أصبح قضاء الأطفال ساعات طويلة أمام الشاشات سمة من سمات العصر الحديث التي تؤرق الكثير من الأمهات، خاصة مع تزايد مخاطر هذه الشاشات والهواتف الذكية على النواحي الجسمانية والعقلية للطفل والتي تكشف عنها نتائج الدراسات العلمية باستمرار.

الهدف من الفكرة 

فكرة تعليم الأطفال ميكانيا السيارات وتنمية مهاراتهم بهذا المجال ظلت تراود حكمت خشبة 33 عامًا قبل أن تطرحها على صديقتها ريهام البارودي مهندسة صيانة السيارات، التي تحمست كثيرًا، لتبدأ على الفور في تلقى التدريبات والكورسات الخاصة بكيفية التعامل مع الأطفال بالمراحل العمرية المختلفة ومبادئ التعليم النشط وتجهيز المعلومات الخاصة بالتدريب ليتناسب مع أعمارهم الصغيرة، بالتعاون مع هيئة النادي العلمي المصري التي تستهدف اكتشاف النابغين في مختلف العلوم.

الإقبال على تعليم الأطفال مبادئ ميكانيكا السيارات

إقبال من الأمهات لإلحاق أبنائهم بداية من عمر الـ9 سنوات بالمبادرة التي أطلقتها  «حكمت وريهام»، لتعليم أطفال الصعيد مبادئ ميكانيكا السيارات، لتحظى المبادرة بتفاعلا كبيرا على صفحات السوشيال ميديا وإعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ريهام البارودي قالت لـ«الوطن»، إن المبادرة تستهدف تعليم الأطفال مهارات مختلفة عن تلك التي يحصلون عليها بالمدارس بالصفوف الدراسية المختلفة، وتحفيز الابتكار لديهم من خلال الكشف عن مواهبهم اليدوية المختلفة وتنميتها، ومن بينها ميكانيكا السيارات التي حظيت بشغف العديد من الأطفال بأول مجموعة تم تدريبها: «معظم الأطفال كان عندهم شغف كبير وحبوا العملي وأنهم بيشتغلوا بإيديهم لرجة انهم كانوا بيرفضوا ياخدوا وقت الراحة بتاعهم رغم إن التدريب كان بيستمر يوميا من 10 الصبح لغاية 3 العصر».

رغبة كبيرة بالمعرفة بمجال السيارات لمستها مهندسة صيانة السيارات لدى الأطفال المشاركين بالمبادرة، ظهر من خلال حرصهم على حضور كافة أيام التدريب رغم بعد المسافة بين مدينة أسيوط والورشة التي يتم بها التدريب بقرية منقباد والتي تبعد عن المدينة بما يقارب 10 كيلومترات: «معظم الأطفال أبدوا شغف كبير بميكانيا السيارات وده ظهر أوي في اسئلتهم طول الوقت اللي عايزين من خلالها يعرفوا كل حاجة الفيشة طالعة هنا ليه الحاجة دي وظيفتها إيه وكده، وكلهم زعلوا إن التدريب خلص وطلبوا يكون في مستوى تاني».

الابتكار والاختراع أبرز ما يتم استهدافه من المبادرة بحسب «ريهام»، فالمبادرة تتجاوز تعليم الأطفال إلى تركهم يقومون ببعض التجارب لتنمية قدرتهم العقلية وحثهم على الاختراع: «الأمهات سعيدة أن اطفالها بينموا مهاراتهم وسابوا الموبايلات وبتمنى أن المبادرة تطلع مخترع في علم السيارات عالم بالمجال حاصل على براءة اختراع».