كتب: منة العشماوي -
08:56 ص | الإثنين 10 أكتوبر 2022
لم يكن عمرها يتجاوز الـ 20 عامًا، عندما قررت فتح حضانة بعد تخرجها في الجامعة بـ 5 أشهر، عندما جاءت لها الفرصة بالصدفة، ورغم أن مروة فيصل واجهت صعوبات كبيرة، إلا أنها تغلبت عليها، لتحقق حلمها بامتلاك حضانة.
مروة البالغة من العمر حاليًا 30 عامًا، كانت منذ صغرها لديها شغفًا بتربية الأطفال ورغم أنها حصلت على مجموع كبير يجعلها تختار ما تريده من الكليات، إلا أنها أصرت على الالتحاق بكلية تربية الأطفال في جامعة القاهرة، وبعد أن تخرجت في عام 2012، سرعان ما عملت في حضانة بحدائق الأهرام، واكتشفت بالصدفة أن مالكها يريد بيعها ما جعلها تعرض الأمر على والدتها وقررت شرائها منه وتحقيق حلمها: «كنت لما بقول لزمايلي أنا حلمي أفتح حضانة، يقولولي احلمي على أدك».
«أول ما أشتريت الحضانة ماكنش عندي القدرة المالية على إني أغير اسمها، فاليافطة كانت بنفس اسمها القديم».. هكذا بدأت «مروة» حديثها لـ«هن»، مضيفة أن من الصعوبات الكبيرة التي تعرضت لها أيضًا صغر سنها الذي كان يقلق الأهالي ويجعلهم يتركون المكان عند رؤيتها.
ظل باب حضانة «مروة» مفتوحًا للأطفال إلا أنه في البداية كان العدد قليلًا جدًا تقريبا 5 أفراد، ومرت بفترات يأس وإحباط كبيرة جعتلها تقرر غلقها رغم أنها كانت تقدم كل ما بوسعها: «كنت بطلع إشراف باص وأنضف الحضانة واعمل ندوات للأمهات إزاي يربوا أولادهم وكل حاجة في المكان بنفسي، وحاجات محدش بيعملها في حضانات تانية وكنت مقتنعة أن المكان مش هيقوم غير بوجودي».
وفي التوقيت الذي كانت تخطط فيه «مروة» التي سبق وعملت في إحدي المدارس لذوي الاحتياجات الخاصة خلال دراستها، لإغلاق الحضانة حدث ما لم تتوقعه، إذ وجدت منشورًا على الجروب الخاص بالمجمع السكني حدائق الأهرام، بشأن سؤال عن أفضل الحضانات في هذه المنطقة ويعمل المتابعون على التصويت: «لقيت ناس كتير دخلت رشحتني وفعلا ساعتها كسبت vote، حسيت أن ربنا بيجبر بخاطري واستشعرت جدًا إحساس أن ربنا فعلًا مبيضيعش تعب».
وبدأ يتهافت عليها الكثير من الأهالي لالتحاق أطفالهم بحضانتها، وتحولت حياتها للأفضل وجرى دعوتها في أكثر من مكان كنموذج ناجح: «أنا مقتنعة جدًا أن مفيش حد بينجح غير لما يفشل أكتر من مرة، ومهم دعم الأهل، أمي طول الوقت سند ليا، فأي حد عايز يبتدي مشروع، لازم يسعى ويتعب ويصبر هيوصل، ومتاخدش بكلام الناس المحبطين، أنا كان ليا زملاء لما كنت بقولهم بحلم يبقى عندي حضانة كانوا يقولوا احلمي على أدك».