رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

العكبري: الحرب والقصف والحصار أثقلوا كاهل المرأة اليمنية

كتب: دعاء الجندي -

05:52 م | الأربعاء 12 أبريل 2017

صورة أرشيفية

 

أعرب السفير رياض العكبري المندوب الدائم للجمهورية اليمنية لدى جامعة الدول العربي، عن تضامنه مع مصر عقب الأحداث الدامية التي شهدتها مدينتي طنطا والإسكندرية، داعيا للوقوف دقيقة صمت حدادا على الأرواح الطاهرة من ضحايا التفجيرات الإرهابية التي وقعت على كنيستي مارجرجس بمدينة طنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية والتي أودت بالعديد من أرواح الأبرياء وإصابة آخرين.

وأدان العكبري، خلال كلمته في الصالون الثقافي الذي عقدته منظمة المرأة العربية لمناقشة أوضاع النساء في الحروب والنزاعات،  تلك الجريمة الإرهابية البربرية الجبانة مؤكدا تضامن اليمن مع الشقيقة العزيزة مصر ووقوفه معها في ذات الخندق لمحاربة الإرهاب ودحره، ومؤازرة جهودها في تعقب مرتكبي الجرائم الإرهابية، وإلحاق أقسى العقوبات بهم وبمن يقف خلفهم، والدعم اللامحدود لمصر الأبية في الحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها.

ودعا إلى تكثيف الجهود العربية والدولية للقضاء على المنابع الفكرية للإرهاب والتطرف، وتفعيل مقررات القمة العربية القاضية بتحقيق إستراتيجية عربية شاملة لكبح وهزيمة التطرف بكل أشكاله، وملاحقة مصادر تمويله، ولجم منابر وأبواق الإعلام التي تروج للإرهاب الأسود، وإصلاح وتطوير النظام التعليمي والتربوي العربي.

وجدد النداء إلى أن شعب مصر وجيشها العظيم، وتحت قيادته الحكيمة، برئاسة فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، سوف ينتصر، وان إرادة العيش المشترك بين جميع المصريين راسخة، وتأبى الا ان تنتصر. وأن تجاوز الأمة العربية لهذه الحقبة المأساوية التي تمر بها، يستدعي استعادة مصر لدورها التاريخي المركزي في المنطقة.

كما تناول تقديم بعض التوصيات التي تساعد على تنسيق الجهود الرامية في مجابهة التحديات التي تجابه المرأة العربية عموما، واليمنية تحديدا، في ظل الأوضاع والعواقب التي تفرزها الحروب والنزاعات المسلحة، وحالة الفرز الطائفي المقيتة، التي تستشري كالوباء في عدد من البلدان العربية، وتشكل تهديدا حقيقيا للأمن القومي العربي، ولمستقبل الأجيال العربية الآتية كما أنه من الملح تطوير وتفعيل إستراتيجية عربية شاملة، يجري التوافق عليها في إطار جامعة الدول العربية، لمخاطبة الهموم والانشغالات المتعلقة بوضع المرأة في البلدان المتأثرة بالحروب، وفقا للمعطيات الملموسة، مع الإدراك المسئول والاعتراف بتعقيداتها الشديدة ومخاطرها الجسيمة، وبواقعية وعقلانية، ودون أي شطط او مغالاة.

وأضاف أن التقارير الدولية تدل على أن الحرب والقصف والحصار وكل أنواع الانتهاكات التي يقوم بها الانقلابيون، أثقلت كاهل الإنسان اليمني عموما، والمرأة اليمنية على وجه التحديد، بالمزيد من الأعباء والتبعات، شملت خسائر في الأرواح والممتلكات، وموجات غير مسبوقة من النزوح ، وتفاقم أعباء الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية. كما ألحقت الحرب أضرار جسيمة في البنى التحتية، مما اثر تأثيرا سلبيا على مستوى الخدمات العامة، وسببت خللا في تماسك المنظومة المجتمعية والأمنية، وأدت إلى جعل المرأة أكثر عرضة للعنف والاعتداء، الجسدي والنفسي.

وأوضح أن التقارير الدولية تزايد تعرض النساء في اليمن، بعد سيطرة الانقلابيين على السلطة منذ سبتمبر2014، للتحرش اللفظي والجنسي، والتهديد بالاغتصاب، ومنعهن من العمل. ونالهن النصيب الأكبر من الأذى والمضايقات من قبل المليشيات في المدن والمناطق التي تسيطر عليها. وأكدت تقارير الناشطين في مجال حقوق الإنسان ازدياد حالات العنف، والخوف من المستقبل. فضلا عن انتهاكات مختلفة أخرى من بينها تسرب آلاف الطالبات من التعليم، وتزايد معدلات الفقر والبطالة والتسول.

وأكد أنه بالنظر على الأرقام والمعطيات حول الوضع الإنساني في اليمن، يتضح حجم الكارثة التي لحقت بالمجتمع ككل. ولنا ان نتخيل وقع هذه المؤشرات والأرقام على المرأة تحديدا. اذ تفيد المعلومات إن الوضع العام الأمني والسياسي والإنساني قد شهد تدهورا غير مسبوق في كل الجوانب وعلى مختلف الأصعدة إثر الانقلاب، حيث وصل الوضع الاقتصادي إلى مستوى الازمة الاقتصادية الخانقة. فالنمو الاقتصادي انكمش بحوالي 34% في عام 2015 وتوقفت كثير من الأنشطة الاقتصادية وارتفعت نسبة الفقر إلى 62% من السكان، وبات حوالي 16 مليون فرد يكابدون أوضاع الجوع والفقر وقسوة الحياة، ويعاني أكثر من 50% من السكان من انعدام الأمن الغذائي، بالإضافة الى غياب شبه تام للخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه والخدمات العلاجية، بالإضافة إلى أن 22 مليون من السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية، فضلا عن نزوح أكثر من 3 مليون فرد في الداخل والخارج، وتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية والمنشئات الخاصة نتيجة الحرب ،وغيرها من المؤشرات الأخرى الكارثية، النفسية وذات الصِّلة بتفكك النسيج المجتمعي والتطرف والعنف بكل أشكاله، والارهاب وانتشار الخرافات والجهل ، وأهم من كل ذلك انعدام الأمل وانسداد آفاق الحل السياسي السلمي القائم على أولوية استعادة سلطة الدولة وإعادة الاعتبار للقانون والمواطنة والعدالة الاجتماعية.

وأضاف أن حال كثير من النساء اليمنيات في ظل استمرار الحرب مأساويا من حيث الانعدام أو التدهور المخيف في الخدمات الصحيةً. أما المجال التعليمي فليس بأحسن حال من نظيره الصحي. إذ انخفضت معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي ومؤشرات الأمية بين الإناث الى معدلات منخفضة قياسية.

 واختتم كلمته قائلا:" أننا نتطلع إلى أن تكون هذه الفعالية تدشينا موفقا للمزيد من الفعاليات والأنشطة المشتركة بين المندوبية الدائمة لليمن لدى جامعة الدول العربية والمنظمات التابعة للجامعة العربية في مختلف المجالات، بما يسهم في جهود إصلاح وتطوير وإعادة هيكلة منظومة العمل العربي المشترك، ولما فيه خدمة تطوير مكانة جامعة الدول العربية، ودورها في إعلاء وصيانة المصالح العربية العليا".

الكلمات الدالة