لم تجد الثلاثينية «نانسي نبيل»، طبيبة ومدرس مساعد في قسم الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة بكلية الطب، القصر العيني، أفضل من خيوط الكروشيه الملونة حتى تتخلص من ضغوط وأعباء الحياة، لذا تقرر أن تترك كل شيء يعكر صفو حياتها خلف ظهرها، بينما تضع أمامها كرات الخيط، وإبرة الكروشيه حتى تُنتج بعد عدة ساعات، منتج متميز يبهر جميع من حولها.

دعم موهبتها من خلال الكورسات

عشقت نانسي فن الكروشيه منذ عامها الـ 12، ولكن معرفتها عن غُرز الكروشيه وأنواع الخيوط في هذا السن كانت محدودة كما قالت لـ «الوطن»، لذا قررت عند عودتها لممارسة موهبتها المُحببة أن تُدعم تلك الخبرات القليلة من خلال كورسات تعليم الكروشيه أونلاين، فضلًا عن الفيديوهات التعليمية على «يوتيوب» والمجلات الفنية التي تستعرض كل ما يخص فن الكروشيه: «كان أول عمل أنفذه بالكروشيه مفارش في بيتي.. وعجبت كل الناس».

الكروشيه وسيلة للتخلص من أعباء الحياة

بعد تخرج نانسي من كلية الطب، القصر العيني، وانشغالها في عملها كطبيبة ومن ثم ممارسة دورها كزوجة وأم، قررت أن تعتمد على فن الكروشيه كوسيلة للتخلص من الضغوط النفسية: «لقيت انه أفضل عمل يدوي بيريح وبيدي نوع من الطاقة الإيجابية».. ولاقت إعجابا كبيرا ممن حولها بعدما نجحت في إتقان الكروشيه، وأنتجت عددا من الأعمال الفنية التي تتنوع ما بين «الشيلان» الملونة والأوعية والمفارش، بما شجعها على بدء مشروعها الخاص بجانب عملها كطبيبة.

 بداية تأسيس مشروعها في الكروشيه

«الناس شجعوني من سنتين أعمل بيدج على فيس بوك وأبدأ في البراند بتاعي»، ليكون هذا الاقتراح هو بداية عرض أعمالها الفنية في الكروشيه أمام عدد كبير من المُتابعين، بما ساعدها على تعميق علاقتها بفن الكروشيه بشكل أكثر توسعًا عن ذي قبل، وإنتاج المزيد من الأعمال التي يطلبها عملائها: «الموضوع اتحول من صدفة لتأسيس براند».

فن الكروشيه مثل الطفل المدلل الذي يحتاج تفرغ لساعات طويلة حتى يمكنك إنتاج عمل مُتقن متميز، وفقًا لحديث نانسي، وبجانب ذلك التفرغ تحرص أن تعمل بحب واستمتاع؛ لأن ذلك يؤثر بالإيجاب على شكل المنتج النهائي: «الكروشيه عمره ما عطلني عن عملي كطبيبة بالعكس هو الوسيلة اللي بتدي دفعة للأمام دايمًا من خلال التحرر من كل ما هو سلبي».

خروف العيد بالكروشيه

 من الأعمال الأخرى التي تُبدع نانسي في تنفيذها بخيوط الكروشيه عرائس الأطفال، والأشكال المرتبطة بالمواسم كخروف العيد: «كنت بفهم ابني يعني إيه الأضحية وعملتله خروف العيد بالكروشيه، ولما نزلته على الصفحة، عملاء كتير طلبوه»، وتمنت في نهاية حديثها أن تنجح في عملها كطبيبة وتحصل على الدكتوراه بجانب تطوير مشروعها الخاص بفن الكروشيه؛ حتى يصبح فنها في الفترة القادمة ذات بصمة مُميزة.