كلمات وألحان تربى عليها الأطفال منذ سنوات طويلة، ورددوها بألسنتهم الصغيرة، لتطل المرأة من بين حروفها معبرة عن وجودها بالمجتمع ومشاركتها مع الرجل بصورة أساسية، وتعزز دورها في أذهان الصغار. 

تحدث الموسيقار هاني شنودة عن أغاني الأطفال التي شكلت وعيا كاملا في فترة الثمنينات والتسعينات، وحاولت دمج الصبيان والبنات كنسيج في مجتمع واحد، ليطل الفنان محمد ثروت بأغنية "عيد الميلاد" والتي تساوى فيها الطرفين في الأدوار، بل وتقدم ذكر الفتيات أيضا، "يا بنات يا أولاد يلا نعمل عيد ميلاد، أحلى الأيام تملي هي أيام الأعياد"، مؤكدا التفاته دائما إلى التصدي لذكورية المجتمعات الشرقية.

"أنا اللبان ومراتي، جاموسنا بنحلبه يومياتي" عبارات دندن بها شنودة لـ"هن"، بعد أن عزف أوبريت "التورتة" للفنانة نيللي، والذي حمل بين طياته مفهوم المشاركة بين الزوجين والحب، ليستمع إليه الصغار مدركين قيم وأخلاق غابت عن أذهان الكثيرين في الوقت الحاضر، فضلا عن أوبريت "اللعبة" الذي خرجت فيه نيللي من داخل لعبة يحاول الولد والبنت اجتذابها عنفا، لتفاجئهم "سكر مرشوش في طبق منقوش العبوا مع بعض ماتتخنقوش".

فكر عام حاول شنودة تغييره، فانتقل من أغاني الصغار إلى الكبار سعيا وراء غرس معاني تقدير واحترام المرأة في نفوس الآباء القائمين على التربية وإعداد جيل سوي، ليلحن مع فرقة "المصريين" كلمات أغنية "حرية حرية، الدنيا حرية، لا أتحكم في حبيبي، ولا يتحكم فيا".

ويحمل رسالته نفسها في أغنية "لما كان البحر أزرق" والتي لامست موسيقاها فكرة حق المرأة في الاستمتاع بشخصية مستقلة وفكر خاص، فيمسك بآلته عازفا "واكتشفت من تجاربك اللي يوم علمتهالي، إني لازم أكون أنا عشان أحبك أنت"، حد قوله.