انطلق مهرجان «هي الفنون She Arts» في دورته الثانية، تحت رعاية وزارة الثقافة، واستكمالاً لعرض إبداعات فنية لفنانات من جميع أنحاء العالم، احتفالًا وتقديرًا للمرأة وإبداعاتها، متخذًا من مركز التحرير الثقافي بالجامعة الأمريكية مقرا رئيسيا لفعالياته، بشراكة ودعم عدد من الجهات من أبرزها الاتحاد الأوروبي واتحاد المعاهد الثقافية الوطنية الاوروبية في مصر.

وحسب ما أوضحته نيفين قناوي، مدير المهرجان، لـ«هن»، فإنه يأتي تعزيزًا لدور المرأة في الساحة الفنية والثقافية، حيث يركز على إبداعاتها في المجالات الفنية المختلفة، مثل الموسيقى والرقص والأفلام والكوميديا، وذلك لأن غالبا تقل مشاركة المرأة مقارنةً بالرجال في المسارح والمهرجانات المحلية والدولية، يلقي المهرجان الضوء على أهمية إتاحة الفرصة وخلق مساحات جديدة للفنانات للعمل وتبادل الخبرات، إلى جانب إلهام الأخريات وخلق قاعدة جماهيرية كبيرة لهن.

ويحافظ المهرجان على التقليد الذي بدأه العام الماضي، وهو مشاركة الفنانات الأجانب في المهرجان، وقد زاد عددهم عن العام الماضي من 4 إلى 9 فنانات من بلاد مختلفة مثل فرنسا وإيطاليا وفلسطين، وذلك حسب ما أوضحته مديرة المهرجان، ويعرض بالمهرجان العديد من الفنون، منها التمثيل والغناء والعزف والرقص، وتقديم ندوات ومحاضرات وورش إيقاع للحاضرين، وستاند أب كوميدي، وعروض الفلكلور، إلى جانب المسابقة الموسيقية للمهرجان.

بدأ اليوم الرابع لـ مهرجان «هي الفنون she arts» بالمسابقة الموسيقية الخاصة به، حيث شارك فيه 7 فنانات وفرق موسيقية، أمام لجنة مكونة من 4 سيدات من جنسيات مختلفة، وفق «نيفين قناوي»، مؤكدة أن ذلك التنوع للدلالة على أهمية وجود عناصر فنية مختلفة في لجنة التحكيم، فهناك المغنية وعازفة الأكورديون وعازفة الجاز وذلك برئاسة المصرية منال محي الدين، كما أن ذلك يلفت نظر الدول الأخرى للمواهب الفنية المتعددة هى للمرأة المصرية.

بالإنشاد الديني بدأت المسابقة، ومن غير المعتاد وجود مثل تلك الفرق في المسابقات الموسيقية، لكن فرقه أبرار عمارة للإنشاد الديني المكونة من 6 فتيات، كانت أبرزهم، حيث جمعت  مدرسة الإنشاد للشيخ محمود التهامي، أفراد الفرقة وذلك بقيادة المنشدة آية أشرف، حيث قدمن عرضا متميزًا بإنشادهن للرسول عليه السلام في تجانس مريح للأعصاب عند سماعهن.

يوستينا عوني، متسابقة أخذت الحضور في عالم مختلف بهدوئها وغنائها لبعض الأغنيات دون الاستعانة بالموسيقى، حسب ما أوضحته لـ«هن»، فهي تهوى الغناء وتتعلمه مع نفسها إلى جانب تعلمه كدارسات حرة وتدرس عزف البيانو أيضًا، كما أنها تابعة لإحدى كورال الأوبرا، فأحبت أن تقدم موهبتها للجنة التحكيم بمفردها دون الحاجة إلى الموسيقى.

لم يخلو المهرجان من الفتيات اللاتي لفتن الانتباه إليهن، فبكل براءة ظهرت شهد رامي، البالغة من العمر 19 عاما، جاذبة انتباه وعيون الحاضرين، لتكون بذلك أصغر متسابقة، لتؤدي بصوتها المتميز بعض الأغنيات والتي كانت تجمع العديد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية، إلى جانب عزفها للجيتار: «بحب اللغات والعزف على الجيتار».

لم تكن «شهد»، وحدها هي التي جذبت الانتباه إليها، بأنامل يحدوها الأمل، عزفت يوستينا يوسف، بكل رقه على الساكسفون ألحان لمقاطع بعض الأغنيات العالمية المشهورة لتنتهي منها بكل هدوء مع التصفيق الحارة لها.

حبها للغناء الشرقي وإحياءً لذكرى والدها الذي كان معلم ألحان في الكنيسة، دفع كلير يوسف، للصعود إلى خشبة المسرح والبدء في غناء بعض الموشحات والترانيم وخاصة لحن تي شوري، وفق حديثها لـ«هن»: «حبيت أحيي ذكرى والدي على طريقتي الخاصة».

صعدت إلى خشبة المسرح، وبدأت في غناء ألحانها الخاصة لتبهر لجنة التحكيم التي تساءلت « ألحان مين دي؟» لتفاجئ دعاء عماد، الجميع بأنها من تأليفها: «أنا في بداية مراهقتي حاولت صنع موسيقى خاصة بي وبدأت تعمل على موهبتي وشغفي بجانب دراستها وعملي البعيد عن مجال الموسيقى».

عام 2018 كان شاهدا على ميلاد فرقة «فلوت أند بو» التي تقودها العازفة، رانيا عمر، حيث أبهر أعضاؤها الجميع بالعزف على الآللة الموسيقية الخاصة به، حيث حملت رانيا الفلوت في يديها وعزفت عليه بطريقة احترافية جعلت الجميع ينظر إليها بشغف وانسجام معها.

الفائزات في المسابقة الموسيقية بمهرجان «هي الفنون»

امتلأت أجواء القاعة بالتوتر، انتظارًا لنتيجة المسابقة، لتظهر لجنة التحكيم وتعلن أسماء الفائزين، فبدأت بجائزة لجنة التحكيم دعمًا لبعض الموهوبات التي لم يفزن بجائزة المهرجان، وحصلت عليها دعاء عماد وشهد عمر، وعبرت الأخيرة عن سعادتها: «كان هناك تحدي لها للغناء بثلاث لغات، ولم تتوقع فوزها أبدًا، وأعطتها هذه الجائزة الحماس للمشاركة في مسابقات فنية أخرى».

وحصلت فرقة الأبرار للإنشاد الديني، على المركز الثاني لمسابقة المهرجان الموسيقية، بجائزة بقيمة 3 آلاف جنيه مصري، وحسب آلاء خالد، عضو الفرقة: «أحبوا خوض تجربة جديدة لهم»، كما حصل على المركز الأول فرقة «فلوت أند بو»، بجائزة قيمتها 5 آلاف جنيه مصري، وقالت رانيا عمر: «كان في دماغي أعمل شو والناس تعرفني بس»، وعبرت عن سعادتها بحصولها على جائزة تخص المرأة، فتمثل تلك الجائزة لها الكثير وخاصة لكونها أم لطفلين، فتحقيق كيانها في عملها إلى جانب الاعتناء بمنزلها وأولادها يكون معادلة شديدة الصعوبة، وهذه الجائزة وهذا المهرجان يوضح أن المرأة تستطيع فعل أي شيء.