رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

صحة

في 3 أيام.. "حمية الصيادين" ترفع نسبة التنوع الميكروبي بالمعدة

كتب: وكالات -

04:01 م | الخميس 06 يوليو 2017

صورة أرشيفية

تشير دراسات عديدة إلى أن تنوع الميكروبات في الأمعاء هو مفتاح الحفاظ على نظام غذائي صحي، حيث تتكون مجموعة ميكروبيوم الأمعاء من مليارات البكتيريا التي تؤثر بشكل كبير على عملية التمثيل الغذائي، ونظام المناعة، والمزاج، حسبما ذكر موقع "سي إن إن".

وقام أستاذ علم الوبائيات الوراثية في كلية كينغز بلندن، تيم سبيكتر، بالبحث للتوصل لنتائج جديدة في هذا المجال خلال رحلة ميدانية إلى تنزانيا، للعيش بين شعب هادزا، الذي يعتبر من بين مجتمعات الصيد القليلة المتبقية في إفريقيا، ما يجعل النظام الغذائي لأفراده من بين الأكثر تنوعًا في العالم.

وأمضى سبيكتر ثلاثة أيام مكثفة بين شعب هادزا، لاتباع حميتهم الغذائية التي ترتكز كلها على الأطعمة الطبيعية أو لحوم الحيوانات التي يتم اصطيادها.

وتناول سبيكتر في اليوم الأول فاكهة الباوباب، التي كانت قد جُمعت في الصباح الباكر، لتكون وجبة فطور أفراد القبيلة. وتعتبر فاكهة الباوباب العنصر الرئيسي لنظام شعب هادزا الغذائي، كما أنها تحتوي على نسب عالية من الفيتامينات والدهون في بذورها، وكميات كبيرة من الألياف، وتوفر مستويات عالية من فيتامين "سي".

ويمزج شعب هادزا لب الفاكهة وبذورها مع الماء، وتحُرك حتى تسمك، ومن ثم تصفى قليلاً وتُشرب. ويقول سبيكتر إن الشراب الطبيعي هذا كان من بين الأكثر إنعاشًا ولذة، حتى أنه تناول في اليوم الأول كوبين منه، ما دفعه للشعور بالشبع لفترة طويلة بعد ذلك.

كما تضمنت حمية سبيكتر الغذائية أيضًا، التوت البري الذي يتميز باحتوائه على كميات هائلة من الألياف، أي أكثر بحوالي 20 مرة مقارنة بالتوت المزروع، بالإضافة إلى نبات الدرنة الذي يستخرج من تحت الأرض ويُشوى على النار، ولحم حيوان النيص الأفريقي، الذي طهيت أعضائه الداخلية واستخدم فروه وعظامه للحاجات اليومية. كما تناول سبيكتر أيضاً أنواعاً أخرى من لحوم الصيد، منها الوبريات والطيور.

ويتذكر سبيكتر أن الوجبة الأكثر تميزًا في حميته الغذائية كانت الحلوى التي تتكون من عسل البرتقال الذهبي الذي جمّع من أعلى شجر الباوباب، والذي يشتهر بنسب الدهون والبروتين العالية والطعم الحلو القوي. 

ويشرح سبيكتر أن شعب هادزا لا يهدرون شيء مما يتوفر لهم ولا يصطادون أي حيوان ليسوا بحاجة إليه، ولكنهم يأكلون أيضًا مجموعة كبيرة من أنواع النباتات والحيوانات المختلفة، مقارنة بما اعتادت عليه باقي شعوب العالم. ويقول سبيكتر: "شعرت بالدهشة من الوقت القليل الذي يقضيه هؤلاء بحثًا عن الطعام. بضع ساعات فقط، وكأنهم يتسوقون في المتجر لشراء بعض الاحتياجات. الطعام متوفر في كل مكان، في السماء، وتحت الأرض، وعلى الأشجار".

وأظهرت نتائج تحاليل الفحوصات التي أجراها سبيكتر بعد اتباع هذه الحمية، ارتفاع نسبة التنوع الميكروبي في أمعائه بنسبة 20%.

ويعتبر سبيكتر أن هذه التجربة ساعدته على اكتشاف نوع الحميات الأكثر صحة لأجسادنا، مؤكدًا أنه مهما كنت تعتبر نفسك صحيًا نسبيًا في حميتك الغذائية، فهي بلا شك أسوأ بكثير من الحميات الغذائية التي اتبعها أجدادنا والتي اعتمدت على الطبيعة بشكل كبير. 

وينصح سبيكتر بضرورة أن تبذل المجتمعات المدنية جهودًا كبيرة لتحسين صحة الأمعاء عن طريق إعادة أنظمتها الغذائية ونمط الحياة إلى البرية والطبيعة، والحرص على المغامرة في وصفات الطعام، باستخدام المواد الجديدة والمتنوعة والطبيعية للتوصل إلى حياة "ميكروبية" صحية. 

الكلمات الدالة