كتب: آية أشرف -
04:52 ص | الأحد 12 يونيو 2022
داخل أحد أشهر شوارع المهندسين، تقف هبة عبدالتواب 38 عام، تضع الصفارة بين شفتيها تصدر بها أجراس أنذار مع كل سيارة بالشارع، تحاول تنظيم اصطفاف السيارات واحدة تلو الأخرى، من تمام الساعة التاسعة صباحًا، وحتى الساعة العاشرة ليلًا، ربما تبدو هيئتها من الخارج كالرجال، خشونة الصوت وحدة الكلام، وحتى الملابس، اختارت تلك الطريقة لتعمل بمهنة «السايس».
بدأت رحلة «هبة» مع السيارات منذ 5 أعوام، فقبل هذا الوقت لم تكن تعمل: «كانت أمي بتقف بشاي وقهوة وأنزل أساعدها وأبيع معاها، لكن لما ماتت قررت أنا أنزل واشتغل، وحد ابن حلال ساعدني أعمل ايه وبدأت في العمل كسايس».
التراخيص والإيجار أمر لم تهمله «هبة» على الإطلاق، حتى تسير على النهج الصحيح: «أنا مرخصة طبعًا، ومأجرة هنا بدفع 80 جنيه في اليوم إجباري مهما كان اللي طلعلي من الوقفة».
العمل بشارع رئيسي، أمر قد يجلب العديد من المشكلات التي حاولت «هبة» التصدي لها بنفسها: «مليش إلا دراعي والراجل اللي يجي عليا اضربه، لو معملتش كدة هما اللي هيجوا عليا، ومش هعرف احافظ على لقمة عيشي».
وتابعت: «عندي 7 إخوات، بس ولا واحد بيسأل فيا ولا واحد ممكن يساعدني، أنا اللي عايشة لنفسي وبنفسي».
ونوهت السايس هبة عبد التواب، إلى مدى ارتباطها بالناس والزبائن، وأصحاب المطاعم والمحلات: «بقيت مصاحبة الكل، عمر ماحد اشتكى مني طول الخمس سنين، لا من الزباين ولا حتى الجيران وأصحاب المطاعم، ممكن أعدي اخد الفطار ولا الغدا اللي عاوزاه من غير حساب عادي بيعاملوني زي أختهم».
وتحلم «هبة» بافتتاح «كوافير» للسيدات من أجل العمل بدلًا من الشارع.