كتب: نرمين عزت -
11:11 ص | الأربعاء 07 ديسمبر 2022
لم يكن الطفل صاحب الـ9 سنوات يتخيل أن يلقى كل هذا الاحتفال والترحيب الذي وجده منذ ساعات ليعود إلى منزله والسعادة ترتسم على وجهه، هو أدهم أحمد صلاح، الطفل الذي أوقف الجمهور المغربي الهتاف بالنصر ليهتفوا احتفالا ودعاءً له بعدما علموا بمرضه، لحظات لن ينساها الطفل، روت كواليسها والدته لـ«الوطن»، التي عبرت عن فرحتها هي الأخرى بعد احتفالات الجمهور المغربي بطفلها.
بعد فوز المنتخب المغربي على إسبانيا وتأهله لربع نهائي تصفيات كأس العالم2022، ظهر الطفل أدهم أحمد، صاحب الـ9 سنوات بين صفوف المشجعين في أحد أسواق قطر، وسرعان ما أوقف الشباب احتفالاتهم ليظهروا بهتاف آخر مليء بالدعم والحب للطفل الصغير حاملينه على كرسي متحرك يدعون له بالشفاء، وفق والدة أدهم: «مكناش متوقعين الاحتفال بيه لما دخلنا واحد من الأسواق صادفنا مجموعة من الجمهور المغربي اللي كانوا حوالينان هو بسبب أن عنده عين مبيشوفش بيها بشكل أقوى، بسبب الحادث اللي اتعرض له ،مجمعش الموقف غير لما سمع الدوشة حواليه، قالولي متتخضيش وسالوني هو مريض؟ وينفع نحتفل بيه؟، قلت لهم عادي، لما وافقت اتجمعوا حواليه، قعدوا يرفعوا كنت خايفه يعيط عشان عنده فوبيا من المرتفعات بس اتفاجئت أنه مبسوط وبيضحك ويرقص وسألوني اسمه اي وعرفوا اسمه وبعدين قعدوا يدعوا له ويامنوا وكانوا شايلين أخوه الناحية التانيه برضو وزودت ثقته بنفسه»
لم يكن الطفل بهذه الحالة، من قبل، حيث يتذكر كل تفاصيل الحادث الذي تعرض له منذ 6 سنوات عندما سقط من أحد المرتفعات التي تسببت له فيما بعد تلف كامل في الجانب الأيسر من العين وأعراض جانبية أخرى أثرت على ثقته بنفسه بسبب الحالة النفسية التي مر بها ويتعالج منها، لكن كان للاحتفال تأثيرًا أقوى غير بدل خوف الصغير لفرحه لن ينساها، وفق والدته: «بعد ما اتعرض لحادثة سقوط من مرتفع عالي بقي مريض Cb زي شلل دماغي بسيط، بيخاف من الأماكن العالية والمرتفعات بعد فوز منتخب المغرب نزلنا نحتفل معاهم روحنا سوق «واقف» كان في الجماهير، هو بيقدر يمشي بس مش فترات طويلة مكنش قادر يقف يشوف لما دخلنا صادفنا مجموعة من الجمهور المغربي اللي كانوا حوالينا هو بسبب أن عنده عين بسبب الحادث مبيشوفش بيها بشكل أقوى مجمعش الموقف غير لما سمع الدوشة حواليه، هو مبيروحش ماتشات عشان عنده فوبيا من الأصوات العالية والمرتفعات لما شالوا خوفت يعيط اتفاجئت أنه مبسوط وبيرقص»
فرحة كبيرة انتابت الأم وصغيرها من الموقف الذي فاجئهم به الجمهور المغربي، معبرة عنها قائلة: «كانت لفتة لطيفة أوي ومبادرة حلوة جدا مش قادرة اوصف ابني لحد دلوقتي مبسوط ازاي وف الاخر عملوا له ممر وبقوا يبوسوا، وبعدها كان في تجمع تاني شالوا واحتفلوا بيه تاني، اقدر اقول ان الاحتفال دا رجعلوا بنسبة 50% من ثقته بنفسه»، بعد شعوره بالنقص الذي تسبب فيه الحادث الذي تعرض له وجلسات الدعم التي يتلقاها.
