رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

بـ«إبرة كروشيه» ومناديل.. الجدة «أحلام» تصرف على أحفادها وتساند ابنتها

كتب: سمر صالح -

12:13 م | الأحد 18 يونيو 2023

أم محمد أثناء عملها

كان يفترض أن تأخذ حياة «أحلام عبدالباسط» شكلًا روتينيًا كأي عجوز في مثل عمرها، تزوجت وأنجبت وزوجت أبناءها وتفرغت لأمور بيتها، ولكن حاجتها وضيق ذات اليد غيّر مجرى حياة الأم الستينية التي نال الشيب من رأسها وترك الزمن خطوطا واضحة على وجهها، بات الشارع ملاذها الوحيد لكسب قوت يومها حتى انخرطت بين تفاصيل عالمه التي لم تنل من هدوئها ولم تغير في طباعها سوى أن زادتها قوة وأكثر تحملا للمسؤولية، تغدو إليه نهارًا وتغادره قبل غروب الشمس.

بداية عمل الجدة بعد مرض ابنتها

قبل ثلاث سنوات تقريبا، تغيرت مجريات الأمور في أسرة «أحلام» أو«أم محمد» كما تعرف بين جيرانها، مرضت ابنتها الكبرى وزادت مطالب الأحفاد وباتت مسؤولة عن مصاريف البيت، فما كان منها إلا أن تحملت المسؤولية وانطلقت إلى الشارع لكسب قوت يومها، «عندي 3 بنات وولد كلهم متجوزين بس بنتي الكبيرة مريضة بتغسل كلى وجوزها أرزقي» تقول العجوز أحلام في بداية حديثها لـ«الوطن» عن السبب الذي دفعها للعمل في الشارع رغم كبر سنها ووهن جسدها.

«من وقت ما بنتي تعبت وأنا نزلت الشارع اشتغل عشان أوفر مصاريف ولادها الصغيرين مكنتش بشتغل بس لما بيتي احتاج فكرت أشتغل» فوجدت ضالتها في بيع المناديل والكمامات والأقلام وأغطية الرأس المصنوعة من الكروشيه.

بيع المناديل والكمامات وطواقي كروشيه

على أحد أرصفة شارع قصر العيني، تعكف الجدة «أحلام» ساعات طويلة على حياكة «طواقي» الرأس بإبرة وبكرة خيط، هكذا تحاول أن تكسب قوت يومها، بحسب روايتها بينما كانت في منزلها منهمكة في غزل خيوط الصوف لتنتهي من تقفيل «طاقية» طلبها منها إحدى زبائنها المترددين على المكان.

رغم كبر سنها وضعف بصرها، لا يستعصي عليها مسك الإبرة ولضمها، تتفاوت الفترة التي تستغرقها لصنع كل قطعة حسب حجمها وتصميمها، «في حاجات بتحتاج ساعة أو ساعتين حسب الحجم وحسب قدرتي في اليوم ده»، عبارة قالتها العجوز وهي جالسة أمام مشروعها الصغير.

أحلامها بسيطة تشبه بضاعتها تماما، إذا عادت إلى ابنتها وأحفادها حاملة لهم قليل من الحلوى والطعام الذي يحبونه كأنها ملكت الدنيا وما فيها، «أنا بنسى تعب القعدة في الشارع وبرد الشتا وحر الصيف بمجرد إني أجيب لأحفادي الحاجة اللي بيحبوها»، تتمنى فقط لو تتقاضى معاش ثابت يكفي حاجتها ومصاريف علاج ابنتها، بحسب تعبيرها.