أربعون يوما مضوا سريعا على رحيل الإعلامية الكبيرة صفاء حجازي، والتي لقبها العاملون بقطاع الإذاعة والتلفزيون بـ"المرأة الحديدية"، حيث شهدت حياتها تفاصيل كثيرة تجعلها تستحق أن تتقلد رئاسة اتحاد الإذاعة والتلفزيون كأول سيدة مصرية في هذا المنصب.

إعلان قرأته في إحدى الصحف عن طلب مذيعات، فتوجهت إلى المقر، ونجحت في اختبار الإذاعة المصرية بعد إجراء حوار مميز مع عاطف صدقي رئيس الحكومة السابق، وبدأت مسيرتها الإعلامية الحافلة بالتحديات والإنجازات. 

ومع دخول صفاء حجازي ذلك المجال، تم افتتاح القناة الفضائية المصرية عام 1990 لتجلس على مقعد مذيع نشرة الأخبار، وتبدأ في وضع خطواتها في طريق طويل، سافرت فيه لتغطية حرب الخليج، وسجلت برنامجا مع كامل الشناوي ومصطفى أمين عن سيرة كوكب الشرق أم كلثوم، وقدمت برنامج "بيت العرب" على التلفزيون المصري بتمويل من جامعة الدول العربية، وأجرت حوارات مع ملوك وروؤساء دول المنطقة، فضلا عن تغطية أحداث القمم العربية.

قرار صادم بمنعها من الظهور على شاشة التلفزيون بعد استبعاد كافة المذيعات ذوات الوزن الزائد، لتصاب بمرض شديد جعلها تفقد 20 كيلوجرام، وتعود مجددا متقلدة منصب رئيس قطاع الأخبار بقرار من وزيرة الإعلام درية شرف الدين كأول سيدة مصرية تتمكن من ذلك.

وبعد محاولات لإقصائها من منصبها، تمكنت صفاء حجازي من الجلوس على عرش اتحاد الإذاعة والتلفزيون كرئيس له خلفا لعصام الأمير، لتكلل جهودها بالنجاح، ويُسدل الستار على حكايتها في 28 مايو الماضي في جنازة مهيبة تليق بها.