رئيس مجلس الادارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

رئيس مجلس الإدارة:

د. محمود مسلم

رئيس التحرير:

مصطفى عمار

علاقات و مجتمع

«فادية» عقب تعافيها من الصمم بعد 33 سنة: ألفت كتابا سأتبرع بأرباحه للصم ومرضى السرطان

كتب: آية أشرف -

06:15 م | السبت 01 أكتوبر 2022

الدكتورة فادية عبدالجواد

أكثر من 33 عامًا عاشتها الدكتورة فادية عبدالجواد، صماء لا تسمع، الطفلة المجتهدة التي وُلدت طبيعية كنظيراتها من الأطفال، شاء القدر أن تُصاب بالحمى الشوكية، وهي في عامها الـ11، لتدخل في غيبوبة لمدة 8 أسابيع وتخرج منها وهي صماء، ولا تقوى سوى على حركة الشفاه. 

33 عامًا عاشتها الدكتورة فادية عبدالجواد، في الصمت المُرعب قبل أن تخوض تجربة زراعة القوقعة، بل وتجد نفسها سفيرة تعبر عن لسان كل طفل أصم من خلال تجربتها المُلهمة، بعد أن أصبحت أول دكتورة صماء. 

فادية: اتولدت طفلة طبيعة بس ده قدر ربنا

تسترجع الدكتورة فادية، لحظات إصابتها بالصم، بعد أن عاشت 11 عامًا من عمرها طبيعية كالأطفال: «اتولدت طفلة طبيعة كنت شقية ونشيطة وشاطرة وبشارك في جميع الأنشطة الدراسية، لكن وأنا عندي 11 سنة، أُصيبت بحمى شوكية، وفضلت 8 أسابيع في غيبوبة وحصلي صمم كامل، بعد الباليه والأنشطة والمسابقات بقيت أسيرة في عالم الصمم». 

لم تستسلم «فادية» لحياة الصمت التي كانت تعيشها، لتلتحق بكلية الطب بعد حصولها على 97% في الثانوية العامة وتحقق حلم طفولتها: «بقيت مصدر فخر وسعادة لعيلتي واللي حواليا، كنت شاطرة وأنا بقرأ لغة الشفايف وافهمها لأن اعتمدت على ذاكرتي بفهم الكلمات، والتحقت بالفعل بكلية الطب جامعة عين شمس».

العديد من العقبات التي واجهتها الطبيبة، فور التحاقها بالكلية، خاصة من بعض المُدرسين: «كنت بتوسل لدكاترة الشفهي وأعيط إني مش بسمع وإني محتاجة أترجم لغة حركة الشفايف مكانوش بيصدقوني ويطلعوني برة وكتير يسقطوني، بس كنت بعوض بالامتحانات النظرية».

فادية: زرعت قوقعة لما بنتي قالتلي نفسي تسمعي صوتنا

عقب 33 عامًا، قررت الدكتورة فادية الخضوع لعملية زرع القوقعة بالأذن الوسطى، بعد إلحاح من ابنتها الكُبرى: «عملت زراعة قوقعة لما بنتي قالتلي نفسي تسمعينا، ولما نجحت مكنتش مصدقة نفسي، كان شعور صعب كأني استعدت الحياة من تاني كنت مذهولة وبقول أنا عشت إزاي في الصمت ده كله وربنا كافئني». 

أرباح كتاب «أنين الصمت.. صماء أسمعت العالم» 

لم تتوقف الدكتورة فادية عبدالجواد، بنجاحها وإنجازها الشخصي، بل قررت مساعدة غيرها خاصة من أطفال الصُم: «طول حياتي كنت مشغولة مع الدراسة والأمومة، لكن بنتي اللي قالتلي اخرجي بالقصة والناس تتعلم منها وبدأت اتكلم وأساعد غيري، وأسست جمعية السمع صناع الحياة، وحطيت ملف القوقعة على مكاتب جميع المسؤولين والدولة فعلا بتتكفل بعمليات كتير». 

كتاب «أنين الصمت.. صماء أسمعت العالم» هو الثمرة التي حصدتها الطبيبة من خلاصة تجربتها لترويها للعالم في عدد من الصفحات، وفقًا لحديثها لـ «هُن»: «من سنوات بدأت اكتب فيه، ويهمني إنه يترك أثر ويكون بداية التغير، والأرباح هتروح لمساعدة أطفال القوقعة، ومحاربات سرطان الثدي».