كتب: غادة شعبان -
10:34 ص | الإثنين 30 مايو 2022
الكثير من الأسئلة، تدور في ذهن مريض المتصلب المتعدد، منذ لحظة تأكد إصابته بذلك المرض النادر، ليبحث هنا وهناك عن إجابات لتلك الاستفسارات، ويتحاور مع الأطباء والاستشاريين، حول طبيعة مرضه، و ما ينتظره وأسرته والمحيطين به على المدى البعيد، واحتمالية الشفاء منه.
الدكتور أحمد حظو، مدير وحدة التصلب المتعدد في مستشفى دار الشفاء، أستاذ طب المخ والأعصاب ومدير وحدة الأعصاب بجامعة عين شمس التخصصي، أجاب عن الأسئلة التي تطرأ على ذهن المرضى وأسرهم، خلال حواره مع «الوطن»، وإلى نص الحوار:
التصلب اللويحي، مرض عصبي مزمن، يصيب الجهاز العصبي المركزي ويؤثر على الدماغ والحبل الشوكي، و يسبب تلفا في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية، الذي يدعى المايلين، مما يؤدي إلى تصلب في الخلايا وبالتالي بطء أو توقف سير السيالات العصبية المتنقلة بين الدماغ و أعضاء الجسم.
ويوجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تكون من مسببات الـMS، كوجود تاريخ مرضي بالعائلة، أو الإصابة بأحد الأمراض المناعية، كالصدفية والقولون وداء السكري، فضلا عن الإصابات بنوبات الصداع النصفي والسمنة والتدخين بشراهة.
لذا تختلف أعراض التصلب المتعدد، من شخص لآخر وبحسب الوقت أيضا، وبعضها حادة وأخرى خفيفة، إذ تحدث مشاكل في العضلات من تيبس وتشنج وضعف، وأخرى بالعيون إذ يؤدي إلى الرؤية غير الواضحة أو حدوث ازدواجية في الرؤية فيترتب عليه فقدان للبصر، بجانب أزمات في القدرة على الإحساس ما قد يصل لفقدانه في بعض الأحيان، والشعور بالتنميل والحكة والبرودة والسخونة، فضلا عن مشاكل في الذاكرة والنطق واضطرابات النوم والرجفة.
تتشابه أعراض الـMS، مع الأمراض المناعية الأخرى مثل الذئبة الحمراء، لذا فالاكتشاف المبكر يؤدي إلى حسم ذلك اللبس وتقليل حدوث المضاعفات وتقليل نشاط المرض وتأثيره على النشاط والحركة لدى المريض.
تعتبر السيدات الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض من 2 إلى 3 أضعاف، ثم الرجال ويليهم الأطفال، وتبلغ نسبة انتشار المرض عالميا 2.8 مليون شخص، ويصيب في مصر 25 من كل 100 ألف شخص.
يعتبر أكثر من 75٪ من الإصابات تكون في السيدات، ولا يوثر على الإنجاب، إذ تستطيع المرأة المصابة الحمل أثناء تلقي العلاج المناسب بدون أي ضرر تحت إشراف الأطباء، فهو لا يؤثر على الخصوبة ولكن بعض الأدوية المستخدمة قد تؤدي لحدوث تشوهات في الأجنة.
يمكن أن يؤثر المرض على تلك الوظائف بدرجات متفاوتة من مريض لآخر، واستجابة الأعراض للعلاج تختلف بين المرضى، وبحسب الدراسات الفرق بين متوسط العمر المتوقع للشخص الطبيعي ومريض التصلب المتعدد من 5 إلى 10 سنوات، وهذا الرقم يتضاءل مع الوقت بسبب التشخيص المبكر وتوفير العلاج وزيادة الوعي، خاصة أن المرض في حد ذاته غير قاتل، لكن بعض المضاعفات من المراحل المتقدمة قد تؤدي للوفاة مثل صعوبة البلع أو العدوى، وهو مرض غير معدي.
يستطع أغلب المرضى التحرك من خلال الاعتماد على قواهم الشخصية، وبعضهم يحتاج إلى استخدام عصا للمشي، وآخرين لكرسي متحرك، أو أي وسيلة أخرى، ولكن يمكن أن يُصاب المريض بالشلل إذا تأخر التشخيص أو حصوله على العلاج المناسب، بشرط التأكد من الهجمة الحقيقية للمرض.
نعم هناك هجمات حقيقية للمرض وهي عبارة عن أعراض جديدة أو أعراض اختفت وعادت للظهور مرة أخرى، والتي يمكن أن تستمر أعراضها المتواصلة من 24 إلى 48 ساعة، مع التأكد من عدم وجود حرارة مرتفعة أو أي عدوى في الجسم و يكون الفارق بينها وبين أي هجمة أخرى بمعدل شهر.
أما الهجمة الكاذبة، تكون مؤقتة في الأعراض الموجودة سابقا، ولا تكون متواصلة وتستمر 24 ساعة، وتحدث ارتفاع درجة حرارة الجسم، فضلا عن العدوى والتوتر ونقص السوائل والسكر بالجسم، وعادة تزول بعد انتهاء السبب.
بعض المرضى يعانون من صعوبة في النطق، بسبب ضعف العضلات أو فقدان السيطرة الكاملة عليها، لذلك يمكن العلاج بواسطة أخصائي تخاطب، فهذا يساعد على تحسين النطق والتحكم بالعضلات وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين.
المنزل المريح للأعصاب يعتبر أمرا بالغ الأهمية لمريض التصلب المتعدد، وهو يتم ذلك بأكثر من وسيلة من خلال الاهتمام ببعض المواصفات الخاصة، مثل تجنب استخدام الأثاث الضخم والكثير، مع ترك مساحات في الشقة للتمكن من الحركة، كما يجب تجنب استخدام السيراميك في الأرضيات أو عمل سلالم داخلية.
هي عبارة عن غرفة كبيرة، مقسمة لأربع عيادات، داخل مستشفى دار الشفاء، بها 4 كراسي استرخاء، وأجهزة «مونيتور» لقياس ومراقبة العلامات الحيوية للمريض، وتعرف تلك الغرفة باسم خدمة الرعاية النهارية التي يقضي فيها مريض التصلب المتعدد معظم الوقت بداخلها، ويتم فيها تشخيص الحالات الجديدة أو المشتبه فيها، ومتابعة المرضى لتحديد نشاط أو تطور المرض وقرارات العلاج المجاني وصرف العلاج، بجانب متابعة ملفات المرضى، وتاريخ المرضي لكل مريض، ومتابعة نشاط المرض وتسجيل الأشعة والتحاليل ومتابعة الفحوصات الدورية لكل علاج.
