع الاقتصادية القاسية.

وأضافت أكيلو: "برامج التأهيل ضد التطرف وإعادة الاندماج جزء من هذا. بعضهن لا يملك أي دعم للعيش."

وتابعت: "نوع الدعم الذي تتلقاه في برامج إعادة التأهيل لا يتوافر بعد الخروج. فهن عادة ما ينجحن في اجتياز البرنامج لكن يجدن تحديات في المجتمع، وهذه التحديات هي التي تدفعهن عادة إلى العودة."

ومؤخرا، قمت بزيارة أسرة عائشة، إذ لا يزال أفراد أسرتها يعيشون في صدمة بسبب رحيلها، ويشعرون بالقلق الشديد على سلامتها."

وذكرت والدتها، أشي، أن سبعة "زوجات" على الأقل لمتشددين في بوكو حرام تعرفهن، كلهن أصدقاء ابنتها، ممن عدن إلى غابات سامبيسا قبل رحيل ابنتها بفترة طويلة.

وأضافت: "في كل مرة تختفي فيها فتاة، تأتي أسرتها إلى بيتنا لتسأل عائشة إذا كانت قد سمعت شيئا عن ابنتهم... وهذا هو الذي عرفني بالأمر."

وكان بعض أولئك النساء على اتصال بعائشة بعد عودتهن إلى بوكو حرام. وكان شقيقها الصغير، بينتو، متواجدا أثناء مكالمتين هاتفيتين على الأقل.

وقال بينتو: "طلبوا منها أن تأتي معهن وتنضم إليهن، لكنها رفضت... قالت لهن إنها لا تريد العودة مرة أخرى."

الكلمات الدالة